طهران ـ الوطن:
قال سعادة خالد بن هلال المعولي رئيس مجلس الشورى في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي أن الأمة الإسلامية بحاجة الى قرارات عملية تخدم الشعوب المسلمة, مُستَلهَمة من رحمة وإنسانية وقيم الإسلام ، داعيا الى تكون الامة على قدر المسؤولية فتحسن العمل حفاظاً على موروثها الحضاري في إطار من التسامح والاخاء.
وافتتحت بالعاصمة الإيرانية طهران امس الدورة التاسعة لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بمشاركة السلطنة ممثلة بوفد من مجلـس الشـورى برئاسة سعادة الشيخ خالد بن هلال المعولي رئيس المجلس ، وتستمر أعمال المؤتمر يومين.
وقد ألقى رئيس مجلس الشورى في الجلسة الافتتاحية كلمة للمؤتمر أعرب فيها عن تمنياته أن يخرج المؤتمر بقرارات عملية تخدم الأمة الإسلامية .. مضيفاً بأن هذه الأمة التي أكرمها رب العزة بحمل رسالته الخالدة التي تفيض رحمة وإنسانية وتحمل قيماً ومثلاً حضارية تمر باختبارات مصيرية ترسم مستقبل الأمة وتضعنا أمام خيارين لا ثالث لهما ، إما أن نتخلى عن مسؤولياتنا وهو ما لا أحد منا يتمناه ويرضاه ، أو أن نكون على قدر المسؤولية فنحسن العمل حفاظاً على موروث أمتنا الحضاري وإنجازاتها الإنسانية وتقديم صورة الإسلام إلى العالم صافية نقية إنسانية ، كما نزلت على الرسول الأكرم سيدنا محمد بن عبدالله (صلى الله عليه وسلم) واحتضان تلك القيم العظيمة ، والمثل الرفيعة ، التي تضمنتها رسالة الإسلام ، وإخراجها من أطر الشعارات والخطب والأقوال ، إلى ممارسة عملية ، ومشهد حي يراه الآخرون في أعمالنا وقراراتنا وعلاقاتنا ، وفي تقدمنا ومساهماتنا العلمية والثقافية ، ومبادراتنا العملية لتعزيز الأمن والاستقرار ، وترسيخ قيم العدل والمساواة ، وهذا كله كفيل بإخراج أمتنا الإسلامية من الصراعات ، التي أوصلتنا إلى هذا الواقع المرير الذي تغني تفاصيل مشهده الدقيقة عن أي شرح أو تفنيد .
وأضاف سعادته إن ما تبثه حالياً شاشات التلفزة ووسائل الإعلام والتقارير المتخصصة عن أعمال العنف في عدد من الأقطار الإسلامية ، وحجم التدمير الذي أصاب الممتلكات والمقدسات والمعالم الحضارية إلى جانب سقوط ضحايا أبرياء لا ذنب لهم إلا أنهم ينتمون إلى طائفة أو مذهب ليحتم علينا أن نسأل أنفسنا وفي كل لحظه عما حققناه لأمتنا الإسلامية ومجتمعاتنا وبلداننا من جراء هذه الأحداث؟.
وأكد سعادة رئيس المجلس أن هذه المشاعر المؤلمة تفرض علينا نبذ كل أشكال التمييز والدعوات الطائفية واحتراف التعصب ، والعمل على تعزيز الوحدة الإسلامية وتقبل الآخر أيا كان مذهبه أو دينه ومعتقده ، في أجواء تسامحيه تحقق الاستقرار والتقدم لإنجاح العمل المشترك
وباعتبارنا نمثل أمتنا فعلينا الإسهام في حمل أمانة العمل على رعاية مصالح هذه الأمة وتحقيق تطلعاتها إلى غد أكثر إشراقاً يهنأ فيه أبناء الأمة بحياة كريمة وأمن واستقرار .
وأضاف سعادته أن اللقاء ينعقد في بلد إسلامي عزيز له إسهاماته الحضارية والإنسانية كانت ومازالت داعماً للقضايا الإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي ما فتئت تعيش تحديات قاسية وتواجه تهديدات متواصلة تتمثل في العمل على طمس الهوية العربية والإسلامية للقدس الشريف واستمرار الاستيطان بأبشع صوره وأشكاله، والتضييق على الشعب الفلسطيني بشتى الوسائل والطرق القمعية، والسعي إلى إضعاف الاهتمام بالملف الفلسطيني ورفض أي مسعى للتسوية، وكان للوضع الذي تعيشه البلدان العربية من تمزق وانقسامات ، وانكفاء على الداخل وحروب وصراعات ، أثره البالغ على تأزم وتراجع القضية الفلسطينية .. إننا أمام مسؤوليات جسام ، وعلينا أن ننهض بها وأن نحمل ملفاتها أينما كنا، وأن نعمل ليلاً ونهاراً بكل صبر وتصميم وعزيمة على تحقيق الانفراج المتدرج ، الذي سيمكننا من العمل وفق برامج مدروسة ، تنتج قرارات ناجحة ، تعزز الأهداف والغايات المنشودة .
وتوجه سعادة رئيس مجلس الشورى في ختام كلمته أمام المؤتمر بالشكر والتقدير إلى رئيس المجلس الوطني السوداني ، وإلى رئيس المجلس الوطني السوداني السابق على ما بذلاه من جهود مقدرة ، وخطوات عملية ملموسة خلال ترؤسهم لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي ، وتمنى سعادته للدكتور علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإيراني التوفيق والنجاح أثناء ترؤسه للاتحاد في دورته التاسعة .
ويناقش المؤتمر الذي تشارك في معظم الشعب البرلمانية الإسلامية والعدید من الهیئات والمنظمات والاتحادات الاعضاء بصفه مراقب ؛ نحو 17 بندا تشمل اعتماد مشروع تعدیل لوائح اجراءات الاتحاد فی ضوء النظام الاساسی الجدید وکذلک مناقشه اعتماد التقاریر ومشروعات القرارات المقدمه من مقرری اللجان الدائمه المتخصصه الآربع فی الاتحاد والتی تتضمن إلی توصیات فی العديد من القضايا والموضوعات منها توصيات في الجانب السياسي متعلقة بالقدس الشريف والقضية الفلسطينية وأخر تطوراتها والأراضي المحتلة في سوريا ولبنان ، وتنمية التضامن والوحدة بين الدول الإسلامية لمواجهة التحديات المتزايدة التي تستهدف الأمة الإسلامية ، ومناهضة التعصب والاسلاموفوبيا ومكافحة الإرهاب تحت مظلة الأمم المتحدة ، وفي الجانب الاقتصادي توصيات حول زيادة حجم التجارة وإزالة العوائق التجارية بين الدول الإسلامية ، وتفعيل ودعم نشاطات المؤسسات الاقتصادية العاملة في التنمية في العالم الإسلامي ، وفي مجال حقوق الإنسان مناقشة مشكلة الحضانة التي تواجه الأسر المهاجرة المسلمة في أوروبا ، وتعزيز حقوق الإنسان في مجالات الإعلام والرأي العام والتصدي للتميز وغيرها من الموضوعات .
کذلک سیتم ترشیح اعضاء اللجنه العامه للاتحاد للعام 2014م واعضاء اللجنه التنفيذية لنفس العام الی جانب الترشیح لعضویه اللجان الدائمه وتحدید زمان ومکان الدوره القادمه للاتحاد .
جدير بالذكر أن وفد السلطنة يضم في عضويته كلا من : سعادة الشيخ علي بن ناصر المحروقي الأمين العام لمجلس الشورى وسعادة سالم بن حمود الغماري عضو المجلس و سعادة سلطان بن ماجد العبري عضو المجلس و سعادة صالح بن محمد المعمري عضو المجلس وسعادة علي بن خلفان القطيطي عضو المجلس وسعادة علي بن عبدالله البادي عضو المجلس وسعادة مالك بن هلال العبري عضو المجلس .
من جانب آخر قام سعادة خالد بن هلال المعولي رئيس مجلس الشورى بزيارة إلى مقر مجلس الشورى الإيراني بطهران وذلك في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها سعادته على رأس وفد مجلس الشورى للمشاركة في مؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي التي تعقد أعمالها بالعاصمة الإيرانية طهران حالياً .
وفي الزيارة ألتقى سعادته بمعالي الدكتور علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإيراني في اللقاء أشاد معاليه بالعلاقات الطيبة والوثيقة التي تربط بين البلدين الشقيقين في شتى المجالات والتي تعتبر نموذجا مثاليا للعلاقات التي ينبغي أن تكون بين الدول الإسلامية مؤكدا أن العلاقات العمانية الإيرانية تحظى باهتمام ودعم قوي من القيادتين بين البلدين وان الزيارة التي قام بها جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله إلى الجمهورية الإسلامية مؤخراً أعطت دفعة قوية ونوعية لهذه العلاقات ، كما أشاد بدور السلطنة المؤثر وسياساتها الحكيمة في دعم جهود إحلال السلام والاستقرار في المنطقة .
من جانبه أشاد سعادة خالد بن هلال المعولي رئيس مجلس الشورى بالعلاقات الثنائية المتميزة بين السلطنة والجمهورية الإسلامية الإيرانية ، لا سيما في المجال البرلماني مؤكداً سعادته أهمية أن تعزّز هذه العلاقات أطر التعاون والتبادل بين الجانبين في شتى المجالات خاصة الاقتصادية والتجارية.
وتمنى سعادته التوفيق والنجاح لمجلس الشورى الإيراني في استضافتها لأعمال مؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي.
وكانت الاجتماعات المصاحبة للمؤتمر قد انطلقت منذ يوم السبت الماضي 15 فبراير الجاري ، حيث شارك سعادة مالك بن هلال العبري عضو مجلس الشورى وممثله في اللجنة القانونية والثقافية وحوار الحضارات والتي أكدت في اجتماعها على أهمية تعزيز الحوار بين الحضارات مع تركيز خاص على مواجهة الحملات الغربية ضد القيم الإسلامية وتعزيز مبادرة تحالف الحضارات ، وقد أشادت اللجنة بجهود السلطنة الرائدة في مجال حوار الحضارات والأديان والاهتمام باللغة العربية لغير الناطقين بها ومن ذلك تخصيص 16 كرسي باسم حضرة صاحب الجلالة قابوس بن سعيد حفظه الله في الكثير من الجامعات والمؤسسات التعليمية الدولية لتدريس اللغة العربية والاهتمام بالثقافة الإسلامية والدراسات العربية والشرقية والشرق أوسطية وكذلك إنشاء كلية السلطان قابوس لتدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها وإقامة معرض يوجب دول العالم باسم رسالة الإسلام من عمان.