كتب ـ خميس السلطي
يطل شهر رمضان المبارك كل عام، ولأجل أيامه ولياليه تتسابق القنوات الفضائية في إنتاج أعمالها التلفزيونية الدرامية، تتمثل في مسلسلات تطرح الكثير من القضايا الأجتماعية والإنسانية، وبعض يطرح العديد من القضايا الاخلاقية التي أصبحت ظاهرة في بعض المجتمعات، وفي هذا العام هناك حضور جيد لعدد من المسلسلات المحلية والتي بدورها أيضا أخذت الكثير من القضايا المجتمعية، أغلبها تتماشى مع الواقع الحالي على المستوى المحلي، حيث تناقش أوضاع الأسرة والمجتمع في السلطنة، لكن التساؤل الذي يطرح نفسه، كيف لهذه الدراما المحلية والمسلسلات أن تتميز عن غيرها من الدراما الخليجية والعربية.
ولأجل هذا أنتجت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون مسلسل "انكسار الصمت" ، والذي نفذه مركز الأحلام للإنتاج الفني، هذا المسلسل يتعرض إلى قضايا إجتماعية محلية عديدة منها ما يحدث بين الأسرة في المجتمع إضافة إلى وزواج القصّر والمخدرات والطلاق وحرية التعبير بين مفهوم التعاطي الصحيح وبين طرق التعبير المعتمدة على الإسفاف والمغالاة والنيل من مكانة الآخرين وكذلك التعرض لموضوع انخراط الشباب في العمل في القطاع الخاص ومجابهتهم الواقع والسعي إلى تطوير ذواتهم وتكوين مستقبلهم بالاعتماد على النفس وعلى تخصصاتهم العلمية ، ويشارك في المسلسل كل من الفنانين صالح زعل ، و سعود الدرمكي ، وفخرية خميس ، وأمينة عبدالرسول ، وطالب محمد ، ومحمد نور ، وشمعة محمد ، وجاسم البطاشي ، و احمد بن سالم البلوشي ، و سميرة الوهيبية ، و عامر السيابي إضافة إلى الفنانة العمانية عائشة الياس ، بالإضافة نجوم الدراما الخليجية ، ومنهم الفنانة البحرينية فاطمة عبدالرحيم التي تتواجد حاليا لتصوير المتبقي من مشاهدها ، وقد انها الفنانة انتصار الشراح من الكويت تصوير مشاهدها بالمسلسل قبل ذلك ، كما يشارك في المسلسل ايضا الفنانين من الكويت عبدالله الباروني، وفهد باسم عبدالأمير ، وفهد البناي ، كما تشارك من السعودية الفنانة نرمين محسن، ومن دولة الإمارات العربية المتحدة الفنانة رشا والفنانة مواري. هذا المسلسل بثت أولى حلقاته أمس في تمام الساعة الـ10 و 45 دقيقة، كما سيستمر في العرض في الفترة المقبلة.
كما يطل ومن خلال الدراما المحلية أيضا المسلسل الكوميدي العماني "دهاليز" لمؤلفه هود الهوتي، وتمثيل نخبة من رواد الدراما العمانية أمثال صالح زعل، فخرية خميس، سعود الدرمكي، شمعة محمد، طالب محمد، وأمينة عبد الرسول. ويشاركهم البطولة زكريا الزدجالي وعلي عوض وعلي العبيداني وأمينة جميل وسعود الخنجري إلى جانب عدد كبير من النجوم الشباب والوجوه الشابة. هذا المسلسل الذي يقع في 30 حلقة منفصلة ـ في كل حلقة من حلقاته يطرح ظاهرة أو سلوكا اجتماعيا، موضحا الآثار الاجتماعية لتلك الظاهرة في إطار كوميدي خفيف. كما يمثل "دهاليز" عودة لقطاع الإنتاج الدرامي في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون للإنتاج المباشر بعد أن انتهج سياسة إسناد التنفيذ لشركات الإنتاج الخاصة في السنوات الأخيرة. كما أن هذا المسلسل يأتي في تمام الساعة الـ7 والنصف من كل يوم.
حول هذين العملين يتضح أن الدراما العمانية تدخل في طور المنافسة الشديدة حيث أن المشاهد في السلطنة أمام خيارات كثيرة، تتمثل في الخليجية والعربية، فالقضايا قد تبدو متشابهة ومتشعبة أحيانا، ولكن هناك اختلافا شديدا في آليات طرحها للمشاهد، كون هو الآخر دائما ما يطمح في حضور الجرأة والشفافية في معالجة تلك القضايا والتي تهمه بالشكل المباشر، فالشباب هم المستهدف الرئيس من طرح القضايا، كونهم الأداة الفاعلة في المجتمعات، الأيام المقبلة قد تكشف الكثير من الأحداث التي تقدمها الدراما المحلية والتي دائما ما تطمح لأن تكون في مصاف الخليجية الأخرى والعربية.