[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/waleedzubidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]وليد الزبيدي[/author]
يقول عبد الرحمن كوجوك في رسالة دكتوراه عن يهود الدونمه، أن هرتزل تعقب خطى زعيم يهود الدونمه ساباتاي زيفي، ونجح هرتزل في السيطرة على فلسطين وحقق لليهود هدفهم القريب وهو تجميع اليهود في فلسطين باقامة دولة يهودية فيها، وامتلاك (العيد المقدس) عام 1948، ومن ثم فقد اتجه يهود الدونمه إلى العمل نحو هدفهم التالي وهو تحقيق فكرة السيطرة على العالم وفي هذا يتفق جميع اليهود.
اندمج الدونمه مع عامة الشعب التركي وتأثروا بثقافتهم وصناعتهم ونال بعض منهم مناصب مهمة في الحكومات التركية.
وعمل يهود الدونمه بصورة سرية، ودون اثارة الاهتمام بأعمالهم، وبرغم أن البعض كان يتساءل عن سبب نزوع هذه المجموعة المعروفة بالبخل وحب المال والاصرار على تكديسه، لكنهم في ذلك الوقت الذي أسست فيه جمعية الاتحاد والترقي (تركيا الفتاة) اتجهوا إلى صرف الأموال وبمبالغ كبيرة وقد حظيت هذه الجمعية في مدينة (سلانيك) بدعم غير محدود، مما جعلها تخطو بقوة وتثبت أركانها بسرعة، وتنتقل إلى الدور الفاعل والمؤثر، ولا شك في ان الجميع يعرفون طبيعة اليهود وحرصهم على استثمار اموالهم في الاماكن السليمة، ولابد ان صرف تلك المبالغ الطائلة على (الاتحاد والترقي)، كان يهدف إلى تحقيق مكاسب مستقبلية سواءً على الصعيد الداخلي ام الخارجي، وعلى الاتجاهين الاقتصادي والديني.
معروف أن الدونمه كثيرون منهم مدحت باشا حاكم ولاية الدانوب ووالي بغداد وهو ابن حاخام هنغاري وكان أول من انشأ المدارس اليهودية في الشرق، وكان قادة جمعية الاتحاد والترقي من الدونمه ايضاً.
وقد قامت الدونمة بالسيطرة على وسائل الإعلام التركي ومن خلالها استطاعوا التأثير في الرأي العام، واشاعة الفوضى والبلبلة ونشر الشائعات بهدف تفكيك الخلافة العثمانية والقضاء عليها.
لقد كان تأثير الدونمة واضحاً في الحرب العالمية الأولى حيث شكلوا طابوراً خامساً في الدولة العثمانية، وكانوا عوناً للأعداء على الاصدقاء، وكانوا على صلات وثيقة بالجهات المتحاربة، ولكثرة ما كانوا يعملون فقد برزوا في المجتمع وكان لذكائهم وترابطهم أثر واضح في ذلك خاصة وأنهم اقاموا لهم مجتمعاً منعزلاً في سلانيك حيث يخططون لما يريدون، كما أنهم حاولوا السيطرة على السياسة العامة لتركيا من خلال حزب الاتحاد والترقي والذي كان معظم قواده منهم، من أمثال طلعت باشا ومصطفى كمال والدكتور ناظم وانور وجمال ونيازي ونعوم افندي وقد كان منهم قرة صو الذي حاول رشوة السلطان عبد الحميد الثاني وهو أحد أعضاء الوفد الذين أبلغوا السلطان بقرار الخلع.