إبراهيم السيد العربي - إمام وخطيب جامع الشريشة / سوق مطرح ,ولاية مطرح
قال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) . أيها الصائمون والصائمات يا من تاقت أنفسكم لهذا الشهر الكريم ويا من تمنيتم على الله تعالى أن يبلغكم إياه فها هو شهر رمضان المبارك قد أهل عليكم بأنواره وخيراته ونفحاته الطيبة فهل من مشمر للجنة وهل من تائب يتوب إلى الله تعالى توبة نصوح؟ والحمد لله على نعمة الإسلام ,والحمد لله العلي القدير أننا قد أدركنا هذا الشهر الكريم فهيا إلى مغفرة الله ورضوانه . ثم نقول من باب التذكرة للجميع :إن شهر رمضان الكريم، له في قلوب المسلمين معانٍ خاصة.ومتميزة ميزه الله تعالى بها فقد ميزه الله تعالى عن باقي الشهور بعدة خصائص. وميزه بعدة سمات، فهذه بعضها: أولاً: رمضان شهر تكفير السيئات:
فلقد أنعم الله تعالى على الأمة بتمام إحسانه، وعاد عليها بفضله وامتنانه، وجعل شهرها هذا مخصوصاً بعميم غفرانه. فأيام رمضان أيام محو الذنوب وتفتح أبواب الإجابة، فأين اللائذ بالجناب، أين المتعّرض بالباب، أين الباكي على ما جنى، أين المستغفر لأمر قد دنا. كم من منقول في هذه الليلة من ديوان الأحياء، عن قريب يفاجأ بالممات، وهو مقيم على السيئات. ألا رُبّ غافل عن تدبير أمره قد انفصمت عُرَى عمره، ألا رُبّ معرض عن سبيل رشده، قد آن أوان شق لحده، ألا رُبّ مشغول بجمع ماله، قد حانت خيبة آماله، ألا رُبّ ساع في جمع حطامه، قد دنا تشتت عظامه. أين المعتذر مما جناه فقد اطلع عليه مولاه، أين الباكي على تقصيره قبل تحسره في مصيره.عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر).يا من كان يجول في المعاصي قبل رمضان، ها قد أعطاك الله الفرصة، لا تكن كمن كلما زاد عمره زاد إثمه.
فيا أيها الغافل، اعرف نفسك، وانتبه لوقتك : لو قيل لأهل القبور تمنّوا، لتمنوا يوماً من رمضان. وأنت كلما خرجت من ذنب دخلت في آخر، أنت، نعم أنت الآن في رمضان كما كنت في سفر، أما تنفعك العبر؟ آن الرحيل وأنت على خطر، وعند الممات يأتيك الخبر.وفي شهر رمضان , صلاة التراويح ,وقيام رمضان .
وهذه بعض فوائد صلاة التراويح: فقيام رمضان سبب لغفران الذنوب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) متفق عليه. ومن فوائد التراويح أن مصليها يستحق اسم الصديقين والشهداء، وهذا من فيض الكريم سبحانه وتعالى. جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أرأيت إن شهدت أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، وصليت الصلوات الخمس، وأديت الزكاة، وصمت رمضان وقمته فمِمّن أنا؟ قال: (من الصديقين والشهداء) فاتق الله أخي المسلم في عمرك الذي مضى أكثره وأقبل على صلاة التراويح يُقبل الله عليك وانظر إلى سلفك من الصحابة. وما صلاح الأجساد إلا بانتصابها لربها، في القيام والتراويح، وهو شفاء من أمراض الأجساد والقلوب ورفعة للدرجات عند علام الغيوب وهذا طريق الصالحين من قبلنا.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله تعالى ومنهاة عن الإثم، وتكفير السيئات، ومطردة للداء عن الجسد) فرحم الله رجلاً قدم لآخرته، وأحيا ليله، وأيقظ أهله، وقدم مهره، فإنما مهر الحور الحسان طول التهجد بالقرآن.
نعم إنها الجنة التي فتحت أبوابها هذه الأيام ولكن يا عجباً لها كيف نام طالبها، وكيف لم يدفع مهرها في رمضان خاطبها، وكيف يطيب العيش في هذه الدار بعد سماع أخبارها، إنها الجنة، دار الموقنين بوعد الله، المتهجدين في ليالي رمضان، الصائمين نهاره، المطعمين لعباد الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن في الجنة غُرفاً يُرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، قالوا لمن هي يا رسول الله؟ قال: لمن أطعم الطعام وأدام الصيام، وصلى بالليل والناس نيام).
إنها الجنة ما حُليت لأمة من الأمم، مثلما حُلّيت لأمة محمد صلى الله عليه وسلم.
إن نبي الله موسى عليه السلام خدم العبد الصالح عشر سنوات، مهراً لزواجه من ابنته. فكم تخدم أنت مولاك لأجل بنات الجنان الحور الحسان.ندعو الله تعالى : أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه وأن يجعلنا من عتقاء شهر رمضان اللهم آمين والحمد لله رب العالمين ...