القاهرة ـ من عادل مراد:
عادت مرة أخري بل زادت في الآونة الأخيرة ظاهرة تقديم نجوم الفن للبرامج الإعلامية على الفضائيات المختلفة ، حيث يرى أصحاب هذه التجارب الإعلامية أنها ناجحة وأنهم خرجوا منها بنتيجة إيجابية وبناءة، فحين أن خبراء الإعلام يرونها نتيجة واضحة لحالة الانفلات الإعلامي التي نعيشها حاليا.
تأتي الفنانة فيفي عبده لتخوض تجربة تقديم البرامج لأول مرة من خلال برنامج "أحلى مسا" بصحبة هشام عباس والذي يذاع على قناة "MBC مصر"،كما يأتي الفنان أشرف عبد الباقي ليخوض التجربة مرة أخرى من برنامج "مصر البيت الكبير" والذي يقدمه على قناة الحياة ، وأيضا بشرى التي نراها في نفس التجربة لأول مرة ومعها هاني رمزي الذي قدم التجربة من قبل من خلال برنامج "الليلة مع هاني" .
حاولنا أن نتعرف على أراء خبراء الإعلام، والفنانين أصحاب هذه التجارب حول هذه الظاهرة. فأكدت الفنانة فيفي عبده سعادتها بأول تجربة لها مع تقديم البرامج من خلال "أحلى مسا"،حيث تظهر من خلاله على طبيعتها بدون التظاهر بأي نوع من التمثيل أو التشخيص ،وكأنها مع ضيوفها في البيت، مشيرة إلى أن الوقوف على خشبة المسرح جعل التجربة سهلة وبسيطة بالنسبة لها،حيث اعتادت على التعامل المباشر مع الجماهير،رغم أنها تشعر ببعض الخوف في بعض الأوقات وهذا أمر طبيعي يشعر به أي فنان في أي تجربة جديدة،موضحة أنها ترى أنها استفادت كثيرا منها وتشعر بالنجاح فيها.
وحول تأثير ذلك عليها كفنانة أكدت أنه لن يؤثر عليها بالسلب بل على العكس تماما فهو يؤثر بالإيجاب،فهو يعتبر استثمارا لنجاح أي فنان ، مشيرة إلى أنها مصالح مشتركة في أن يحصل الفنان على المال والشهرة وتحصل القناة علي الإعلانات والأموال الزائدة.
أما الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة فيرى أن الهدف الوحيد من وجود تلك الظاهرة هو بحث القائمين على البرامج عن الإعلانات فقط دون النظر لأي مادة علمية أو إعلامية مقدمة أو أي مهنية في البرامج التي يقدمونها،مشيرا إلى أن وجود النجوم المشاهير في هذه النوعية من البرامج يفي لهم بهذا الغرض ويحقق الهدف المرجو منه ، بعكس المذيع التقليدي الذي يعي جيدا مفهوم وميثاق الشرف الإعلامي.
وكشف أن الفنان يحاول من ناحيته تعويض انخفاض فرص وميزانيات الأعمال الدرامية التي كان من المفترض أن يقدمها وهنا تتلاقى أهداف الجميع في تحقيق الأموال ، موضحا أن الإعلام المصري يعاني الكثير من الارتباك والمشاكل المهنية في ظل كثرة عدد الفضائيات التي انتشرت بشكل مبالغ فيه ، مشيرا إلى أن تلك الظاهرة لن تؤثر كثيرا في الإعلام.
وأوضح في نهاية حديثه أن المشاهد هو الوحيد الذي يصاب بحالة من التذبذب مع تنوع البرامج وكثرة القنوات ، وهنا لا يحظي أي برنامج بنسبة مشاهدة عالية ، وفي نهاية الأمر تتأثر ميزانية الإعلانات وتقل اسعارها .ويأتي المهندس أسامة الشيخ رئيس مجموعة قنوات النهار ليؤكد أن كل فنان يبحث فقط عن كل ما هو سهل وبسيط للحصول على النجاح والمال معا،ولكن أغلب هذه التجارب تأتي بنتيجة سلبية وتفشل، كاشفا أن قدرات الفنان أقل من المستوى المطلوب منه كممثل أو كمطرب، لأنه يفتقد للثقافة، والحس الإعلامي، والموهبة أيضًا، فليس كل فنان ناجح مذيعا ناجحا!.
وأكد الشيخ أن التجارب التي تلقي النجاح في الفنان هي ظهوره في برنامج يحتوي على مهنة الفنان ذاتها كممثل أو مطرب مثل لجان التحكيم في برامج اكتشاف المواهب، مشيرًا إلى أن بعض الفنانين يلجأون لذلك لأن "سوقهم واقف"، مؤكدًا أن الإعلام لا يستفيد ولا يضر جراء هذه التجارب، لأنهم في النهاية يبحثون عن إعلانات فقط.
ووصف الناقد طارق الشناوي أن اختيار نجوم الفن من قبل الفضائيات هو كسب جماهيريتهم العريضة وحب الناس لهم ، واصفا تلك الظاهرة بأنها موجودة منذ فترة وهي ليست بجديدة على السينما ، حيث كان يشرك منتجو السينما لاعبي كرة القدم في الأعمال السينمائية للاستفادة من نجوميتهم رغم عدم قدرتهم على التمثيل ،وهو نفس الحال بالنسبة لتقديم الفنان للبرامج ، فهو هنا لا يبحث عن مقدم برامج ناجح ولكنه يبحث عن صفقات إعلانية ناجحة .
وأوضح أن القناة هي المستفيد الوحيد من تلك الإعلانات ، حيث إن الفنان يخسر من رصيد نجوميته لدى الجماهير ، ولدى صناع الدراما والسينما أيضا حيث إنها تقلل من سعره لدى الجميع ، والجمهور يراه في كل حلقة من البرنامج فلماذا يذهب إليه في السينما ويشتري تذكرة ليشاهده ؟! ، وهو ما حدث مع هاني رمزي في برنامجه "الليلة مع هاني" فكان له نتيجة سلبية وعكسية حيث عزفت الجماهير عن فيلمه فيما بعد.
وكشف أن العمل الأساسي الوحيد لأي فنان في تلك التجارب هو الحصول على المال ، وأرجع ذلك إلى تراجع الإنتاج الدرامي ، مما دفع المطربين للظهور كلجان تحكيم في برامج اكتشاف المواهب في حين كانت مرفوضة من قبلهم من قبل ، وهي في النهاية فرصة للحصول على (سبوبة) بسبب توقف سوق الكاسيت ليست لاكتشاف المواهب .