مازالت أجيال هذا الوطن الساحر خلال هذا العصر تشعر بقيمة وعظمة المسؤولية الكبيرة وبقيمة هذا الوطن الحضاري التاريخي الذي تعاقبت عليه حضارات متعددة منذ مئات آلاف السنين مازالت شواهدها في مختلف المناطق والقرى تبرهن على عظمتها ، وقد تأسست فيه ثقافات أصيلة متنوعة في شتى المجالات ومازالت آثارها باقية نستشعر قيمتها ولاسيما المخطوطات التاريخية القديمة الكنز المفقود التي مازالت تعاني من الطمس منذ مئات السنين ، وتبحث عن باحثين ومختصين أكاديميين تنقح هذه المخطوطات الثمينة بثوب عصري حديث، وينفض عنها غبار آلاف السنين من أجل بث فيها روح الحياة من جديد كي تتواجد في كافة المكتبات الإقليمية والعالمية، وتتويجا لما سلف وسبق ومضى من فترة عمر هذا الوطن، وها هي أجيال اليوم تستشف قيمة التحدي في عظمة هذا الوطن بمنجزاته وحضارته وتاريخه ومخطوطاته وهي تعيش في حالة صراع وبحث مع الذات في البحث عن رحلة الإنجازات والابتكارات ، ومواصلة الإبداعات مزيدا من التحدي بلغة واحدة وهي لغة العمل فالرحلة مازالت مستمرة بديمومة حركة الأجيال في بناء لبنات هذا الوطن العظيم، ومن هنا ومن رحم ولادة الإنجازات والإبداعات التاريخية لهذا الوطن لتلك المراحل الصعبة نناشد وكلنا آمال كبيرة أولا الجيل الذي يبني عمان في هذه المرحلة بأن يواصلوا مرحلة البناء مزيدا من التكاتف والتلاحم في بوتقة العطاء المتجدد بعيدا عن لغة التنافر والتجاذب والسجال وإقصاء الآخر ، من خلال أن سجل هذا الوطن التاريخي يدفعهم إلى منهجية العمل الصادقة المنظمة بقراءة معالم المستقبل ، من خلال أنه كان عظيما وسيظل عظيما بكم وفخورا بكم ، فقط يجب أن تكونوا أهلا لمكانته وقيمته ، ووقودا له في كافة الظروف والمعطيات ، وكذلك نناشد كافة المفكرين والأدباء والباحثين والكتاب وحملة الشهادات العليا بأن يكونوا جميعا في سلة واحدة وهي سلة خدمة الوطن ترتقي ذواتهم وكتاباتهم ومنهجيتهم العلمية بصفة الموضوعية والمصداقية ، مجندين جل مقومات طاقاتهم وإمكانياتهم خدمة للأجيال في بث روح الحماس والتحدي من خلال رسم لوحات التفاؤل في عناصر البناء استلهاما من عبق تاريخ الماضي بإنجازاته ، والبحث عن مقومات الإبداع والابتكار وتحمل المسؤولية الوطنية المشتركة بمرحلة البناء بلغة العمل والعطاء.

حمد بن سعيد الصواعي
[email protected]