فيينا – وكالات : أعلنت أمس الولايات المتحدة عن تمديد العمل باتفاق جنيف المرحلي حول النووي الإيراني حتى 13 يونيو الحالي، وبالتالي تمددت مفاوضات فيينا حتى التاريخ نفسه. يأتي ذلك في وقت اتهمت إيران الغرب بالتراجع عن مواقفه خلال المفاوضات وأبدت واشنطن استعدادها للانسحاب من المحادثات.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية طلب عدم نشر اسمه "من أجل إتاحة الفرصة لمزيد من الوقت للتفاوض نتخذ الخطوات الفنية الضرورية لضمان استمرار سريان (الاتفاق النووي المؤقت) حتى 13 يوليو".
من جانبه، مدد الاتحاد الأوروبي أمس تعليق العقوبات المفروضة على إيران حتى 13 يوليو الحالي، لإتاحة الفرصة أمام المحادثات الجارية للتوصل إلى اتفاق بشأن برنامج إيران النووي. وكان وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إن المحادثات النووية مع القوى الست الكبرى حققت قدراً من التقدم، وستستمر على الأرجح خلال إجازة الأسبوع. وقال ظريف للصحافيين "تحقق قدر من التقدم، لكننا لم نبلغ الهدف بعد. أشك في أن الأمر سيحدث اليوم. يبدو أننا سنقضي إجازة الأسبوع في فيينا". من ناحيته، أعلن وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، أن المفاوضات حول الملف النووي تجري "ببطء شديد"، وأن اجتماعا وزاريا جديدا سيعقد السبت. وقال هاموند لصحافيين تجمعوا أمام مقر انعقاد المفاوضات منذ 14 يوما: "أنا واثق بأن مفاوضينا الذين يعملون مع الجانب الإيراني في الساعات الـ12 المقبلة سيتمكنون من توضيح بعض جوانب النص، وعندها سنجتمع مجددا السبت لنرى إذا كان بالإمكان تجاوز العقبات الأخيرة". بدوره، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، إن ألمانيا تعتقد أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق بين إيران والقوى الست الكبرى في غضون أيام.
وقال المتحدث في مؤتمر صحافي دوري للحكومة، إن "المفاوضات مكثفة للغاية، وأتمنى من كل قلبي أن نتوصل خلال الأيام المقبلة إلى مرحلة اتخاذ قرارات تتعلق بالأمور السياسية". من جانبه، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس إلى رفع كل العقوبات المفروضة على إيران بمجرد إبرام اتفاق بشأن برنامج طهران النووي. وقال بوتين، في مؤتمرا صحافي في مدينة أوفا الروسية "نفترض أن كل العقوبات ضد إيران سترفع، السؤال هو أي العقوبات ومتى. ندعو لرفع شامل للعقوبات في أسرع وقت ممكن". وأضاف أنه يأمل أن تتوصل القوى الست التي تتفاوض مع إيران إلى اتفاق قريبا.
وفي وقت سابق نقلت وكالة أنباء تسنيم الإيرانية شبه الرسمية عن مستشار بارز للزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي قوله إن الخطوط الحمراء التي أعلنتها طهران يجب إحترامها في المحادثات النووية مع القوى الكبرى والتي تهدف إلى تقييد البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية. ونقلت الوكالة عن علي أكبر ولايتي قوله "يمكن فقط التوصل لاتفاق إذا جرى احترام خطوطنا الحمراء، تعليقات وزير الخارجية الاميركي جون كيري هي جزء من حرب نفسية تشنها أميركا ضد إيران." وقبل ساعات من موعد انتهاء مهلة حددها الكونجرس الاميركي لمراجعة سريعة لاتفاق نووي في المحادثات بين إيران والقوى الست الكبرى قال كيري يوم الخميس ان الولايات المتحدة والقوى الاخرى لا تتعجل الوصول الي الاتفاق مع إيران.
وتحاول إيران وبريطانيا والصين وفرنسا والمانيا وروسيا والولايات المتحدة الوصول الي اتفاق تقيد بمقتضاه طهران برنامجها النووي في مقابل تخفيف للعقوبات. وعلى مدى الأسبوعين المنصرمين مددت إيران والقوى الكبرى مرتين الموعد النهائي لاتمام الاتفاق النووي الطويل الأجل. وقال ولايتي إن إيران ليس لديها نية للتخلي عن المحادثات. وأضاف قائلا "إيران لا تقترح تمديد المحادثات ولا ترفض ذلك. الأمر متروك للأميركيين إذا أرادوا مغادرة المحادثات. إيران مستعدة لمواصلة المفاوضات." وقال البيت الأبيض إن المحادثات لن تطول على الأرجح "لأسابيع كثيرة إضافية." واتهمت إيران بعض القوى الكبرى بتغيير موقفها. وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف للصحفيين أمس الجمعة "هم ايضا لديهم مطالب مفرطة." وقال مسؤول إيراني بارز متحدثا شريطة عدم نشر اسمه "فجأة اصبح لدى الجميع خطوطهم الحمراء. بريطانيا لديها خطوطها الحمراء والولايات المتحدة لديها خطوطها الحمراء وكذلك فرنسا والمانيا." واضاف ان الولايات المتحدة والقوى الأخرى تغير مواقفها وتتراجع عن اتفاق مؤقت وقع في الثاني من أبريل وكان مقدرا له ان يمهد لاتفاق نهائي في مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية التي تشل اقتصاد إيران. ومن بين النقاط الشائكة في المفاوضات ابحاث إيران وتطويرها لاجهزة طرد مركزي متقدمة والسماح بزيارة مواقع عسكرية ومواقع نووية إيرانية ومطلب طهران لإنهاء حظر السلاح الذي يفرضه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وتقول طهران إن حظر الأمم المتحدة على الأسلحة التقليدية ليس له علاقة بالمسائل النووية ويجب رفعه في أي اتفاق. ولا تريد القوى الغربية أن تسمح لإيران بالبدء باستيراد اسلحة بسبب دورها في دعم اطراف في صراعات في الشرق الاوسط.