[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
لم يعد هنالك ماهو مستنكر في الواقع العربي، فإسرائيل باتت حاضرة بشكل مباشر في كل قضايانا، وفي تعاملاتها مع البعض العربي، ثم هي على حد تعبير مندوب سوريا في الامم المتحدة الدكتور بشار الجعفري تقوم بتدريب مايسمى " قوات الفتح " و " اليرموك " التابعة لـ " جبهة النصرة "، وربما قوى مسلحة أخرى تستعد لاطلاق تسمياتها.
إنه التغير الذي عادة تتبعه التزامات اخرى، فلم تعد اسرائيل عدوا، وبالتالي هنالك من يطالب من الاعلاميين العرب بفتح سفارات اسرائيلية في بعض دول العرب .. اما في لبنان فثمة من لم يعد يهمه ان يكون هنالك رئيس للجمهورية او اية مسميات اخرى في لبنان، صار التركيز على اسقاط سوريا، تماما مثل بعض الناشزين في العالم العربي الذين يتوحدون ونظرة هؤلاء اللبنانيين.
كل اللعبة الجهنمية الدائرة في الوطن العربي من اجل وصل بين البعض العربي واسرائيل، بل هنالك تسابق لهذه الغاية، التي يسميها هذا البعض امرا واقعا لابد من الاعتراف به، ويرى فيها انه تأخر في مد اليد للاسرائيلي .. فالوحدة العربية تمحو وجوده، والكيان العربي الواحد يغير من شكل حكمه اذا بقي، والعروبة كلمة ممجوجة برأيه وقد غادرتنا منذ ان توفي من رفع لوائها، اما اسرائيل فتحمي برأيه ايضا، تمنع سقوط اصدقائها، تمدهم بالعمر المديد، فيماهي كيان غير مستقر، يستمد قوته من الضعف العربي، من هذا الآخر العربي.
لاشك ان الأمة تمر بأضعف حالاتها، وعندما يستشري الوهن، تستمد القوى المهزومة تاريخيا قوتها لتلعب دورها الطبيعي الذي تنتظره منذ زمن بعيد، فلا أمل بالتالي من مناخ عربي كان صحيا، الفوضى لخبطته تماما ، بثت فيه ميكروبها فنخرت عظامه.
نحن في أسوأ ايام الأمة بكل أسف الاحساس الوطني والقومي .. والذين لم ينتبهوا بعد الى التغيير الذي يضرب الأمة والاوطان، عليهم ان يبتلعوا ماحصل على مضض، فهو زمن أردأ ايام الأمة، وهو عنوان للسقوط الذي يفسره البعض بانه نصر، ونصر على من ؟!!
لعل هذا البعض لم يقرأ التاريخ جيدا، فحتى الآن وبعد مئات السنين يوصف بالعار كل متعامل مع اعداء الأمة، حتى ان اسماء معينة تلفت الانتباه الى رخصها، فيما هنالك أسماء أخرى تسجل اسماءها بالفخار والمجد.
ومع ذلك فهذا زمن عرفنا مثله في السابق، ثمة من تسابق على مد اليد حين وصل الصليبيون الى بلادنا، فتعامل معهم الصليبي بازدراء وتحقير، وثمة من سهل للمغولي الطريق فتم قتله في طليعة من قتل، وثمة من كان جاسوسا للعثماني فنال كل الاحتقار من أسياده .. انه الزمن الذي يتكرر والذي قيل ان حصوله في المرة الأولى مأساة وفي المرة الثانية مسخرة.
من المؤسف اننا ذاهبون الى خيارات هذا البعض الذي يصف نفسه بالمعتدل وبان مفهوم الاعتدال ان يباع ويشترى، ويميل مع النعماء كيف تميل. في هذه الحالة لانملك غير الصبر الذي هو سمة الانتظار ولو ادى ذلك الى اجيال.