إن المرأة المسلمة تتصف بصفات حسنة وتتميز بميزات طيبة وخاصة المرأة العربية فإن مما يميز المرأة المسلمة العربية إحسانها إلى جيرانها وخاصة في شهر رمضان فهي أثناء ما تعد الطعام لأهلها تجعل لجيرانها نصيبا منه وهذه العادات لا توجد في البلاد الغربية وحتى عند المسلمين منهم كل مشغول بأمر نفسه وكذلك من الصفات التي تميز المرأة المسلمة التدبير المنزلي ووضع كل شيء في مكانه دون تبذير أو تقطير هذا فضلا عن الصفات الكثيرة الأخرى التي تتصف بها المرأة المسلمة مثل الصدق والأمانة ومن أهم هذه الصفات الحياء فلو لم تحسن المرأة إلى جيرانها ولم تسيء الأمر سيان ولكن الإحسان أفضل، ولو لم تحسن تدبير أمر أمنزلها فالأمر عادي، أما لو لم تتحلى المرأة بصفة الحياء لكانت مصيبة عظمى.
والمرأة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تتفقه في دينها وإن كان في الأمر حياء، فالنساء المسلمات بحاجة إلى التفقه في الدين فلا حياء في الدين وربما يقول قائل كيف ذلك والدين كله حياء فقد صدق ولكن المراد بهذه الجملة أنه لا حياء في السؤال عن أمور الدين الحرجة، النساء المسلمات بحاجة ماسة إلى من يعرفهم أمور دينهم من يعرفهم أنه لا ينبغي لها الخروج من بيت زوجها إلا بإذنه وأن لا تخرج إلى الأسواق متعطرة ومتزينة فالعطر والزينة لا يكون إلا في بيتها ولزوجها وبحاجة إلى من يعلمها أنه إن غاب عنها زوجها أن تحفظه في غيابه بالمحافظة على نفسها وماله وأولاده وألا تدخل بيته من يكره فعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول ( ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خيرا له من زوجة صالحة إن أمرها أطاعته وإن نظر إليها سرته وإن أقسم عليها أبرته وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله ) سنن ابن ماجة
وقسم أحد الحكماء كلا من القوة والعقل والشهوة والحياء بين الرجل والمرأة إلى عشرة أجزاء، فالقوة عشرة أجزاء، تسعة منها عند الرجل وجزء واحد عند المرأة، والعقل عشرة أجزاء، تعسة منه عند الرجل وجزء واحد عند المرأة، والشهوة عشرة أجزاء، تسعة منها عند المرأة وجزء واحد عند الرجل، والحياء عشرة أجزاء، تسعة منه عند المرأة وجزء واحد عند الرجل، لذلك يقال عن المرأة إذا غلبتها الشهوة منعها الحياء
ما الذي يمنع المرأة الشابة أن تخرج من بيتها إلى السوق بألبسة مغرية أو جميلة إما قصيرة وإما طويلة ضيقة ليس فوقها إلا عباءة قصيرة أو طويلة يفتحها الهواء أحيانا وترفعها هي بنفسها عمدا أحيانا، بحجة ألا تتسخ ثيابها من ملامسة الأرض وهي لا تعلم أن بملامسته للأرض يطهر بعضه بعضا ما الذي يمنعها من هذا العمل إنه الحياء الذي هو من الإيمان كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( الإيمان بضع وستون شعبة والحياء شعبة من الإيمان ) البخاري ما الذي يمنع المرأة المسلمة أن تخرج بخمار تستر به وجهها لكنه أحيانا يكون رقيقا يصف لون جلد وجهها، وأحيانا تشده على وجهه شدا قويا بحيث تبرز مرتفعات وجهها ووجنتها، تخرج لابسة من حلي الذهب ما لبست، ثم تكشف عن ذراعيها حتى يبدو الحلي كأنما تقول للناس: شاهدوا ما عليّ ما الذي يمنعها من ذلك فهي إن فعلت ذلك تكن فتنة كبرى ومحنة عظمى إن الذي يمنعها من ذلك هو الحياء وما الذي يمنعها أيضا من أن تخرج متطيبة بطيب قوي الرائحة يفتن كل من في قلبه مرض من الرجال، وربما خلع ثياب الحياء فصار يلاحقها، تخرج من بيتها تمشي في السوق مشيا قويا كما يمشي الرجال كأنما تريد أن يعرف الناس قوتها ونشاطها، وتمشي كذلك في السوق مع صاحبتها تمازحها وتضاحكها بصوت مسموع وربما تدافعها بتدافع ملحوظ إنه الحياء فالمسلمة تعلم قول الله تعالى (( ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن )) سورة النور 31
إن من أحيا الحياء محافظة المرأة المسلمة على كرامتها وحشمتها ومراقبة ربها وحفظ حق زوجها والبعد عن مسالك الريبة ومواطن الرذيلة والأماكن المشبوهة لئلا يغيض ماء الحياء ويذهب بالعفاف والبهاء، استشهد لإحدى النساء ولد في بعض الغزوات مع رسول الله فجاءت تبحث عنه بين القتلى وهي منتقبة فقيل لها: تبحثين عنه وأنت منتقبة متحجبة؟ فأجابت: لأن أرزا ولدي فلن أرزا حيائي!
وانظر إلى حياء المرأة السوداء في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصيبها الصرع وهو مرض في الجهاز العصبي مع غيبوبة، فطلبت من النبي أن يدعو الله لها بالشفاء من هذا المرض فخيرها النبي بين الدعاء لها أو تصبر ولها الجنة فقالت أصبر ولكني أتكشف أي أثناء صرعي ربما انكشفت عورتي فادع الله ألا أتكشف وإلكم نص الحديث كما جاء في صحيح البخاري عن ابن عباس قال لعطاء بن أبي رباح ألا أريك امرأة من أهل الجنة قلت بلى قال ( هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي قال إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت الله أن يعافيك فقالت أصبر فقالت إني أتكشف فادع الله لي أن لا أتكشف فدعا لها )
أما التفقه في الدين فلم يمنع الحياء النساء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتفقهن في الدين فعن عائشة أن أسماء سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الغسل من المحيض ( فقال تأخذ إحداكن ماءها وسدرها فتطهر فتحسن الطهور ثم تصب على رأسها فتدلكه دلكا شديدا حتى تبلغ شؤون رأسها ثم تصب عليها الماء ثم تأخذ فرصة ممسكة ( أي قطعة من قطن بها مسك ) فتطهر بها قالت أسماء كيف أتطهر بها قال سبحان الله تطهري بها قالت عائشة تتبعي بها أثر الدم وقالت نعم النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين ) سنن ابن ماجة
هذا والله تعالى أعلى وأعلم