دبي ـ "الوطن":
كشفت دراسة حديثة أعدتها شركة "سيسكو" أن منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا تستعد لتحقيق أسرع نمو في حركة البيانات بالعالم خلال الفترة بين 2013 و2018، وأوضح تقرير الدراسة المعنون "مؤشر التواصل الافتراضي من سيسكو: التوقعات العالمية لحركة البيانات المتنقلة بين 2013 و2018"، والصادر بنسخة محدّثة، أن حركة البيانات عبر الهواتف والأجهزة المتنقلة بالمنطقة سوف تتضاعف 14 مرة بحلول العام 2018.
وتأتي هذه التوقعات مدفوعة بأسرع انتشار للنسخة السادسة من بروتوكول الإنترنت Ipv6 في أوساط مقدمي خدمات الاتصالات المتنقلة بالمنطقة، مع الرواج الواسع للأجهزة اللوحية والهواتف الذكية، والذي يشهد معدل نمو سنوي مركب قدره 35 بالمائة، إذ من المتوقع أن تصل أعداد هذه الأجهزة في العام 2018 إلى نحو 598 مليون جهاز بعد أن بلغت قرابة 133 مليوناً في 2013. كما يُنتظر أن يزداد انتشار الأجهزة الرقمية الذكية القابلة للارتداء، كالساعات والنظارات وأجهزة مراقبة الحالة الصحية، لتحقق نمواً هائلاً من نحو 700,000 جهاز في 2013 إلى 8 ملايين جهاز تقريباً في 2018.
وقال فادي يونس، مدير المبيعات الإقليمي ومدير إدارة خدمات المتعاملين لدى "سيسكو"، إن منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا تتقدّم لتحلّ في طليعة مناطق العالم في الرواج السريع لأحدث الهواتف الذكية والأجهزة القابلة للارتداء في أوساط السكان، عازياً السبب إلى ارتفاع وتيرة الحركة والتنقل في الحياة اليومية، الشخصية والعملية، لسكان المنطقة، وأضاف: "باتت المنطقة، بفضل كونها تضمّ واحدة من أوسع شرائح الشباب وأكثرها ولعاً بالتقنية في العالم، مُهيّأة تماماً لقيادة الإبداع التقني في جميع مناحي الحياة اليومية، عبر الاستفادة من القوة المتنامية لما بات يُعرف بـ"إنترنت كل شيء" وشبكات الاتصال الحدثة الأسرع".
أبرز نتائج الدراسة
• سوف تصل حركة تبادل البيانات عبر الأجهزة المتنقلة بمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا إلى 1.49 إكسابايت في الشهر بحلول العام 2018، أي ما يعادل حجم بيانات يمكن تخزينه على 372 مليون قرص "دي ڤي دي" شهرياً، أو ما يعادل 4,104 مليون (4.1 مليار) رسالة نصية قصيرة في الثانية الواحدة.
• سوف تنمو حركة البيانات المتنقلة بالمنطقة نمواً أكبر بمرتين من حركة البيانات عبر خطوط بروتوكول الإنترنت الثابتة من 2013 إلى 2018.
• سوف تشكّل حركة البيانات المتنقلة بالمنطقة في 2018 ما نسبته 39 بالمائة من إجمالي حركة البيانات، مقارنة بنسبة 10 بالمائة في 2013.
• سوف تكون 36 بالمائة من الاتصالات المتنقلة بالمنطقة اتصالات "ذكية" في 2018، مقابل 10 بالمائة في 2013.
• سوف تكون 90 بالمائة من حركة البيانات المتنقلة بالمنطقة حركة بيانات "ذكية" في 2018، مقابل 76 بالمائة في 2013.

التوجهات العالمية في الاتصالات المتنقلة
سيكون نمو حركة البيانات المتنقلة حول العالم مدفوعاً بأربعة توجهات: نمو أعداد مستخدمي الأجهزة المتنقلة في العالم من 4.1 مليار مستخدم في 2013 إلى 4.9 مليار في 2018، ونمو اتصالات الإنترنت المتنقلة من 7 مليارات اتصال في 2013 إلى 10 مليارات في 2018، ونمو نسبة الفيديو من حركة البيانات المتنقلة من 59 بالمائة في 2013 إلى 69 بالمائة في 2018، ونمو سرعة الاتصالات المتنقلة بمقدار الضعف تقريباً من 1.4 ميجابت بالثانية في 2013 إلى 2.5 ميجابت بالثانية في 2018.
أما الاتصالات فيما بين الأجهزة المتصل بعضها ببعض، التي تستخدم أنظمة الاتصال السلكية واللاسلكية بتقنية "واي فاي" للتواصل مع غيرها من الأجهزة، فمن المنتظر أن تنمو من 5 بالمائة من الأجهزة المتصلة لاسلكياً في 2013 إلى 20 بالمائة من الأجهزة المتصلة لاسلكياً في 2018، ومن 1 بالمائة من حركة البيانات المتنقلة في 2013 إلى 6 بالمائة من حركة البيانات المتنقلة في 2018.
ومن المتوقع، وفقاً لتقرير الدراسة، أن تتجاوز أعداد الأجهزة المتنقلة المتصلة لاسلكياً في العالم عدد جميع سكان العالم مع نهاية العام 2014، وبحلول 2018 سيكون هناك 10 مليارات جهاز متنقل متصل لاسلكياً في العالم، أي نحو 1.4 أجهزة لكل شخص يعيش على كوكب الأرض.
من ناحية ثانية، ستشهد حركة البيانات المتنقلة تراجعاً في تطبيقات الويب والبيانات بين 2013 و2018 مما نسبته 28 بالمائة إلى 17 بالمائة من حركة البيانات الكلية، والبث الصوتي المتدفق من 14 إلى 11 بالمائة، وتشارك الملفات من 4 إلى 3 بالمائة.
ويقوم مقدمو خدمات الاتصالات المتنقلة، دعماً للزيادة في حركة البيانات المتنقلة، بتركيب شبكات الاتصال من الجيل الرابع فائقة السرعة، وتفريغ البيانات المتنقلة على شبكات "واي فاي" اللاسلكية أو على شبكات الخلايا الصغيرة المكمّلة. ومن المتوقع أن تنمو الأجهزة المتصلة عبر شبكات الجيل الرابع في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا من 3.6 ملايين جهاز في 2013 إلى 86.6 مليوناً في 2018، في حين سترتفع نسبة حركة البيانات المتنقلة المفرّغة على الشبكات المكمّلة من 45 بالمائة في 2013 إلى 52 بالمائة في 2018.
وانتهى يونس إلى القول: "سوف تواصل حركة البيانات المتنقلة نموها القويّ بمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، ما يؤشّر إلى أن التنقلّ أضحى سمة بارزة في أي نشاط من أنشطة التواصل، وإلى القيمة التي يُضفيها المستهلكون والشركات عليها، كما يجسّد هذا النمو الفرص الهائلة التي تتراءى في الأفق لمقدمي خدمات الاتصالات المتنقلة، ممن يشكّلون القلب النابض لإنترنت كل شيء".