واحات غناء بين الجبال

صحار ـ العمانية : تتنوع الحياة الطبيعية في مختلف القرى الجبلية بولاية صحار بمحافظة شمال الباطنة وتمتاز فيها الطبيعة بجمالياتها وواحاتها الغناء بالإضافة الى التراث العريق والحاضر الزاهر الذي يعيشه المواطنون سكان تلك القرى بمختلف أودية ولاية صحار ومناطقها الجبلية .
وتعد قرية "شام" التابعة لولاية صحار بمحافظة شمال الباطنة واحدة من القرى الجبلية التي تشتهر بموقعها المميز وبجماليات الطبيعة، وتبعد عن جسر صحار الجديد جهة الغرب باتجاه طريق حيبي بحوالي ( 46 ) كيلو مترا .
وسميت قرية "شام" بهذا الاسم نسبة الى شهامة اهلها وكرمهم، وتتميز القرية الواقعة بين سفوح الجبال بجماليات الطبيعة الخلابة والمواقع الأثرية والمعالم السياحية وجبالها الشاهقة .
ومن أهم المواقع السياحية للقرية، النخيل بأصنافها المختلفة وجماليات زراعة المحاصيل بأنواعها المتعددة ، وجماليات افلاجها واوديتها الجميلة التي تغمرها المياه ، بالإضافة الى وجود بيوت القرية القديمة التي كانت مسكن الاجداد من الطين .
وتشتهر قرية " شام " بالمعالم الأثرية واشهرها مسجد (الجفار) الذي يوجد منذ زمن بعيد في القرية ويأتيه السياح من مناطق مختلفة بالسلطنة وخارجها ، كما تضم القرية عشرة مساجد صغيرة وجامعاً كبيراً تقام فيه صلاة الجمعة وبعض المحاضرات الدينية ، ويحضر اليه بعض من أهالي القرى المجاورة بالإضافة الى مصلى العيد .
وحظيت قرية " شام " بمنجزات النهضة المباركة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ وأصبح سكان القرية ينعمون بكافة الخدمات التي ينعم بها المواطنون في مختلف محافظات السلطنة كتوفر الكهرباء والطرق والتعليم وغيرها من الخدمات التي اصبحت من ضروريات الحياة لكافة المواطنين .
كما تمتاز القرية بنشاط تجاري مميز وذلك بوجود محلات تجارية متعددة منها محلات لبيع المواد الغذائية وأخرى لبيع الخضراوات والفواكه ومقاهي ومطاعم ومحلات حلاقة ومحلات لتصليح السيارات .
ومن القرى الأخرى الواقعة في سفوح جبال ولاية صحار قرية (عقير بني عيسى) التي تعد واحدة من المناطق الجبلية الجميلة وتقع في وادي عاهن الذي يعتبر من الاودية الكبيرة التي تزخر بها الولاية ومحافظة شمال الباطنة، ويمكن الوصول الى قرية عقير بني عيسى عن طريق الشارع المؤدي الى ولاية ينقل ، وطريقها ترابي ووعر لمسافة حوالي (15) كيلومترا ويمر بهضاب وأودية وواحات غناء من البساتين الصغيرة المترامية الاطراف .
وتمتاز القرية بوجود الاودية التي تغمرها المياه في بعض اوقات السنة وخاصة اوقات هطول الامطار كما تمتاز بجبالها وهضابها الجميلة التي تتناسق مع بساتينها الصغيرة الخضراء لتشكل نسقا جماليا للطبيعة .
وحظيت قرية عقير بني عيسى بإيصال خدمة الكهرباء الى سكانها مما ساهم ذلك في توفير حياة دائمة للقرية وسكانها ، فرغم وعورة الموقع الا ان الحكومة كان لها الاهتمام الكبير بهذه القرية وسكانها من خلال توفير الكهرباء لتنتعش الحياة بين جنباتها .
ويمكن لمحبي المغامرة والبحث عن متعة القيادة وجمال الطبيعة بين احضان الجبال الشاهقة ان يزور عقير بني عيسى ويقضي وقتا ممتعا وخاصة في بعض الأودية التي تزخر بالمياه .
ومن المهن والحرف التى يقوم بها سكان هذه القرى الجبلية صناعه الفخار وكذلك الزراعة حيث يقوم الاهالي بزراعة القمح والشعير وبزراعة بعض المحاصيل الموسمية كالطماطم والبصل والثوم والفجل والخس وايضا زراعة بعض انواع الفاكهة مثل المانجو والتين والزيتون والعنب بالإضافة الى زراعة اصناف متعددة من النخيل منها النغال والخصاب والخشكار والخنيزي والخلاص وابو معان والهلالي والجبري والقسويح ، كما يعمل بعض سكان هذه القرى في تربية الأغنام والدواجن والأبقار والضأن الى جانب تربية العسل الطبيعي .
ويوجد في ولاية صحار قرى جبلية اخرى لا تقل اهمية في الماضي ولا في الحاضر عن تلك القرى التي تم ذكرها وتزخر جميعها بمنجزات النهضة المباركة كما انها ذات ماض عريق وتترام بين ربوعها الطبيعة الخلابة بالإضافة الى تراثها العريق ودورها الحضاري في حقبات مختلفة من الزمن .