ما معنى (المؤلفة قلوبهم) ولماذا يعطون من الزكاة؟
هم قوم دخلوا في الإسلام من غير أن يرسخ الإيمان في قرارة نفوسهم، وقد كان لهم تأثير في مجتمعهم بسبب مكانتهم الاجتماعية، ومن بين هؤلاء أبو سفيان صخر بن حرب، ويعلى بن أمية فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطيهم نصيبا من الزكاة من أجل تأليفهم لما لهم من مكانة في مجتمعهم القرشي، وهؤلاء كانوا يعطون لأجل مصلحة الإسلام حتى لا ينقضوا ضد الإسلام. ولا يعينوا خصومه عليه بسبب أن إيمانهم لم يرسخ في قرارة قلوبهم وإنما إسلامهم يوم لات حين مناص ، عندما أصبح الاسلام قاهرا متمكنا ولم يجدوا مفرا عن الدخول فيه، واستمر الحال كذلك إلى أن قوي الإسلام وعظمت شوكته واشتد عوده، فرأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه الاستغناء عنهم وأدرك أنهم لا يؤثرون في الإسلام شيئا إذ لا مقدرة لهم على التأثير، كيف والناس من حولهم صقل الإيمان نفوسهم، وقطع صلتها بجميع علائق الجاهلية، فلم ير لهؤلاء أي تأثير ان لو لم يعطوا وأجابهم انهم كانوا يعطون من الزكاة عندما كان الاسلام ابن لبون اما الان وقد بزل فلا وهذه نظرة منه إلى مقصد الشارع من فرض هذه الفريضة لهم فإن مقصد الشارع النظر في مصلحة الإسلام وسد حاجة الإسلام، وعندما أصبح الإسلام غنيا عن هذا الجانب لم تكن هناك حاجة إلى هؤلاء ولذلك رأى عمر رضي الله عنه أن يرد سهمهم إلى بقية المخارج التي دفعت الزكاة فيها. والله أعلم.

ما المقصود بـ(في الرقاب) في اَية الزكاة ومن هم الغارمون؟
أما في الرقاب فيراد بها الذين كانوا أرقاء ولكنهم يسعون إلى فك رقابهم من الرق بالمكاتبة التي أرشد إليها القراَن الكريم في قوله تعالى: (فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا) فإن المكاتب يعان على فك رقبته بإعطائه من الزكاة مقدار ما يمكنه من سداد ما عليه حتى ينعم بالحرية التامة أما الغارمون فهم الذين انفقوا نفقات تحملوا بسببها الديون من أجل إصلاح ذات البين ومن أجل الأمور الحسنة التي ليس فيها إسراف ولا مخيلة ولا شيء من معصية الله تعالى، فهؤلاء يعطون من الزكاة بقدر ما يتمكنون من سداد ديونهم. والله أعلم.

ما رأي الأصحاب رضي الله عنهم في معنى المطلب السابع من مطالب الزكاة وفي سبيل الله فمن هم أهله الذين عنتهم الاَية الكريمة وأين يصرف هذا السهم في عصرنا الحاضر؟
سبيل الله تعالى يراد به الجهاد في سبيل الله فهؤلاء ينفق عليهم من الزكاة بقدر ما يسد حاجتهم، وبقدر ما يتمكنون من القيام بمهمتهم، ويدخل في سبيل الله، عند البعض شراء الأسلحة وإعداد الوسائل التي تمكن المسلمين من دحر أعدائهم الكافرين، ويدخل في ذلك كل ما يعود بالعزة على الإسلام والمسلمين، ومن المعلوم أنه عندما تكون الدولة الإسلامية هي التي تتبنى مشروع الزكاة، ويتوسع وعاء مصرف الزكاة بسبب ما تتحمله هذ الدولة من التبعات فكل ما يعود بالخير على الأمة الإسلامية فمثل ذلك، ومن ذلك إنشاء المدارس من أجل نشر العلم الشريف النافع وبناء المستشفيات التي تعود بالمصلحة على الناس وهذه من الأمور المستجدة في هذا العصر، أما أصحابنا رحمهم الله فإنهم يجعلون سبيل الله الجهاد الذي هو سبب لتقوية هذه الأمة ونشر دين الله في الأرض .. والله أعلم.


يجيب عن أسئلتكم
سماحة الشيخ العلامة : أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة