أحمد بن سعود الكندي:
الصوم يعمل على تجديد وتنشيط أنسجة الجسم وخاصة أنسجة الغدد والتي تسيطر على النمو والحركة والتي من شأنها السيطرة على عمليات الهضم والبناء مما يفسر ظاهرة النشاط الزائد والنمو السريع .. والملاحظ على الحيوانات والطيور والديدان بعد فترة الصوم.
ومن فوائد الصوم الصحية انه يطيل عمر الكائن الحي ويزيد من نموه في مرحلة النمو ويزيد النشاط الذهني ويعمل على زيادة حركة الهدم ثم البناء لتجديد الخلايا.
والصوم وقاية من الزوائد والترسبات في الجسم والخلايا المريضة .. بما ان الجسم في حالة الصوم يبدأ في استهلاك المواد الغذائية المخزونة في الجسم فاذا نفدت فانه يبدأ في استهلاك أو إحراق الأنسجة الداخلية.
وأول الأعضاء التي تغذى عليها الجسم هي الاعضاء التي تكون مريضة بأي مرض يسبب فيها احتقاناً أو تقيّحاً أو التهاباً، فهذه الخلايا هي اول مايتأكسد من انسجة الجسم لانها تحترق ثم يتخلص الجسم منها.
الصوم يحمي الانسان من مرض السكر لان في الصوم تقل كمية الكسر في الدم إلى أدنى المعدلات لان هذا يعطي غدة البنكرياس فرصة للراحة، لان البنكرياس غدة في جسم الإنسان تعمل على إفراز مادة الأنسولين وهذه المادة بدورها لها تأتير على السكر في الدم لأنها تحوله إلى مواد نشوية ودهنية تترسب وتخزن الأنسجة، أما إذا زاد الطعام عن قدرة البنكرياس في افراز الانسولين فان هذه الغدة لاشك انها تصاب بالإرهاق والإعياء، ثم العجز، بالتدريج سنة بعد سنة بحيث يظهر على الانسان مرض السكر والصوم مدة شهر كامل يعد احدى الوسائل الرئيسية والتي بدورها تعمل على انقاص الوزن.
والحكمة القائلة: (قليل الصوم يصلح المعدة) لان المعدة في الصيام او فترة الصيام تكون خالية تماماً لمدة تزيد عن 12 ساعة في اليوم الواحد ولمدة شهر كامل.
والصوم أيضا يريح الأمعاء والمصران الغليظ من الطعام المتراكم وبذلك يخلص الصائم من الغازات والروائح الكريهة والتي تنتج عن التخمة وسوء الهضم والتخمر في الأمعاء لعدم قدرتها امتصاص الطعام او التخلص منه.
والناس في الأزمنة الماضية وقبل ظهور الأدوية الحديثة يعالجون حالات الإسهال بالصيام وحده أو باستعمال المسهلات للمساعدة على طرد المواد السامة من المصارين.
والصوم يساعد على انقاص الوزن من السمنة والكرش لأنه خير فرصة لعمل التنحيف آو ما يسمى (الريجيم).
فعن انس بن مالك خادم الرسول (صلى الله عليه وسلم) يقول:(كان الرسول (صلى الله عليه وسلم) يفطر على رطبات قبل ان يصلي المغرب او تمرات فان لم يكن حسا حسوات من الماء) و(حسا) بمعنى شرب الماء.
والرسول (صلى الله عليه وسلم) يقول: (اذا كان أحدكم صائماً فليفطر على
التمر فان لم يجد فعلى الماء فان الماء طهور)، وقال الله تعالى في سورة الانسان على أهل الجنة:(وسقاهم ربهم شراباً طهوراً).

*مكتبة (الوطن)