عمّان - العُمانية:
استعرضَ الخطاط الأردني نصار منصور تاريخَ الخط العربي وتطوره منذ التنقيط حتى يومنا هذا، وما جرى على أنواع الخطّ من تحولات وتحديداً في الكتابة القرآنية. وقال الخطاط في لقاء على هامش معرض الخط العربي الذي نظمه جاليري 14 بعمّان، إن الكتابة القرآنية في الإمبراطورية العثمانية انتقلت إلى خط النسخ بعد أن كانت تُكتب بالحرف المحقّق زمنَ الدولة الفاطمية. وتحدّث منصور عن ميزات الخط المحقّق وأسرار حروفه التي تنطوي على عدد من الخصائص الدلالية والرمزية والتشكيلية، مطبّقاً ذلك على لوحاته ومنها "كُنْ"، و"يكون" التي اختيرت ضمن مجموعة تمثل الفن العربي الإسلامي. وقال إن الخط المحقق يمتاز بالمرونة والجمال، كما يمتاز بتقاطع المحاور الأفقية والعمودية التي ترمز للعلوي "المقدَّس" والدنيوي "
الأرضي". وأكد أن طبيعة التشكيل في الحروف العربية، وتحديداً المحقّق منها، تُحقّق التوازن والتناغم وتمنح المشاهدة حساً إيقاعياً ووضوحاً، كما هي حال بعض المصاحف الموجودة في دار الكتب المصرية. من جهتها، قالت الفنانة هند ناصر إن الهدف من تنظيم معرض الخط العربي، هو التأكيد على انتفاء المسافة ما بين الفن والخط كحرفة، فالخط في ميزاته التشكيلية "تتحقق فيه بنى اللوحة وعناصرها". وأشارت إلى أن الحروفية العربية فضلاً عن جمالياتها، "تُشبع الروح بالتأمل والصفاء"، بخاصة أن الحرف العربي وجدَ العناية من الكثير من المتصوفين الذين وجدوا في الخط والحرف أسراراً لإشباع توقهم للمعرفة والجمال. وتضمّن المعرض 70 لوحة احتفت بالخط بتنويعاته الكلاسيكية والحديثة، أنجزها فنانون وخطاطون ينتمون إلى أجيال مختلفة. وجاء في بيان صحفي للجاليري أن الخط العربي "حمل رسالة الحرص على تدوين القرآن الكريم وإخراجه بأفضل أسلوب وأبهى مظهر"، وأن الحروف العربية "تشكل عند جمعها مع بعضها بعضاً شبكة مرئية شبيهة بالإيقاع المتحقق من النوتة الموسيقية". ومن الفنانين الذين شاركوا في المعرض: إبراهيم أبو طوق، محمود طه، محمد أبو عزيز، حسن كنعان، وجمال الترك، وعمر بلبيسي، وربى أبو شوشة، وياسمين الزهيري.