مطار صلالة الجديد بإمكانياته الضخمة وتصميمه الرفيع بات اليوم واحدا من ثمار النهضة المباركة وعطاءاتها الخيرة التي عمت ربوع الوطن فبعد 4 سنوات من العمل والتخطيط والتنفيذ المتواصل احتفل الجميع بتشغيل مطار صلالة الجديد ذلك الصرح الاقتصادي السياحي النوعي الذي يجسد نموذجا متفردا من حيث الحجم والشكل والتنظيم والتجهيز ليصبح مفخرة ومعلما بارزا يضاف لتلك المشاريع الشامخة التي شهدتها المحافظة على مدى 45 عاما من مسيرة النهضة المباركة.
الجميع أمس كان على موعد مع لحظة تاريخية فارقة بتشغيل مطار صلالة وقد علت الابتسامة وجوه الجميع ممن ساهم وشارك وبذل وهم يحصدون ثمار سنوات من العمل المتواصل بروح وثابة وهمم صادقة من أجل هذه اللحظة التي بالتأكيد تمثل علامة فارقة في مسيرة البناء والتحديث التي تشهدها صناعة المطارات في السلطنة لذلك كان لا بد من تحية شكر وتقدير لكل القائمين على المشروع بدءا من وزارة النقل والاتصالات والهيئة العامة للطيران المدني وشرطة عمان السلطانية والشركة العمانية لإدارة المطارات والطيران العماني الذي كانوا بالفعل على مستوى الحدث والمسئولية الموكلة إليهم في انجاز وتشغيل مطار بهذا الحجم في وقت قياسي يحسب لهم.
إن المسافرين عبر مطار صلالة وتحديدا زوار الخريف سيحظون بفرصة لمشاهدة تحفة معمارية تتجسد فيها العديد من المشاهد والصور بدءا من دخولك أرض المطار ووصولك لصالة المطار الرئيسية وتخليص اجراءات السفر والانتقال لسلم صعود الطائرة كل شيء بات منظما ومرتبا ومتناسقا في جماليات الصور والألوان وترابط منتظم للمسارات والمواقع مما يضفي شعورا مختلفا لمفهوم السفر عبر مطار أقل ما نصفه بالنموذجي في كل مرافقه وخدماته.
ولأن صناعة المطارات بطبيعتها متطورة ومتجددة فقد كان هناك حرص على توفير كافة الخدمات الأساسية للمسافرين من المواقف ومناضد اجراءات تخليص المسافرين وقاعات رجال الأعمال واماكن انتظار المسافرين والسوق الحرة والمطاعم والمقاهي التي تتواجد في كل ركن من المطار روعي فيها الكثير من الجوانب وصممت بشكل حديث وبأسلوب راق يوفر بيئة فريدة من التسوق والهدوء والتنسيق لضمان خدمة متميزة للمسافرين وفي وقت زمني قياسي. ولم يغفل القائمون على المشروع عن العناية بالتنمية البشرية حيث كان الكادر العماني حاضرا وبقوة منذ بدء تنفيذ المراحل الأولى لمشروع المطار لنجد أن 90 بالمائة ممن يعملون بالمطار هم عمانيون حظوا بالكثير من برامج التدريب والتأهيل على مدى السنوات الماضية من تنفيذ المشروع وهذا نابع من إدراك تام بضرورة اعطاء الشباب العماني فرصة للتواجد والمشاركة في إدارة وتشغيل مثل هذه المشاريع العملاقة. أعتقد أن تشغيل مطار صلالة هو فرصة امام كافة الجهات المعنية ومشغلي المطار للوقوف على التحديات والإشكاليات ومعالجتها في تشغيل وإدارة مشاريع المطارات القادمة وفي مقدمتها مطار مسقط ومن بعده صحار والدقم.
احتفلنا بتشغيل مطار صلالة وفي شهر نوفمبر وضمن احتفالات البلاد بالعيد الوطني المجيد سنشهد الافتتاح الرسمي للمطار وحتى تلك اللحظة سنبقى متوقدين لنعيش فرحة وطن بمشروع آخر جديد في ربوع وطننا العزيز مشروع وطني يضاف لمنجزات هذا الوطن المعطاء.

مصطفى المعمري