[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
دائما يفتح الرئيس الروسي بوتين ابوابا نحو حلول او افكار يبنى عليها ايجابيا، خصوصا في الازمات الكبرى مثلما هو الحال في سوريا، فالرئيس الذي لم يغير لحظة من واقع موقفه من تلك الازمة، متضامنا، ومؤيدا بقوة ، ومقرا بواقع الدولة والنظام ، تراه يعمل جهده لجبهة موسعة تكافح الارهاب تضم سوريا والسعودية وتركيا والاردن، وهو يعلم موقف الاصطفافات في مقترحه وشكلها.
يبدو ان هذا الرئيس قد فاتح الآخرين مثلما فاتح وزير الخارجية وليد المعلم بفكرة يمكن لها لو عاشت ونفذت لحققت الكثير .. فروسيا بلباقتها الدبلوماسية وبحرصها الدقيق، تذهب بعيدا في رؤية المطلوب او تخترعه ليكون النافذة التي تغير معالم الصورة، لعلها تثمر في زمن اللا ثمر، وفي زمن الحشد الارهابي الذي يكبر ويتمدد حتى بات قوة واسعة الارجاء تحتاج لما هو أقوى واقدر.
لا شك ان سوريا بحاجة لحلف قوي يقف إلى جانبها في مكافحة الارهاب، وفي ايقاف سطوته التي تزيد .. لكن الفكرة السورية لا تخيفها الواقع الحالي لها، وهي تعلم ان عشرات الآلاف من الارهابيين مقابل ملايين يعيشون في كنف الدولة ليسوا قوة ولا تأثيرا في المديين القريب والبعيد. ان عالمها القادر عبر جيشها القدير يعطيها الأمل بأن تخوض حربها ولو منفردة وحتى سنوات اخرى، ومع ذلك تجد في الجبهة الواسعة المكافخة للارهاب حلا مهما له مقاييسه وابعاده.
لقد طالبنا دائما في هذه الزاوية من الكتابة وحدة القوى المقاتلة للإرهاب، وايضا ان يكون هنالك شعب الجيش في سوريا، فليس من حل سوى هذين المفهومين، وهو أمر اكثر من ضروري ومن عاجل. وبقدر اهميته القصوى على سوريا ايضا، فهو في غاية الأهمية للآخرين الذين يعرفون ان الارهاب لم يعد فقط يضرب في سوريا، بل هو موجود في كل مكان، ولقد وسع شبكاته لتكون متحركة في اكثر من بلد وعلى اكثر من صعيد.
الاقتراح الروسي يسر السوريين، لكنه يتطلب واقعا جديدا .. وبالاعتقاد ان الرئيس بوتين الخبير المرجع في سياسات العالم، لم يكن له ان يطرح فكرة في غاية الاهمية، لولا علمه ايضا ان هذا الحلف ستكون له اليد الطولى في حماية روسيا ايضا وفي اماكن اخرى ضربها الارهاب او هو يهدد في ضربها. وبذلك ستكون الحماية واسعة، وعالمية ايضا، لطالما خطط هذا الاهراب ليكون عالميا وسعى لذلك في اكثر مكان كما عرفنا في السابق وكما لخلاياه النائمة من خطط تحتاج الى وعي مسبق لها.
العالم كله اليوم مهدد، ولن تحميه سوى الجبهة الموحدة التي تأخذ على عاتقها حربا مفتوحة بلا هوادة ضد اي شكل من اشكال الارهاب .. فكما هو الارهاب صار له تواصل في كل مكان على الكرة الارضية، فإن خصومه مطالبين بأن يعيدوا النظر بحربهم التي قد لا تجدي نفعا ان ظلت منفردة ومتفردة، وانها كي تنجح وتحقق غاياتها على هذا الشكل سوف تحتاج لوقت طويل، فيما الجبهة الموحدة يمكنها اختصار الوقت وتحقيق الفعل ايضا بأقصر مدة ممكنة.