اعداد ـ هلال اللواتي:
المثال: ولنضرب مثالاً لتقريب المطلب.. فمن إحدى مفرزات زاوية المنهج والرؤية هي: فيما لو وجدنا نصاً ظاهره قدحٌ في شخصية نبيٍ ما؛ فإن السؤال الذي سيرد في البين سيكون:
- أهل ينسجم هذا القدح مع طبيعة العلاقة القائمة بين الرسول بالمرسِل؟!..
وهذا بدوره سيقودنا إلى تساؤل آخر، والذي يمكن أن نصيغه بصياغة مفردات القرآن ومفاهيمه ..
- أهل هذا القدح من محكمات الموضوع أم من متشابهه؟!.
مداخلة: إذ المحكم يكون الأصل الأولي من أصول الرؤية والمنهج، وأما المتشابه فيكون مغايراً لذلك الأصل الأولي المتبنى، فيقوم العلاج للمتشابه ضمن دائرة الأصل الأولي بما لا يوجب الأخلال بالمنظومة الفكرية العقيدة لمجمل الحقائق من جهة، وبما لا يلغي النص المتشابه من متنه من جهة أخرى.
فالمنهج الطولي الهرمي وما لديه من الرؤية سيقودنا في الجواب على هذا التساؤل إلى ما تقدمه النتيجة التي ينتهي إليها حول "المرسِل"، وبناء على ما تقدمه النتيجة المنطقية في هذه المنهج سوف يسري الحكم على رسالته، وسيسري بالتبع على رسوله، فلذا يفرق هذا المنهج بين وصف الرسول الإلهي وبين وصف الرسول العرفي.
مداخلة مهمة: مع ضرورة الفهم أن كل سريان الحكم لا يلغي المرتبة الوجودية الارتكازية التي يتغاير فيها "واجب الوجود" عن "ممكن الوجود"، فهو تغاير لزومي، ومستحيل الانفكاك والزوال ذاتاً.
وأما الرؤية العرضية الأفقية فستقودنا إلى أن نتعامل مع "نبي الله، ومع رسول الله" معاملة الرسول العرفي، ومعناه أن وجوده ليس بذي أهمية ما دامت الرسالة قد وصلت إلى البشر، وما دام البشر قادرون على فهم معاني ومفردات ونصوص الرسالة، وهذا يعني أن يقر بمبدء "حسبنا كتاب الله" وهي نتيجة طبيعية لمنطق هذه الرؤية ومنهجها، وما دام الله تعالى يقول "ادعوني" فلماذا إذن أضع واسطة بيني وبينه، وهذا يعني أن ألغي الركن الثالث المتقدم، نظراً إلى أن دوره يقتصر على مجرد الإبلاغ، أي هو كساع بريدي!!.
- فهل هذا الأمر صحيح أم لا؟!.
- وهل القرآن الكريم يقر بمثل هذا الإلغاء، وأن يكون دور النبي والرسول يقتصر على مجرد الإبلاغ، أي كساع للبريد، وكآلة ناقلة للرسالة فقط؟!.
الجواب: لنسأل أولاً ..
- ما هو الواقع الذي يفرض وجوده؟!!..
- أفهل واقع الرؤية الأفقية هو من يفرض وجوده أم واقع الرؤية الهرمية؟!.
فإذا لم ننقح المطلب أولاً، ولم نعتمد المنهج المناسب للإجابة؛ فلن نتمكن من الوصول إلى النتيجة المنطقية المتناسقة مع طبيعة العلاقة بين الخالق والمخلوق، ونحن الآن أمام منهجين أساسيين لفرز الإجابة والإعتماد عليها.