[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
سيظل ممولو الإرهاب في سوريا مهما كانت تسمياتهم في حال الهجوم ولعبة البدائل طالما ان لا حل سياسي .. فإذا ما ربح المعركة في يبرود وهو رابحها بالتأكيد، لأن الجيش العربي السوري عندما يقرر، يفعل، وعندما يفعل ينجح وينتصر، فسيفتح بالمقابل جبهة جديدة، هي موجودة بالأصل لكنها نائمة مثل كل الخلايا التي تنام كي يأتي من يصحيها ..
خبرة القيادة السورية باتت واسعة في هذا المجال، وخصوصا في مسألة الربح بالسياسة ما كسب في الميدان .. وتقول الخبرة أيضا، ان مرحلة تنظيف الأراضي السورية ستكون عسكريًّا من جانبها، مقابل ردات فعل من جانب القوى الإرهابية التي تتلحف بالمساعدات الاميركية وبعض العربية، وتنام على وسادة اسرائيلية. وسواء نجحت القيادة السورية عسكريًّا أو سياسيًّا فسيكون مقابله وضع عسكري متشعب.
بديل يبرود اذن فتح جبهة درعا، بعدما صعبت عليهم جبهات أخرى .. لكن ذلك يعني ان الانتصار في ما بعد يبرود سيكون له مقابل ارهابي، وما بعد بعد يبرود سيكون حتما ضمن لائحة البدائل التي يلعبها الممول في تحريك الإرهاب الذي تصنع له الخطط من أجل تنفيذها في الساعات التي يطلب منه التنفيذ.
وسط تلك المعمعات القوية، وما هي عليه امور الميدان الذي لم يعد يقلق القيادة السورية ولن تهابه في مشروع خططها التي باتت جاهزة على ما اعتقد، وهي خطط طويلة المدى تستوعب جميع التصورات، تفشل جنيف بالضرورة، لأن عراب الائتلاف لم يستنفذ بعد خططه الحربية لعله ينفذ إلى ربح ولو نسبي كي يسجله باسم جنيف الآخر الذي لن تفتح طريقه سوى المعارك العسكرية وما يترتب عليها. واذ يعرف الاميركي ومن لف لفه هذا الأمر بالتفصيل، فسيظل على مناوراته، مستنجدا بكلمة "لعل" في اصابة ما .. تطويل الحرب أفاد الدولة والنظام السوري، حولها إلى سلاح بيدهما وإلى قوة، كاد الشعب السوري في البداية ان يتأرجح بين بين، لكنه اليوم يخرج زرافات ووحدانا وبجموع غفيرة ليقول كلمة الفصل في معركة الخيارات الرئاسية التي سيكون الرئيس الأسد وحيدها المطلوب من أجل معركة باتت باسمه وله ويجب ان يغلقها كي تسجل انتصاراتها للذي عرف كيف يقود شعبه وجيشه إليها.
علينا توقع الكثير مما هو مخبأ في اجندة ممول الإرهاب في سوريا، اجندة مكتنزة بكل ما ستفعله مقابل فعل تقوم به القيادة وتنفذه على مسمع ومرأى من العالم. واعتقد انه انتهى وإلى الأبد، الكلام عن الإصلاح اولا، والكلام عن رحيل الأسد ثانيا بل على العكس، اذ اعلن الشعب السوري ترشيحه للرئاسة المقبلة في اكبر عملية تحد للمشروع الاميركي الصهيوني وبعض العربي الذي يقود شعار ما بعد الأسد وكله معرفة وعلم ان شعاره ميت قبل ان يعلن.
وعلينا ان نعرف دون أي خوف على مستقبل سوريا وعلى المعارك المفترضة عند كل تقدم للجيش العربي السوري في مكان ما، بأن الذين يقودون الحرب على سوريا افلسوا، ولا يملكون سوى لعبة ردات الفعل من خلال بدائل فاشلة يعرفون سلفا عدم تأثيرها على النتيجة العامة لأمة في الزنود السمر تبتسم كما قال الشاعر الراحل سليمان العيسى، ونقصد بتلك الزنود جيشنا العربي السوري المظفر صانع الانتصارات، واكاد اقول واهب الحياة لسوريا الجديدة التي تولد على يديه.