متابعة ـ احمد الجرداني:
اختتمت امس الثلاثاء فعاليات ندوة الحوار الديني الإسلامي - المسيحي في التي أقيمت في العاصمة المغربية الرباط واستمرت يومين بمشاركة نخبة من العلماء.
وقد ألقى فضيلة الدكتور الشيخ كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام للسلطنة ورقة عمل استعرض فيها تجربة التعايش بين المذاهب والطوائف في السلطنة.
حيث قال فضيلة الشيخ الدكتور كهلان: إن البشر مختلفون شعوبا، وقبائل، ومللا، ومع هذا الاختلاف، يمكن أن يعيش الجميع في ظل غايات وأهداف نبيلة، وهذا يعني أن لانذوب في الآخر، كما لا ننفي أنفسنا أيضا.
واضاف: إن الواقع المعاصر المظلم لا ينبغي أن يصرفنا إليه دون الالتفات إلى القضايا الجوهرية في الخطاب الديني الإسلامي- المسيحي ولئن كان العنف واقعا؛ أفرزته قوى عظمى، وسلطات غير خافية، فإن هذا لا يشغلنا عن القضايا المهمة.
ومن القضايا التي يجب على العلماء أن يولوها عناية خاصة؛ قضية الإلحاد، إذ يجب مواجهة موجة الإلحاد التي تهدف إلى هدم القيم، والإيمان، بل والتشكيك في قدرة الدين على توجيه حياة الناس.
وقد طرح فضيلته عدة تساؤلات، تتعلق بدور علماء الدين، حيث تساءل فضيلته:"هل تمت استشارة علماء الدين قبل شن الحروب؟"، أم يؤتى بهم عند الحاجة لتصحيح إخفاقات السياسة والمال فقط؟.
كما أوضح فضيلته بأنه يتوجب على أهل الدين والإيمان أن يسعوا للتأثير على رجال السياسة، وأن لا يرضوا بالدور المحدود الموكل إليهم.
واقترح فضيلته كتابة دستور، أو وثيقة أخلاقية تدعو لمثل وقيم إنسانية تلجأ للحوار، وتمنع شن الحروب وإحداث القلاقل والفتن.
ومن القضايا الجوهرية التي تطرق إليها فضيلته توجيه العلوم والمعارف، حيث أوضح فضيلته أن بعض العلوم بلغت ترفا عبثت فيه بالإنسان. ولذلك يجب أن تشمل الأخلاق كل العلوم والمعارف، وعلى أهل العلم، والدين أن يولوا هذا الجانب اهتمامهم.
وفيما يتعلق بالتسامح الديني في السلطنة قال فضيلة الشيخ الدكتور كهلان: إن هناك تنوعا مذهبيا في السلطنة؛ ففيها الإباضي، والسني، والشيعي، وأن الكل يعيش في السلطنة في وئام إيماني، وأن السلطنة تنظم مواسم ثقافية يدعى إليها أهل الفكر والدين للمناقشة وعرض الأفكار المختلفة، كما أن السلطنة نظمت معرضا للتسامح يعرض أسس الحوار، ويعرف بالإسلام، وقد جاوز زواره الخمسة ملايين شخص بالإضافة إلى الندوات المختلفة، التي تجمع العلماء من مختلف المذاهب والبلدان.