عمّان ـ "الوطن":
كشفت مصادر وثيقة الإطلاع عن أن ضغوطا أميركية هي التي اضطرت إسرائيل إلى سحب اقتراح موشي فيجلين نائب رئيس الكنيست الإسرائيلي بحث "سحب الولاية والسيادة الأردنية على المسجد الأقصى وتحويلها إلى السيادة الإسرائيلية"، من جدول أعمال الكنيست لأمس الأول. وقالت المصادر إن الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي أعلن صراحة خلال محادثاته الأخيرة مع الملك عبد الله الثاني، عن وجود علاقات استراتيجية بين البلدين، تم التعبير عنها من خلال مواقف مشتركة حيال الأزمة السورية، والحل الفلسطيني، قرر تعزيز القدرة الأردنية على الصمود من خلال: أولا: منح الأردن ضمانات قروض جديدة بقيمة مليار دولار. ثانيا: تمديد فترة مذكرة التفاهم التي تربط الولايات المتحدة بالأردن لمدة خمس سنوات أخرى لتعزيز الجهود التنموية الأردنية. وعلى ذلك، لم يكن متصورا أن تلتزم واشنطن الصمت حيال التهديد الإسرائيلي للأردن، بما احتوى عليه من تلويح للأردن بإمكانية سحب بساط الشرعية الدينية، ممثلة في رعاية، والوصاية على الأقصى وعموم المقدسات الإسلامية والمسيحية، التي أقر بها محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية للملك عبد الله الثاني في مارس من العام الماضي، بموجب اتفاق ثنائي بالخصوص.. والتلويح للأردن أيضا بإمكانية تجاوز ذلك إلى تعريض معاهدة السلام (وادي عربا) بين البلدين للإلغاء. وتكشف المصادر عن أن الملك عبد الله الثاني، فاتح الرئيس الأميركي بالتهديدات الإسرائيلية، التي تمت أثناء تواجده في واشنطن. وقد بادر الرئيس الأميركي إلى إصدار أوامر صارمة لنتنياهو بالتوقف عن تهديد الأردن، وارتكاب أي تصرف من شأنه إضعاف ملك الأردن. وقد عبر ناصر جودة وزير الخارجية الأردني عن شعور غير مسبوق بهذا القدر من القوة، بتأكيده أمام مجلس النواب الأردني الثلاثاء أن رئيس الكنيست الإسرائيلي سحب المقترح المقدم من عضو الكنيست الذي حاول أن يطرح عرضاً لمناقشة الوصاية الهاشمية على المسجد الأقصى. وقال «لا عضو كنيست ولا ألف عضو كنيست يستطيع أن يغير الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس»، وأكد، أن رئيس الكنيست الإسرائيلي سحب المقترح المقدم من عضو الكنيست الذي حاول أن يطرح عرضاً لمناقشة الوصاية الهاشمية على المسجد الأقصى. وقال «الوصاية الهاشمية وصاية تاريخية يضطلع بها الملك، ومعاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية اعترفت بالدور التاريخي للملك ولم تمنح الوصاية حتى تسحبها»، ولفت إلى أن الاتفاق الموقع بين الملك والرئيس الفلسطيني محمود عباس العام الماضي أكد على شيء قائم تاريخيًّا بشأن الوصاية الهاشمية على المقدسات. وتابع جودة «هذه الوصاية يعترف فيها العالم والديانات وبابا الفاتيكان يعترف بوصاية الملك على المقدسات». وأرجع جودة تراجع إسرائيل "إلى الموقف الموحد للدولة الأردنية والتي بدأها الملك بجملة من الاتصالات وما قامت به الحكومة من اتصالات إضافة إلى موقف مجلس النواب الذي أعطى إشارة إلى أن الوصاية الهاشمية خط أحمر لا يمكن المساس بها".