3.9 مليار مشترك في خدمة الهاتف النقال

دبي ـ (الوطن):
عقدت مؤخرا "قمة قادة قطاع الاتصالات 2015" التي ينظمها مجلس سامينا للاتصالات، تحالف شركات الاتصالات الرائد الذي يغطي ثلاث مناطق من العالم (جنوب آسيا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، وذلك في دبي وذلك تأكيدا على الحاجة الماسة لتأسيس قاعدة قوية للتعاون مع الحكومات وقطاع الاتصالات لتلبية الطلب المتزايد على النطاق العريض والاتصال.
وقال بوكار ايه با، الرئيس التنفيذي لـ"مجلس سامينا" للاتصالات: يمر القطاع بتحولات رئيسية حيث يوجد حاليا حوالي 3.9 مليار مشترك في خدمة الهاتف الجوال، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد بحلول العام 2020 إلى ما يقرب من 5 مليارات مشترك، مع معدل 10 أجهزة متصلة ببروتوكولات الإنترنت لكل مشترك، الأمر الذي يؤدي إيجاد ما يقرب من 40 – 50 مليار جهاز متصل بحلول العام 2020. ولذلك فإن المشغلين سيواجهون تحديات هائلة، وعلينا أن نحقق التميز كمعيار في إطار جهودنا الرامية إلى ايجاد قاعدة قوية للتعاون بين القطاعين العام والخاص.
من جانبه قال شي ياوهونج رئيس شركة "هواوي" في الشرق الأوسط: "تسهم شبكات اتصالات النطاق العريض في تسريع وتيرة التحول الذي يمر به قطاع الاتصالات في المنطقة حالياً، ونحن نعمل في هواوي على دعم مسيرة التحول وتحقيق رؤيتنا الأشمل التي تتجسد ببناء عالم أكثر تواصلاً. ومن خلال تواجدنا في منطقة الشرق الأوسط على مدى 15 عاماً، ندرك تماماً أن التعاون والتنسيق والشراكات الاستراتيجية بين جميع الأطراف المعنية في هذا القطاع، بالإضافة لإعطاء أولوية كبرى لاحتياجات العملاء من خلال تقديم الابتكارات التقنية الحديثة يعد أمراً بالغ الأهمية لإحراز تقدم على مستوى تطور القطاع. وتمثل قمة قادة قطاع الاتصالات منصة فريدة لنا في شركة هواوي لإظهار امتناننا للثقة التي يوليها شركائنا الإقليميين لنا، والتي تسهم عموماً في دعم نمو الاقتصاد الرقمي القائم على المعرفة الذي تنشده الحكومات في المنطقة. وتعتبر حلولنا المتكاملة عاملاً مؤثراً في مجال ربط الأنظمة والشركات والمدن والمجتمعات من أجل إحداث التحول المطلوب في مختلف الصناعات، ورفع مستوى الكفاءة، وإيجاد تجارب أفضل للجميع، والارتقاء بمعايير قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات".
كما شهدت القمة أيضا ثلاث حلقات نقاش تناول خلالها المتحدثون عدداً من القضايا التي تواجه قطاع الاتصالات اليوم، وذلك تحت شعار "متطلبات التحول بشبكات النطاق العريض: فرص وتحديات التنسيق والشراكة بين الأطراف المعنية بقطاع الاتصالات - الابتكار نحو عالم أفضل اتصالا".
وكجزء من حلقة النقاش الأولى حول موضوع "نشر البنية الأساسية ذات النطاق العريض في منطقة سامينا"، سلط المتحدثون الضوء على تحقيق التوازن بين الابتكار والاستثمار والمحتوى، وذلك على خلفية الحاجة المتزايدة للاتصال. كما تم التأكيد على أن 73٪ من السكان في منطقة سامينا يستفيدون من تغطية شبكة الجيل الثالث "3G" في حين أن 65٪ يحصلون على محتوى ذي صلة و 54٪ يستطيعون تحمل تكلفة شبكة النطاق العريض. وتباحث القادة حول حلول للعقبات التي لا تزال تعيق الاتصال ذو النطاق العريض واستخدامه في منطقة سامينا، بالإضافة إلى التركيز على القدرة على تحمل تكلفته كواحد من التحديات الرئيسية. واجمع المشاركون على أن الطلب المتزايد على البيانات جعل الإنترنت وشبكات النطاق العريض حقا من حقوق الإنسان، وأن الهواتف المحمولة وحدها لا تستطيع تلبية هذا الطلب، مما يشير إلى حاجة الحكومات وصناع القرار لدعم تطوير البنية التحتية من خلال سياسات مواتية للاستثمار. كان هناك أيضا اتفاق واسع النطاق بأن اللوائح ونماذج الأعمال التي كانت تصلح في القطاع منذ 10 أو 15 عاماً لم تعد فعالة وأن شبكات النطاق العريض هي شرط أساسي لتحقيق المزيد من الاتصال.
أما حلقة النقاش الثانية ، فقد دارت حول موضوع "الأطراف المعنية وتحقيق التعاون بين أصحاب المصلحة في القطاع في عصر المدن الذكية"، وتهدف إلى استكشاف الوسائل التي تمكن رؤية المدينة الذكية لتمهيد الطريق لإنشاء مجتمعات رقمية أكثر ذكاءً وتحديد أولويات التنمية الرقمية مع الأخذ بعين الاعتبار أمن البيانات والخصوصية والاعتماد المتبادل على التكنولوجيات الناشئة للمدن الذكية. واستهل المتحدثون المناقشة من خلال وضع تعريف للمدينة الذكية كمدينة متصلة، حيث يستطيع المواطنون ممارسة جميع حقوقهم باستخدام التكنولوجيا باعتبارها أداة متكاملة وفعالة. واتفق المشاركون في الاجتماع على أن عقد شراكة أكثر قوة والمزيد من الانفتاح مع الأطراف الأخرى يعد أمراً بالغ الأهمية لتوفير الخدمات المناسبة للمواطنين. كما سلطوا الضوء كذلك على أن بعض جوانب الابتكار الرقمي تؤثر سلبا على نوعية التفاعل بين البشر، وأن المدن الذكية تهدف إلى تسهيل زيادة الإنتاجية.
أما الجلسة الختامية حول موضوع "تسريع وتيرة تطوير شبكات النطاق العريض لدفع الابتكار الذي يتمحور حول المواطن" فقد ركزت على اعتماد أطر تنظيمية ذكية للمساعدة في سد الفجوة الرقمية وبناء مجتمع رقمي حقيقي واقتصاديات رقمية مستدامة، فضلاً عن الدور القيادي لمشغلي شبكات الاتصالات في تمكين تطوير الحلول والخدمات الرقمية التي تتمحور حول المواطن والاستراتيجيات الكفيلة بتلبية الطلب الحالي والمستقبلي المتزايد على البيانات المتنقلة، وخصوصاً في مجال محتوى الفيديو. كما أجمع جميع المشاركين على أن النظام الإيكولوجي هو أكبر بكثير من المشغلين والمسوقين، وأن على جميع الجهات المعنية التعاون لتحديد وبناء الأنظمة الذكية. كما سلط المتحدثون الضوء على الطبيعة الحرجة للسياسات الملائمة للاستثمار لتطوير قطاع الاتصالات.