حلقات يومية خلال شهر رمضان المبارك .. مقتطفات مختارة من كتاب (قناطر الخيرات) للشيخ العلامة أبي طاهر إسماعيل الجيطالي .. والحديث حول القنطرة الرابعة والتي تتناول (فريضة الصوم .. أسراره وظواهره وفضله وواجباته وأحكامه .. وغير ذلك)..

إعداد ـ أبو أنس السليمي:
عزيزي القارئ: اليوم نتحدث عن مفسدات الصوم ولوازم إفساده، فأما مفسدات الصوم فهي ترك الواجبات المتقدمة بنفسها من النية سائر الامساكات عن المفطّرة لأنه لما كان عقد النية للصوم شرطاً في صحته كان قطع النية عن الصوم وإهماله في بد الأمر بغير نية مبطلاً للصوم وكذلك إمساك الجوارح من جميع ما يفسده شرط في صحة الصوم وترك الغسل مبطل له وبالله التوفيق، اما لوازم الافطار فأربعة: القضاء والكفارة والفدية والإمساك بقية النهار، تشبيهاً بالصائمين.
أما القضاء فوجوبه عام على كل موحد مكلف ترك الصوم بعذر او بغير عذر وهو خمسة أصناف: احدهم المقيم اذا افطر بعذر لضرورة التنجية فعليه قضاء ما أكل وان افطر بغير عذر فعليه قضاء ما مضى، والثاني الحائض والثالث النفساء يقضيان ما أكلا في شوال آو في غيره والرابع والخامس المريض والمسافر يقضيان ما اكلا اذا لم يضيعا حتى يسهل عليهما هلال رمضان المقبل واختلف في المشرك يُسلِم نهاراً في بعض رمضان فقيل عليه قضاء ما مضى وقيل لا شئ عليه، وكذلك الصبي والمجنون يبلغ هذا ويفيق هذا في بعض رمضان فأكثر القول انه لا قضاء عليهما وصوم القضاء مشروط فيه التتابع قام افطر فيه متعمداً انهدم ما مضى ولا كفارة عليه والكفارة اقل ما فبها عتق رقبة فان أعسر فصوم شهرين متتابعين فان عجز فإطعام ستين مسكيناً أكلتين مأدومتين حتى يشبعوا ويقولوا شبعنا وان اكتال لكل مسكين مدين وهما نصف صاع النبي (عليه الصلاة والسلام) وقيل هو مخيرّ في هذه الكفارة وقيل هي على الترتيب .. والله اعلم.