انا فتاة مسلمة ومؤمنة بالله عز وجل ملتزمة بالشريعة الاسلامية الحنيفة أنهيت المرحلة الجامعية ولقد تقدم لخطبتي من والدي واحد من الشباب المستقيمين ولقد تمت موافقة والدي في باديء الامر الا انه هداه الله في اَخر المطاف نكث على الموافقة بحجة ان المهر الذي سيدفعه الخطيب لي لا يكفي فهو يطالبه أن يدفع 4 اَلاف ريال بينما هو لا يقوى على ذلك فما هو الحل لمشكلتي هذه وهل من وسيلة لاقناع والدي حول إتمام هذا الامر ؟ أفيدونا فضيلتكم بحل هذه القضية.
ج : قال الله تعالى : ( واتوا النساء صدقاتهن نحلة) فعلى والدك أن يعلم ان المهر ليس من حقه هو وانما هو حقك انت وعليه ان يعلم ايضا ان المغالاة في المهور لا تجوز شرعا ولا عقلا وكل النصوص التي وردت تشير الى ان المهر لا يشترط فيه الا ان يكون شيئا له قيمة فيجوز ان يكون خاتما من حديد او قدحا من تمر او تعليما من كتاب الله وما شابه ذلك اذا تراضا عليه المتعاقدان فعن عمر بن ابي ربيعة : ان امرأة من بني فزارة تزوجت على نعلين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أرضيتي على نفسك ومالك بنعلين؟ فقالت : نعم فأجازه) رواه احمد والترمذي وصححه. وعن أنس رضى الله عنه : ( ان ابا طلحة خطب ام سليم فقالت : والله ما مثلك يرد ولكن أنت كافر وأنا مسلمة ولا يحل لي ان اتزوجك فان تسلم فذاك مهري ولا اسألك غيره فكان ذلك مهرها) .
ولقد زوج النبي صلى الله عليه وسلم رجلا من الانصار بما معه من القراَن فدلت هذه الاحاديث على جواز جعل المهر شيئا قليلا وعليه يجوز جعل المنفعة مهرا وان تعلم القراَن من المنفعة ولقد زوج سعيد بن المسيب ابنته على درهمين ولم ينكر عليه احد بل عد ذلك من مناقبه وفضائله .
ثم ان الاسلام الحنيف يحرص على اتاحة فرص الزواج لاكثر عدد من الرجال وسلوكا هذا والله ولي التوفيق ¤وسلوكا وعلى الشباب ايضا ان يحرصوا على الزواج من البنات المستقيمات دينافعلى اولياء امور البنات ان يحرصوا على تزويج بناتهم بالشباب المستقيمين دينامهرا رفيعا وهذا عمل شنيع لا يجوز . الرفيع ولا يهمهم ان يزوجوا أي انسان قد قدم اليهم ولو لم يكن مستقيما ما دام يدفعفي ذلك ما تعانيه هؤلاء الفتيات من اولياء امورهن حيث انهم يحرصون على المهربها ومن المعلوم ان في الاَونة الاخيرة كثرت شكوى عدد من البنات العوانس والسبببعادات الجاهلية التي منها المغالاة في المهور فالمرأة ليست سلعة يساوم عليها ويتجرفنصيحتي لولي امرك ايتها السائلة ان لا يغضب الله عز وجل وحذارى ان يتعلقوشؤمها غلاء مهرها وعسر نكاحها وسوء خلقها). وقال صلوات الله عليه : ( يمن المرأة خفة مهرها ويسر نكاحها وحسن خلقهابركة أيسره مؤنة). المؤمنين عائشة رضى الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ان اعظم النكاحالمهر كلما كان قليلا كان الزواج مباركا وان قلة المهر من حسن الطالع في المرأة فعن اموالنساء وذلك لا يكون بالمغالاة في المهور فكره الاسلام التغالي في المهور.

صالح بن أحمد الصوافي