الشارقة-العُمانية:
يستضيف "مركز التصاميم المعاصرة" بالشارقة معرضاً للفنانة والمصممة اللبنانية جمال طيارة بارودي يحمل عنوان " الحديقة فيما بعد"، خلال الفترة من 24 يونيو الجاري ولغاية 26 سبتمبر المقبل. ويُستوحى المعرض من الرمزية الروحية المرتبطة بمفهوم الجنة في الديانات السماوية، إذ استلهمت جمال طيارة بارودي عملها التركيبي الجديد من وصف الجنة في القرآن الكريم، والهندسة المعمارية للحدائق الإسلامية، ومن ذكريات طفولتها. ويتكوّن العمل التركيبي "الحديقة فيما بعد" من نافورة، وورق جدران، وأرضيات، يتغيّر حجمها ومنظورها اعتماداً على مدى قرب المشاهدين منها حيث تشمل العناصر الرئيسية المكونة لهذا العمل: المياه المتدفقة، والظلال، وأوراق الشجر والنباتات المتنوعة، والتي تمثل العوالم المادية والروحية. وتتعدد الآيات القرآنية التي تصف المياه والنبات في الجنة، حيث ظلال أشجار الفاكهة، والمراعي الخضراء، والمياه العذبة، وهي المشاهد التي تحظى بجاذبية خاصة لدى سكان الصحراء. كما تصور الفنانة بارودي تصاميم سجاد الصلاة المستوحاة من حقيقة أنها تُعدّ أبواب السماء، وغالباً ما تحتوي على رسومات لمناظر حدائق غنّاء. وتقول الفنانة والمصممة اللبنانية جمال طيارة بارودي إن الحدائق من صنع الإنسان "فالبشر يتدخلون في الطبيعة لتجميلها وإعادة تنسيقها، ولكنها في الواقع ليست بحاجة لنا" وتضيف أنها لا تقوم بتوثيق ما هو موجود، بل تجمع في أعمالها الفنية أنواعاً مختلفة من العناصر والنباتات التي قد لا تستطيع البقاء على قيد الحياة معاً على أرض الواقع. وتتداخل الفنون والتصاميم في أعمال جمال طيارة بارودي التي تستخدم الرسوم المتكررة لخلق الأشكال المميّزة حيث كانت هذه الفنانة قد شغلت منصب المدير الفني في صالة "الآن" للفنون في الرياض بالسعودية، وهي تتولى إدارة أستوديو مستقل لبناء العلامات التجارية، واستديو "آرت لايك ذيس" الذي أُسس عام 2011. وأقامت الفنانة جمال طيارة بارودي عدداً من المعارض في مركز مرايا للفنون بالشارقة، ومن ضمنها "بداية التفكير هندسي" (2013)، و"إسلاموبوليتان" الذي أقيم في تركيا خلال أسبوع أسطنبول للفن والتصاميم "2014" ثم في معرض إكسبو ميلانو بإيطاليا "2015".