[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/haithamalaidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]هيثم العايدي[/author]
”.. يشكل تطلع المصريين إلى علاقات قوية مع روسيا استدعاء لإرث تاريخي من العلاقات التي بلغت قمتها في عهد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر وكان من مفرزاتها انجازات عملاقة كالسد العالي الذي تم انجازه بالتعاون مع خبراء روس ومشاريع أخرى كمصنع الحديد والصلب في حلوان ومجمع الألومنيوم بنجع حمادي ومد الخطوط الكهربائية أسوان ـ الإسكندرية...”
ــــــــــــــــــــــ

مع آمال بمستقبل جديد يرسمه تغير في خريطة العلاقات الدولية واستعادة تاريخ من العلاقات والتعاون تأتي الزيارة التاريخية لوزيري الدفاع والخارجية المصريين إلى موسكو لتعلق الآمال على عهد جديد من استقلالية القرار.
ففي البدء كانت صور للرئيس الروسي فلاديمير بوتين رفعها المصريون في الميادين عند خروجهم في الثلاثين من يونيو لاسقاط حكم الاخوان مجسدين حالة من الرفض الشعبي لعقود من تبعية القرار المصري للولايات المتحدة وتطلعهم لانفتاح في العلاقات عبر نهج من الدبلوماسية المتوازنة التي تراعي الارادة الشعبية.
من وقتها تصاعدت التصريحات المبشرة بعودة الدفء في العلاقات بين البلدين حتى توجت باستقبال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوزير الدفاع المصري المشير عبدالفتاح السيسي ووزير الخارجية المصري نبيل فهمي في اطار اجتماعات (2+2) بين مصر وروسيا والتي تم التأسيس لها في القاهرة خلال زيارة وزيري الدفاع والخارجية الروسيين سيرجي شويجو وسيرجي لافروف في نوفمبر الماضي.
وخلال اللقاء في موسكو قال بوتين موجها حديثه للسيسي " أعرف أنكم اتخذتم قرار الترشح للانتخابات الرئاسية في مصر. إنه قرار مسؤول جدا، أتمنى لكم باسمي واسم الشعب الروسي النجاح".
وأضاف بوتين "إن استقرار الوضع في كل الشرق الأوسط يعتمد إلى حد كبير على الاستقرار في مصر. أنا مقتنع أنه مع خبرتكم ستنجحون في تعبئة مناصريكم وإقامة علاقات مع كل شرائح المجتمع المصري".
ورغم ان التصريحات الرسمية تمحورت حول انتظار انجاز العملية السياسية في مصر قبل ابرام أي اتفاقيات الا أن الانباء أفادت باتفاق أولي على صفقة عسكرية قيمتها ثلاثة مليارات دولار لشراء مقاتلات "ميج 29 إم" وأنظمة دفاع جوي من عدة طرازات ومروحيات "مي-35" ومنظومات صاروخية ساحلية مضادة للسفن ومختلف أنواع الذخائر والأسلحة الخفيفة".
ويشكل تطلع المصريين إلى علاقات قوية مع روسيا استدعاء لارث تاريخي من العلاقات التي بلغت قمتها في عهد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر وكان من مفرزاتها انجازات عملاقة كالسد العالي الذي تم انجازه بالتعاون مع خبراء روس ومشاريع أخرى كمصنع الحديد والصلب في حلوان ومجمع الألومنيوم بنجع حمادي ومد الخطوط الكهربائية أسوان ـ الإسكندرية اضافة الى تعاون عسكري أبرزه حائط صواريخ الدفاع الجوي وصفقات السلاح الذي خاض به الجيش المصري حرب أكتوبر.
لكن المرجو من تقوية العلاقات المصرية الروسية يتخطى دغدغة العواطف أو مساومة الولايات المتحدة أو النكاية في سياسات عارضت ارادة المصريين التي تجسدت في الـ30 من يونيو بل وقامت في أكتوبر الماضي باللعب بورقة المساعدات عبر تجميد جزء منها في محاولة للضغط على ارادة المصريين.
ومن الثمار المرجوة من تقوية العلاقات المصرية الروسية تنويع مصادر التسليح المصرية وعدم الارتباط بالولايات المتحدة كمصدر وحيد للسلاح اضافة إلى التعاون في مشاريع اقتصادية.
لكن أهم ثمرات تقوية العلاقات المصرية الروسية تتمثل في التعاون في مكافحة الارهاب الذي عانت روسيا منه في عمليات اخرها تفجيران متتاليان في مدينة فولجاجراد تزامنا بالمناسبة مع تفجير ضخم استهدف مديرية الأمن في محافظة المنصورة بمصر.
ففي هذا الملف يمثل الروس حليفا صادقا يسعى لمكافحة الارهاب لا استثماره أو ادارة تواجده.