السلطنة أولتها جل اهتمامها وقطعت شوطا في تطويره

من أجل زيادة الوعي العام بأهمية الهيدروغرافيا والأدوار التي تلعبها في حياتنا، تشارك اليوم البحرية السلطانية العمانية ممثلة بالمكتب الهيدروغرافي الوطني العماني ومديرية الهيدروغرافيا بالبحرية السلطانية العمانية منظمة الهيدروغرافيا الدولية والجهات المعنية بالمجال الهيدروغرافي في مختلف دول العالم الاحتفال باليوم العالمي للهيدروغرافيا الذي يوافق الحادي والعشرين من يونيو من كل عام. ويتزامن احتفال هذا العام مع مرور الذكرى ( 94 ) لإنشاء منظمة الهيدروغرافيا الدولية ، حيث اختارت المنظمة للاحتفال بهذه المناسبة هذا العام شعارا عنوانه (بحارنا وممراتنا المائية لا زالت بحاجة إلى خرائط واستكشاف).
الشعار الذي اختارته المنظمة لهذا العام يتزامن مع الإعلان عن مشروع الرؤية المستقبلية للعشر سنوات لمنظمة الهيدروغرافيا الدولية ، والمسمى بمشروع الخرائط المحيطية العامة (GEBCO) ، والذي يهدف إلى توفير الخرائط الملاحية لجميع المستخدمين وكل من يود معرفة شكل الكون وأعماق البحار والمحيطات والمياه الساحلية بالعالم.. كما أن شعار هذا العام يسلط الضوء ويؤكد أيضا على حقيقة مفادها بأن الكثير من بحار العالم ومحيطاته والمياه الصالحة للملاحة فيه لا تزال غير ممسوحة بالكامل كما ينبغي ، فعلى سبيل المثال نجد أن خرائط القمر والمريخ أكثر وضوحا من خرائط بعض الأجزاء من بحارنا ومياهنا الساحلية ، يعد شعار هذا العام أيضا فرصة سانحة لتشجيع المبادرات المبتكرة في جمع البيانات التكميلية المختلفة لأعماق البحار لغرض استخدامها الاستخدام الأمثل ، وكذلك تحليل صور الأقمار الصناعية في المناطق التي تكون فيها واضحة وتسمح باستخدام هذه التقنية، ويجب التنويه هنا بأن هذه الأساليب المبتكرة يتم استخدامها في المناطق التي لا تتوفر فيها بيانات الأعماق بتاتا ، ولا يمكن بأي حال أن تحل محل الطرق الدقيقة المستخدمة حاليا في المسح الهيدروغرافي عن طريق استخدام سفن وأجهزة متخصصة ودقيقة للغاية.
علم الهيدروغرافيا(علم وصف المياه)
يعد علم الهيدروغرافيا من العلوم المهمة لأي دولة بحرية إذا ما أرادت الإلمام التام والشامل بمياهها السطحية أو الأعماق، فهي جزء من الحياة والتنمية البشرية ، ويتوقف نجاح تلك الأنشطة البشرية على المعرفة الكاملة بكل ما يتعلق بالبحار والمحيطات والأخطار المحيطة بها ابتداء من الأعماق وطبيعة قاع البحر وصولاً إلى فهم طبيعة المد والجزر والتيارات البحرية ، والحصول على هذه البيانات والمعلومات الأخرى المتعلقة بها يكون عن طريق المتخصصين العاملين ضمن نطاق علم الهيدروغرافيا وعملهم أبسط ما يكون هو توفير البيانات اللازمة التي تمكن البحارة من الاستخدام الآمن للبحار والمحيطات والممرات المائية وهذا ما توفره الخارطة الملاحية البحرية من خلال تمكين البحارة التنقل في البحار بطريقة آمنة وتفادي جميع المخاطر.
وتستخدم البيانات الهيدروغرافية بشكل واسع في مجالات مختلفة أخرى منها: الدفاع والأمن، بناء القوارب والسفن العملاقة، بحوث الروبوتات والغواصات الصغيرة (الاستكشافية)، مد خطوط الأنابيب والكابلات البحرية، الاتصال والاستشعار عن بعد، دراسة علوم المحيطات والبحث العلمي، طاقة المحيطات، الرصد والتنبؤ بالطقس، تربية الأحياء البحرية ، الاستزراع السمكي، الطب الحيوي، معالجة وتحلية مياه البحار، تنمية وإدارة المناطق الساحلية، الاتصالات السلكية واللاسلكية والمواصلات البحرية ، تحديد ونشر بيانات عن المنصات العائمة بأحجامها المختلفة وحسابات المد والجزر.
أهمية معرفة أعماق البحر:
يلجأ الناس بشكل متزايد إلى موارد البحار والمحيطات حيث تعد من المصادر الرئيسية في الرفاه والاقتصاد العالمي وحسب الإحصائيات فإن 90% من الرحلات التجارية في العالم يتم نقلها عن طريق البحر ويمثل قاع البحر موردا ضخما للغذاء والموارد المعدنية والأدوية الحيوية وغيرها من المصادر.
ويرتبط مفهوم الاقتصاد الأزرق والذي يعنىبكل الأنشطة البشرية المتعلقة بالمحيطات والبحار والمرافئ والموانئ والمناطق الساحلية والتي لها دور في دعم الاقتصاد وتمتد هذه الأنشطة من صيد الأسماك وحتى السياحة البحرية وصولاً إلى التجارة البحرية. إن التطور الكبير في الآونة الأخيرة لهذا المصطلح جعلت من معرفة أعماق البحر ومسح الأماكن غير الممسوحة أكثر أهمية من أي وقت مضى ، وظهرت مشكلة شح البيانات والمسوحات البحرية بشكل أكبر في عملية البحثالأخيرة للطائرة الماليزية المفقودة ، حيث لم تتمكن السفن من استخدام مناطق كثيرة في عملية البحث.
فوائد علم الهيدروغرافيا:
الخدمات الهيدروغرافية لها تأثير مباشر على العديد من المجالات والقطاعات المهمة في الدول البحرية منها على سبيل المثال : التجارة البحرية فبالرغم من أنها أبطأ وسائل النقل إلا أنها تعد الطريقة الأكثر فاعلية من حيث التكلفة خصوصا عبر المسافات الطويلة، وتُظهر الإحصائيات أن غالبية التجارة العالمية تتم عن طريق النقل البحري، لذا فعدم وجود خدمات هيدروغرافية حديثة سوف يُعرض السفن للخطر وبالأخص سفن الشحن، وتوفر الخدمات الهيدروغرافية ممرات مائية أقصر من خلال تقديم بيانات واضحة تؤمن مسار السفن.
توفر الهيدروغرافيا بيانات أولية مهمة لإدارة المناطق الساحلية ، وذلك لأهميتها عند إنشاء الموانئ الجديدة وصيانة وتطوير الموانئ الموجودة خصوصا في عمليات تعميق المياه في مداخل الموانئ لما تحتاجه من مسوحات وخرائط جديدة توضح التغيرات وأعماق المياه في هذه الموانئ لسلامة دخول السفن ، كما تسهم أيضا في مراقبة عوامل التآكل والتعرية التي تصيب السواحل واستخراج المعادن وتحديد وإنشاء مناطق طمر النفايات ومراقبة نشاطات الاستزراع السمكي وإنشاء البنى التحتية القريبة من الساحل.
أصبح واضحاً في السنوات الأخيرة أن القصور في الخدمات الهيدروغرافية يمنع نمو وازدهار التجارة البحرية بل ويؤدي إلى تأخير مكلف مادياً في استكشاف المـوارد الطبيعية في البحـار ، فالمناطق الساحلية وتلك البعيدة عن الشاطئ قد تختزن معادن وثروات ثمينة لا يتم اكتشافها إلا عن طريق عمل مسوحات كافية من أجل تحديد موقع هذه الثروات تمهيداً لاستخراجها واستغلالها.
علم الهيدروغرافيا له دور مهم في توفير المعلومات البحرية لدعم العمليات البحرية العسكرية مثل إيجاد خرائط خاصة للعمليات ومواقع الإنزال البرمائي والتخطيط لصد عمليات الإبرار البحري المعادي للوحدات البحرية والدعم الملاحي للقواعد البحرية وتأكيد سلامة الدخول والخروج منها ، بالإضافة إلى أن المعلومات الهيدروغرافية تساعد في عمليات المكافحة ضد خطر الألغام أو عملية زرعها.
الخدمات الهيدروغرافية تتمثل في توفير المعلومات والبيانات البحرية لسلامة الملاحة في المياه الجميع السفن سواء التجارية أو غيرها وتسهم في إنقاذ الأرواح في عرض البحر ، كما أنها تساعد في ترسيم الحدود البحرية الدولية بين الدول حسب اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار والقانون الدولي.
أنشطة صيد الأسماك: تتطلب هذه الأنشطة وجود خرائط بحرية تفصيلية لتفادي غرق مراكب وسفن الصيد في مناطق مجهولة أو في مناطق ذات عوائق ملاحية لم توضح بصورة صحيحة في الخرائط التي تسترشد بها هذه المراكب والسفن ، ناهيك عن أهمية وجود مثل هذه الخرائط التفصيلية في الإدارة الفاعلة للموارد السمكية ومواطن تواجدها.
تعد المعلومات الهيدروغرافية مهمة في تحديد الأماكن المناسبة لتربية الأسماك والأحياء المائية.
والهيدروغرافيا عنصر مهم في التعريف بالمحيطات ومكوناتها وحركة المياه وتدعم نماذج تنبؤات الظواهر الطبيعية كالمد والجزر وارتفاع مستوى سطح ماء البحر والتيارات المحيطية وظاهرة التسونامي وكذلك توقعات الأرصاد الجوية والتي تساعد في التنبؤ بانتشار محتمل لمسار البقع النفطية للحد من مخاطر التلوث واحتوائه.
الدور الأساسي الذي يلعبه الهيدروغرافيون
إن مهمة الهيدروغرافيين في الدول التي يوجد لديها خدمات هيدروغرافية في الأساس هو القيام بالمسوحات الهيدروغرافية لإنتاج خرائط ملاحية بحرية ورقية وإلكترونية ذات جودة عالية من أجل استخدامها من قبل رواد البحر من مدنيين وعسكريين. يستخدم المختصون في الهيدروغرافيا اليوم تقنية حديثة، التي تشتمل على أحدث الأجهزة المستخدمة لقياس الأعماق وأجهزة دقيقة لتحديد المواقع، والتقنيات الحديثة المستخدمة في جمع بيانات الأعماق البحرية ذات الإمكانيات الكبيرة التي تمكنها من جمع وإعطاء البيانات لعدة كيلومترات ، وذلك من خلال مجسات تقوم بتحديد المواقع لكل الأماكن سواء كانت في السطح أم تحته، وكذلك صور ثنائية وثلاثية الأبعاد ذات جودة ووضوح عالٍ والتي تنتج عادة من البيانات المأخوذة التي تعد ضرورية لتقييم المسوحات الهيدروغرافية لقاع البحر و يتم استخدامها لإنتاج الخرائط الملاحية و الأنشطة البحرية الأخرى ، ويتم حفظ البيانات الهيدروغرافية في قواعد بيانات بحرية منظمة لتحقيق أفضل استفادة منها وجعلها متاحة ومترابطة بسهولة.
دور منظمة الهيدروغرافيا الدولية
إن منظمة الهيدروغرافيا الدولية والتي تم تأسيسها عام 1921م تعد الجهة الاستشارية والفنية للقطاعات الحكومية التي تقوم بتقديم الخدمات الهيدروغرافية المعترف بها والموثوق فيها. وتقوم بوضع مواصفات ومعايير إنتاج الخرائط الملاحية البحرية. وتضم منظمة الهيدروغرافيا الدولية في عضويتها معظم دول العالم التي لديها إمكانيات هيدروغرافية متاحة, وقد وضعت مقاييس ومواصفات وإرشادات تتمثل في 25 بندا والتي تعد مرجعا في إنتاج الخرائط الملاحية البحرية،كما أن للمنظمة برنامجاً لبناء قدرات الدول يساعد على تطوير وتحسين قدراتها الهيدروغرافية. ومن الأدوار الأخرى التي تضطلع بها منظمة الهيدروغرافيا الدولية هو توفير المراجع العلمية والاسترشادية ذات الصلة بالهيدروغرافيا للدول الأعضاء. كما تقوم المنظمة بتنسيق وتعزيز التعاون في الأنشطة الهيدروغرافية بين الدول الأعضاء على أساس إقليمي من أجل توفير خدمات ذات مستوى عالٍ يثق بها البحارة وصناع القرار ويتم ذلك من خلال تقسيم الدول الأعضاء في المنظمة إلى 15 لجنة هيدروغرافية إقليمية لتسهيل التنسيق بين تلك الدول، وسلطنة عمان عضو في لجنتين من هذه اللجان والتي تطل على مياهها وهما اللجنة الهيدروغرافية لشمال المحيط الهندي واللجنة الهيدروغرافية لدول منطقة حماية البيئة البحرية والتي ترأستها السلطنة بنجاح ممثلة في المكتب الهيدروغرافي الوطني العماني في الفترة من 2009م إلى يونيو 2013م.
مشروع خرائط الأعماق المحيطية العامة (GEBCO) هذا المشروع الذي قامت منظمة الهيدروغرافيا الدولية بالتعاون مع اللجنة الدولية لعلوم المحيطات التابعة لليونسكو يهدف إلى توفير خرائط ملاحية بحرية لأعماق البحار والمحيطات من مصادر امتدت لأكثر من مائة سنة ،ويستمد بيانات هذه الخرائط من مصادر عدة منها على سبيل المثال الحملات الاستكشافية العلمية وبعض السفن الأخرى لتطوير وتحديث البيانات لمعظم الخرائط التي تفتقر إلى قياسات الأعماق في أماكن مختلفة من العالم.
اهتمامات السلطنة بالخدمات الهيدروغرافية
تولي السلطنة خدمات الهيدروغرافيا جل اهتمامها وقد قطعت شوطا لا بأس به في تطوير هذا المجال إلا إن هناك بعض التحديات في بعض الجوانب التي لا زالت بحاجة إلى فهم أفضل المتطلبات الدولية والتي من أهمها نشر المزيد من ثقافة السلامة البحرية وإبراز دور وأهمية الخدمات الهيدروغرافية بالنسبة للسلطنة ،حيث تمثل الخدمات الهيدروغرافية بالنسبة لها أهمية كبيرة كونها تمتلك خطاً ساحلياً بطول 3165كم ومنطقة اقتصادية خالصة تقارب مساحتها ضعف مساحة اليابسة تقريبا ، وقد تم إصدار ما يقارب 26 خارطة ملاحية بحرية حتى الآن من أصل 50 خارطة مخطط لها أن تغطي مياه السلطنة بما فيها الموانئ البحرية ، والعمل جارٍ الآن لإصدار خرائط إلكترونية في القريب العاجل بعد تأهيل وتدريب عدد من الكوادر الفنية وتزويد المكتب بأفضل الأجهزة والمعدات .
وفي إطار الاهتمام بالخدمات الهيدروغرافية. استضافت السلطنة ممثلة في المكتب الهيدروغرافي الوطني العماني بالبحرية السلطانية العمانية خلال الفترة من 15 – 17 ديسمبر 2014م ورشة تدريبية في مجال سلامة المعلومات البحرية والذي يأتي ضمن إطار برنامج بناء القدرات الذي تقدمه منظمة الهيدروغرافيا الدولية للدول الأعضاء.وقد حضره متدربون من 16 دولة عضو في اللجنة الهيدروغرافية لشمال المحيط الهندي واللجنة الإقليمية لحماية البيئة البحرية. وخلال الفترة من 15 – 18 مارس 2015م استضافت السلطنة ممثلة في المكتب الهيدروغرافي الوطني العماني ووزارة النقل والاتصالات فعاليات الاجتماع الخامس عشر للجنة الهيدروغرافية لشمال المحيط الهندي. وقد شاركت في هذا الاجتماع الدول الأعضاء باللجنة بالإضافة إلى مشاركة عدد من الشركات الدولية المتخصصة بالأنظمة والبرامج المتعلقة بالهيدروغرافيا. وتأتي أهمية هذا الاجتماع من خلال تفعيل التعاون المشترك بين دول الإقليم والتأكد بالتزامها بمتطلبات منظمة الهيدروغرافيا الدولية(IHO) لتحقيق السلامة البحرية ومتابعة بناء القدرات والتأكد من مواكبتها للتقنية في مجال الهيدروغرافيا وإنتاج الخرائط الملاحية ووضع أسس سليمة للتعاون مع المنظمات .
وخلال الفترة من 29 -30 أبريل 2015م استضافت السلطنة ممثلة في المكتب الهيدروغرافي الوطني العماني بالبحرية السلطانية العمانية اجتماع مجموعة عمل تنسيق الخرائط الدولية التابعة للجنة الهيدروغرافية للمنطقة البحرية للمنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية بهدف تحديث المنشورات والمراجع المعتمدة من منظمة الهيدروغرافيا الدولية لدول الإقليم والتي تتعلق بالخرائط الملاحية البحرية الدولية.
وفي مجال الحدود البحرية الدولية والجرف القاري يساهم المكتب الهيدروغرافي الوطني العماني بفعالية ترسيم حدود السلطنة البحرية مع الدول المجاورة ، حيث كان له دور بارز في مشروع ترسيم الحدود البحرية بين السلطنة والجمهورية الإسلامية الإيرانية في بحر عمان مؤخرا والذي نتج عنه توقيع اتفاقية الحدود البحرية بين البلدين بتاريخ 26 مايو 2015م. ويواصل المكتب الهيدروغرافي الوطني العماني بالتعاون مع جهات الاختصاص في الدولة دراساته الفنية والقانونية في تعيين المناطق البحرية العمانية كالمياه الداخلية والبحر الإقليمي والمنطقة الاقتصادية الخالصة ومن المؤمل قريبا أن تقدم السلطنة طلب امتداد جرفها القاري للأمم المتحدة عندما يتم الانتهاء من كافة الدراسات الفنية ذات الصلة.
وخلال الفترة من 31 مايو إلى 4 يونيو 2015م نظمت وزارة الخارجية بالتعاون المكتب الهيدروغرافي الوطني العماني حلقة العمل حول الحدود البحرية والجرف القاري للسلطنة بالتنسيق مع المكتب الهيدروغرافي البريطاني والتي سلطت الضوء على المرتكزات الأساسية لمتطلبات المشروع من حيث ترسيم خطوط الأساس لبحار السلطنة. كما يشارك المكتب الهيدروغرافي الوطني العماني خارجيا في العديد من الاجتماعات الهيدروغرافية الإقليمية والدولية.