أفلاجها وحاراتها وحصونها وأبراجها ومساجدها الأثرية تحكي الماضي للحاضر وتستشرف مستقبلها الواعد
مسجد القش الأثري بني بالصاروج العماني
تاريخ القرية ضارب في القدم وحافل بالذكريات
تتوسط "اللاجال" قرية قديمة مرتفعة بنيت بالطين ولا تزال معالمها شامخة
الإنشاءات الدفاعية تتوزع على قمم الجبال المحيطة بها كالأبراج التي تسمى بـ"البومة"

وادي المعاول ـ (العمانية):
ولاية وادي المعاول، إحدى ولايات محافظة جنوب الباطنة، تحدها من الشمال الشرقي ولاية بركاء ومن الجنوب الشرقي ولاية نخل ومن الجنوب الغربي ولايتا العوابي والرستاق، وتبعد عن محافظة مسقط نحو 100 كيلومتر.
وتضم الولاية العديد من البلدات والقرى التى تعد واحات بين الجبال والأودية من بينها قرية "اللاجال" التي تُعد واحة خضراء ولؤلؤة بين الجبال وتقع في الجانب الشرقي من الولاية وتفصل الولاية عن ولاية بدبد وبلدة فنجاء، وتبعد عن محافظة مسقط حوالي 50 كيلومتراً.
وتعتبر (اللاجال) البوابة الشرقية للولاية وبها الكثير من المعالم الأثرية والسياحية والاقتصادية والتنموية، فهي تحكي الماضي ليومنا الحاضر وتستشرف المستقبل الواعد بموقعها الفريد ومكنوناتها الطبيعية كالأفلاج الحارة والعيون المائية والغيلية والمزارع المتنوعة والنباتات الطبيعية والحيوانات البرية والأشجار والحصون والأبراج والمساجد الأثرية والأخرى الحديثة.
ويمارس سكان قرية "اللاجال" الحرف التقليدية والصناعات القديمة كصناعة النسيج والسعفيات وصناعة الحلوى والخناجر والفخاريات، كما يقومون بتربية الحيوانات كالابل والماشية وتربية العسل الطبيعي، كما يعملون في الزراعة والتجارة وغيرها من المهن.
وتشتهر القرية بزراعة الحمضيات كأشجار الليمون والاعلاف ومختلف اصناف النخيل كالخلاص والنغال والمبسلي والخصاب والقش، ويزور قرية اللاجال عدد من الزوار من داخل وخارج السلطنة خاصة في المواسم التى تهطل بها الامطار، حيث تتكون البرك المائية التى تضيف للقرية مزيداً من الجمال .
ويوجد في القرية (وادي اللاجال) الذي تنساب مياهه طيلة العام من الجبال الشرقية، وتحتوي القرية على البلدات الصغيرة وأهلها متعاونون ومرحبون للضيف والسائح، وقد حظيت القرية بخدمات تنموية كثيرة كالكهرباء والطرق المعبدة والإنارة وغيرها من الخدمات الاخرى.
وقال سعيد بن زاهر الناعبي وهو من كبار السن بالقرية: اللاجال واحة بين سلسلة جبال الحجر وتعد محصنة بجغرافيتها الطبيعية وتوجد فيها الجبال التي تشتهر بوجود الكهوف المتنوعة والأشجار البرية والنباتات الطبيعية كالزعتر في أعالي الجبال المحاذية لولاية نخل والحرمل والظفرة والشوع وأشجار السدر والسمر التي يتغذى عليها نحل العسل في موسمين وكذلك الحيوانات المختلفة كالغزلان والوعل العماني والماشية والإبل.
ويضيف الناعبي قائلاً: "إن تأريخ قرية اللاجال ضارب في القِدم وحافل بالذكريات والعطاءات، حيث توجد بها إنشاءات دفاعية كثيرة على قمم الجبال المحيطة بها خاصة الشرقية والجنوبية كالأبراج التي تسمى (بومة) نسبة لطائر البومة المحلي المعروف بشدة مراقبته لطريدته".
وتتوسط القرية قلعة حجرية يحيط بها سور شبه دائري أتقنت الأنامل العمانية قديما في رصف حجارته وبداخلها تنتشر عدد من الغرف، كما توجد بوسط اللاجال قرية قديمة مرتفعة بنيت بالطين ولا تزال معالمها شامخة وظاهرة للعيان، كما يتوسط القرية مسجد القش الأثري الذي بني بالصاروج العماني.
من جانبه قال محمد بن حمد الناعبي وهو من الشباب الواعد وله من الكتابات الشعرية والنثرية والنشاطات الاجتماعية والدينية التي يُشار لها بالبنان: إن من العلماء المشهورين في القرية الشيخ علي بن حمد الناعبي المدفون بولاية سمائل وهو من رجال الإمام محمد بن عبدالله الخليلي وقرين الشيخ خلفان بن جميل السيابي والشيخ حمد بن عبيد.
وأضاف محمد الناعبي أن من المشايخ الأحياء في القرية فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر بن سليمان الناعبي قاضيا بمحكمة الاستئناف بولاية صحار، ويعد مرجعاً للعلم والفتوى والأمور الدينية والاجتماعية، ومن الشعراء ناصر بن سليمان الناعبي وحبيب بن شحلوب الهطالي والدكتور محمد بن خلف الناعبي وغيرهم من العلماء والشعراء والأدباء.
ويوجد في القرية عدد من الافلاج كفلج (الصبيخة) الذى يتميز بدرجة حرارته المرتفعة جدا ويعد من أشهر وأكبر أفلاجها حيث يغذي نصف مزارع البلدة وينبع من الجبال الجنوبية الشرقية. كذلك فلج (القش) وينبع من نفس الجبل ولكن حرارته أقل، ويعرف أيضا بفلج (الغيث الصغير) ويمر بمسجد القش ثم يلتقي بفلج الصبيخة ليسقيا مزروعات البلدة، كما يوجد بالقرية "فلج المحيول وفلج المحديث" و"فلج السليل" الذي يعرف أيضا بـ"الفلج الشرقي".