مازالت محطاتنا مستمرة، للوصول للمحطة الاخيرة من رحلتنا التي نمر من خلالها على مشاريع ناجحة، ومشاريع تحتاج لوقفات لمعرفة اسباب تأخرها او مسببات مشاكلها، فالتنمية والتخطيط مستمران للتطوير والنماء للافضل لرفاهية الشعب وتحقيق وتنفيذ الخطط الخمسية التي اثمرت مشاريع عملاقة وتنمية مستدامة..!
المحطة الاولى: ازدادت اسعار ناقلات المياه، بسبب انعدام وصول شريان الحياة لبعض الاماكن، رغم مطالب سابقة بتوفير وبناء محطات تحلية مياه اضافية (قبل سنتين) طرحنا الامر هنا في هذه الزاوية، لانشاء واحدة في الوسطى، واخرى في الباطنة تخصص للزراعة، وذكرنا ذلك بانها افضل للمستقبل والاجيال القادمة من شراء سفن لنقل النفط والغاز انذاك ـ رغم اهميتها ايضا ـ ليقييننا باهمية المياه اكثر بالنسبة للمجتمع والمواطن بشكل عام، والازمة ستتكرر اذا كانت لا توجد حلول استراتيجية وستبقى المشكلة تتفاقم، من حين الى اخر. والحل كما ذكرنا هو انشاء محطة تحلية للمياه في الوسطى واخرى في الباطنة وذلك في اطار تخطيط اشمل.
المحطة الثانية: قرار تبني مجلس البحث العلمي دعم المبادرات والاعمال البحثية في غاية الاهمية للبلد، فقد اثلجت القرارات صدورنا، لذا نتمنى ايضا تفعيل هذا الجانب ليمتد الى مجالات الغذاء والثروة الحيوانية والسمكية والمائية والطاقة البديلة لتزويد مناطق السلطنة بالكهرباء من الشمس والرياح والتي ستوفر ملايين من الغاز النفطي والذي يستخدم اليوم في محطات الكهرباء.. والاعمال البحثية في جميع القطاعات في غاية الاهمية وخاصة في مجال استزراع الصحراء والاستفادة من الطاقة الشمسية، فالدول تقاس بمدى اهتمامها بالابحاث ووجود علماء لديها.. ولا يمنع ان يكون لدينا مراكز بحثية متعددة.
المحطة الثالثة: منذ ثلاث سنوات، كنت استغرق للانتقال من الخوض إلى الوادي الكبير أقل من نصف ساعة في عز الزحمة، واليوم يتطلب ذلك اكثر من ساعة .. وهذا يدعو الجهات المختصة الى الاسراع في ايجاد بدائل ، واقامة جسور معلقة وانفاق لحل الازمة الخانقة التي تزداد سنويا، او تغيير مسارات الشوارع للدخول واخرى للخروج مع توسيعها ، نأمل ان يكون ذلك في الحسبان يا مجلس بلدي مسقط. قبل ان تتحول روي ومطرح التاريخية لمنطقة اشباح او للوافدين فقط..!
المحطة الرابعة: مطار صلالة شارف على الانتهاء كما نقرأ ونسمع، وسيفتح نهاية العام او العام القادم ـ باذن الله ـ وهذا ما نأمله، ولكن كيف نستنزف اموالا في بناء مواقف جديدة للسيارات في المطار القديم، أليس الاجدى بهذه المبالغ استثمارها في مشاريع اخرى، ونحن على اعتاب الانتقال للمطار الجديد. ام ان المسألة كمثل مطار صحار الذي كان الاجدى بناءه في البريمي او محضة ليكون مجديا سياحيا واقتصاديا. وهل الاقبال على تراخيص تأسيس شركات طيران اقتصادية يعني باننا مقبلون على رحلة لصلالة لا تتجاوز قيمتها 40 ريالا مثلا او أقل. ام ستتكرر قصة طيران مسقط الخاص والطيران العماني في المنافسة على الاسعار ثم تغلق الشركات كما اغلقت (مسقط). فاستمرار سياسة الهدر للمال العام في وسط ازمة انخفاض اسعار النفط أمر لا يقبله عقل ولا منطق ويحتاج لاعادة تفكير.
المحطة الخامسة: لم اجد اجابة واحدة لماذا المشاريع في محافظة ظفار لا تبدأ الا في موسم الخريف، وقبل مهرجان المدينة السنوي، حتى جمعتني الصدفة يوما بمسؤول، فقال "لاننا نستلم الموازنة والمبالغ في هذه الفترة" ، اجابة غير مقنعة، فيمكن تأجيل المشاريع بعد الانتهاء من المهرجان، ولكن المشكلة اكبر واعمق من صرف المبالغ، فالمشاريع في كل منطقة تحتاج لتدقيق ومتابعة وجهة مشرفة مستقلة، حتى ولو كان وزارة للاشغال العامة (مثلا)، فلا زلنا نشاهد تكسيراً في الشوارع وأعمال حفر مستمرة واختناقات مرورية لا داعي لها الان قبل الموسم السياحي الذي نأمل تطويره ليكون ذا صفة عالمية حتى ولو بمسابقة واحدة او مهرجان للتراث والفنون الاسلامية تستضيفه المحافظة بمشاركة خارجية ، تتسابق عليه الدول للمشاركة فيه ، وليس مهرجانا داخليا فقط لا يتعدى صيته دول الجوار وبعض الدول القريبة.!
المحطة السادسة: استثمار السلطنة في اندونيسيا، كما اعلن وزير الطاقة الاندونيسي ـ في بناء منشآت لتخزين النفط ومصنع للبتروكيماويات ومصفاة نفط ، شيء رائع بحجم اندونيسيا، ولكن هل تدارسنا الموقع، وسبل نجاح الاستثمار، خاصة وان البلد يتعرض سنويا لاحوال جوية تعيق وقد تؤثر احيانا على البنية التحتية.
المحطة الاخيرة: الأقوياء لا يتوقفون عن العمل على حماية الأوطان بيد وتنميتها باليد الأخرى في زمن التحديات الكبرى.. اللهم احم بلادنا من الحالات المدارية وجنبنا الاضرار والاخطار، واسقنا غيثا تحيا به الارض وينبت به الزرع بلطف منك ورحمة. اللهم امين يارب العالمين.

د. احمد بن سالم باتميرة
[email protected]