[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/haithamalaidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]هيثم العايدي[/author]
” .. جاء الإفراج عن نجل قيادي بجماعة الإخوان في مصر والذي كان محبوسا على ذمة قضايا تتعلق بالإرهاب بعد تنازله عن الجنسية المصرية وترحيله الى أميركا كاشفا عن مدى الزيف والكذب الذي تتنفسه قيادات هذه الجماعة وادعاءات أبنائها بالثورية والنضال من أجل الوطن.”
ـــــــــــــــــــــــــــ

من أمام كاميرات الفضائيات بالخارج ومن وراء لوحات المفاتيح ووسائل التواصل الاجتماعي يوسعوننا حديثا عن العمل الثوري تحدي المشاريع الامبريالية الاستعمارية الأميركية والصمود وعدم الانكسار رافعين شعارات بين مقاومة الظلم وعودة الشرعية حتى ينخدع بسطاء العقول فيهم فيساقون وراء تحريضهم إلى أعمال عنف تحت مسميات جهادية ونضالية مقدمين أرواح الناس أو ارواحهم هم قرابين لتضخم ثروات وألقاب من وصفوا بقيادات النضال الذين ضمنوا الحصانة لهم ولأبنائهم بجنسيات بلدان يقولون انهم يواجهون مخططاتها ومؤامراتها.
فقد جاء الافراج عن نجل قيادي بجماعة الاخوان في مصر والذي كان محبوسا على ذمة قضايا تتعلق بالارهاب بعد تنازله عن الجنسية المصرية وترحيله الى أميركا كاشفا عن مدى الزيف والكذب الذي تتنفسه قيادات هذه الجماعة وادعاءات أبنائها بالثورية والنضال من أجل الوطن.
فقد أنهى هذا الشخص إجراءات سفره إلى أميركا بجواز السفر الأميركى وقبل ذلك تسلمته سيارة دبلوماسية تابعة للسفارة الأميركية من السجن، ونقلته إلى مطار القاهرة وبصحبته مندوب من السفارة حيث قام بإنهاء إجراءات سفره بل وفور وصوله المطار الاميركي قام من على كرسيه المتحرك مقبلا للأرض الأميركية أو ساجدا سجدة شكر على وصوله اليها أيا كان فلا فرق بين الاثنين.
ولهذا الشخص الذي طالما وضعه نشطاء فضائيات الخارج ومناضلو الكيبورد كأيقونة للنضال من أجل مصر ومستقبلها (قبل أن يتنازل عن جنسيتها) تسجيلا مصورا يناشد فيه رئيسه (الرئيس الأميركي باراك اوباما) التدخل للافراج عنه حيث يقول في التسجيل "لا استطيع أن انكر اني من اصول مصرية ولكنني أميركي الجنسية والمباديء ترعرت في ولاية اوهايو ودرست في مدارس أميركية وتعلمت المباديء الأساسية للدستور الأميركي التي تنادي بالحرية والديموقراطية واحمل جواز سفر أميركيا".
ويتابع موجها كلامه الى الرئيس الأميركي "انا مواطن أميركي ومن حقي عليك أن تحميني وتهب لنجدتي طبقا لما هو مدون في جواز السفر الخاص بي وأناشد الكونجرس الضغط على السلطات المصرية لتحريري والإفراج عني".
وللمفارقة فإن والد هذا الشخص (الذي حرص على اعطاء اولاده الجنسية الأميركية) له كلمات مسجلة يصف فيها القيم الأميركية التي يمتدحها نجله "بأنها قيم علمانية صهيوأميركية منحلة" واضعا من نفسه وجماعته رأس حربة للتصدي لمحاولات نقلها إلى مصر لأنها أفسدت العالم.
كما يقول في مواضع أخرى "إن 60% من جهود الإدارة الأميركية أيام ثورة 25 يناير، كانت محاولة لاحتواء الثورة".
وللأب أيضا خطبة عصماء في اعتصام الاخوان في رابعة العدوية ان الولايات المتحدة تساند (الانقلاب) وهو الاسم الذي يحلو للاخوان اطلاقه على ثورة المصريين عليهم في 30 يونيو 2013.
وإن كانت هذه الكلمات المسجلة لأب يصب جام الغضب على أميركا التي حرص كل الحرص على اعطاء عائلته جنسيتها وتركهم يقيمون فيها ويتعلمون في مدارسها وابن يدعي الثورية لصالح وطن بادر ليس فقط للتنازل عن جنسيته بل والتبرؤ منها في مخاطبته للرئيس الأميركي وتأكيد ذلك بالطقوس التي مارسها في المطار الأميركي ستجد من يبرر لها فإن الدعوة موجهة الى هؤلاء المبررين أو المسبلين اثواب البطولة على هؤلاء الموصوفين بالقيادات أن يسألوهم لماذا تركتمونا وهربتم في الاعتصامات قبل أن يتم القبض عليكم في جحور اختبأتم فيها ولماذا لسان حال الهاربين منكم يقول اذهبوا وقاتلوا إنا ها هنا في نعيم الخارج مقيمون.