حلقات يومية خلال شهر رمضان المبارك .. مقتطفات مختارة من كتاب (قناطر الخيرات) للشيخ العلامة أبي طاهر إسماعيل الجيطالي .. والحديث حول القنطرة الرابعة والتي تتناول (فريضة الصوم .. أسراره وظواهره وفضله وواجباته وأحكامه .. وغير ذلك)..

اعداد ـ أبو انس السليمي:
.. وعنه (عليه الصلاة والسلام) انه قال:(رجب شهر أمتي وفضله على سائر الشهور كفضل أمتي على سائر الأمم وشعبان شهري وفضله على سائر الشهور كفضلي على سائر الأنبياء ورمضان شهر الله وفضله على سائر الشهور كفضل الله تعالى على خلقه)، وعنه (عليه الصلاة والسلام) انه قال:(للجنة باب يقال له الريان لا يدخله إلا الصائمون)، وعنه (عليه الصلاة والسلام) قال:(للصائم فرحتان، فرحة عند إفطاره وفرحة عند لقاء ربه)، وعنه (عليه الصلاة والسلام) انه قال:(لكل شئ باب وباب العبادة الصوم)، وقال:(نوم الصائم عبادة).
وروي عن وكيع في قوله تعالى:(كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية) قال:(هي أيام الصيام إذ تركوا فيها الأكل والشرب)، وقد جمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في رتبة المباهات بين الزهد في الدنيا وبين الصوم فقال:(الله تعالى يباهي ملائكته بالشاب العابد ويقول:(أيها الشاب العابد التارك شهوته لأجلي المبذل شبابه لي أنت عندي كبعض ملائكتي)، وقال (عليه الصلاة والسلام) في الصائم:(يقول الله عزوجل يا ملائكتي انظروا إلى عبدي ترك شهوته ولذته وطعامه وشرابه من أجلي)، وقيل في قوله عزوجل:(فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرّة أعين جزاء بما كانوا يعملون)، قيل: عملهم الصيام)، لأنه قال تعالى:(إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) فيُفرغ للصابر جزاؤه إفراغاً ويُجازف جُزافاً فلا يدخل تحت وهم وتقدير، وجدير بأن يكون كذلك لان الصوم إنما كان لله تعالى ومشرّفاً بالسبة إليه وان كانت العبادة كلها له كما شرّف البيت بالنسبة إلى نفسه والأرض كلها له وإنما كان كذلك لمعنيين، احدهما: ان الصوم كف وترك وهو في نفسه سر ليس فيه عمل مشاهد فجميع الطاعات يشاهدها الخلق ويراها إلا الصوم لأنه لا يراه إلا الله عزوجل لأنه عمل في الباطن بالصبر المجرد، والثاني: إنه قهر لعدو الله عزوجل الذي هو الشيطان فان وسيلته إلى إهلاك الإنسان هي الشهوات وإنما تقوى الشهوات بالأكل والشرب، ولذلك قال (صلى الله عليه وسلم):(إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم فضيقوا مجاريه بالعطش والجوع).