باريس - العُمانية:
يستضيف جاليري "إيمان فارس" بالعاصمة الفرنسية باريس، معرضاً مشتركاً للفلسطينية بسمة الشريف واللبناني علي شرّي، تتنوع الوسائل الفنية فيه بين الأفلام و"الفيديو آرت" والرسم والصور الفوتوغرافية. ومن أعمال الشريف في المعرض الذي يحمل اسم "صحارى" ويستمر حتى 31 يوليو المقبل عمل "هاي نون" ويتألف من عرض فيديو وثماني صور مستقاة منه، يقوم على فكرة انعدام الجهات أو انعدام الفوارق بينها، بحيث يمكن للمرء أن يتخيّل نفسه في أمكنة مختلفة في آن واحد. وفي هذا العمل، تحاول الفنانة أن تلغي "خطّ جرينتش" من الوجود، وأن تعود بالمشاهد إلى زمن لم يكن فيه أيّ نظام زمني معتمَد دولياً أو وسيلة لتحديد طول اليوم انطلاقاً من بداية النهار ونهايته. وقد استعارت الفنانة عنوان هذا العمل "هاي نون"، من أفلام "الوسترن" الأميركية، وهو يشير إلى نقطة التقاء الخير والشر، عبر المتوجهة بين رعاة البقر والهنود الحمر.
ويشارك علي شرّي بعرض "فيديو" وصورة مستقاة منه إلى جانب بعض القطع الأثرية، لتأكيد أن "الجغرافيا مكتوبةٌ مثل التاريخ". ويأتي اهتمام شرّي بهذا الجانب انطلاقاً من اشتغاله على المقاربات المختلفة لعلم الآثار في منطقتَي الشرق الأوسط وآسيا الوسطى إذ يرى أن علم الآثار يشكل الخيال الأيديولوجي والأسطورة المؤسِّسة لشعبٍ ما، وأن الصحراء كمشهد متخيَّل أو خيالي تقترح سردية تدور حول سيرورة الإمحاء الدائم تحت رملها وليس حول القطعة الأثرية أو الأطلال لهذا قام الفنان بتصوير موقع أثري يضم عدداً من المقابر التي تعود إلى العصر الحجري الحديث في الصحراء.
وُلدت بسمة الشريف في الكويت، وحصلت على شهادة الدراسات العليا في الفن والتعليم من الولايات المتحدة الأميركية، وعملت محاضرة في عدد من الجامعات الأميركية حيث تتنوع اشتغالاتها لتشمل التصوير الفوتوغرافي والصوتي والأفلام، وقد عرضت أعمالها في كثير من دول العالم ونالت جوائز عديدة.
أما علي شرّي المولود في عام 1976 فقد أقام معرضه الفردي الأول "صور رديئة رديئة" في جاليري "إيمان فارس" بباريس "2012" وأعاد فيه قراءة الثورات العربية من زاوية الصورة التي أنتجتها، مستخدماً وسائط متعددة كالصور الرقميّة، والفيديو، والتجهيز. كما أقام معرضاً في الجاليري نفسه عام 2014 بعنوان "حول الأشياء التي تهزّنا".