[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/mohamedaldaamy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]أ.د. محمد الدعمي[/author]
هل تعلم من هو أخطر رجل في العالم؟ الجواب، هو: رجل اسمه "إبراهيم العسيري". وهو موجود اللحظة في اليمن. هذا ما أعلنه مايكل موريل، نائب مدير أقوى جهاز مخابرات في العالم (CIA) مساء يوم الخميس الـ20 من فبراير 2014 من على شاشة الـCBS.
أعلن هذا المسؤول الأميركي اسم هذا الرجل السعودي الجنسية الموجود الآن في اليمن، ملاحظًا أن سبب عدّه "أخطر رجل" يتلخص في قدرته الفائقة على ابتداع أنواع القنابل المخبأة بإتقان، من الدرجة التي أضنت رجال الـCIA وأرقت زملاءهم في الـFBI. إن ما يزيد من خطورة العسيري هو أنه لم يزل بعيد المنال. إذ تعمل هذه الأجهزة الاستخبارية الرهيبة جاهدة على الظفر به، ولكنها، كما أعلن المسؤول أعلاه، غير قادرة حتى على الاقتراب من هذا الهدف، حتى اللحظة. إنه هدف صعب المنال بالنسبة للـ"درونات" كذلك، أي الطائرات بدون طيار القادرة على "استلال" أهدافها مباغتة في أية لحظة تريد، الأمر الذي ينطوي على أن الشقيقة اليمن ستكون عرضة لأنواع الخروقات التي ستحاول الولايات المتحدة من خلالها الظفر بالعسيري الذي تمكن من ابتكار أنواع القنابل المخفية، وكان آخرها "قنابل الأحذية"، أي تلك المخبأة بين طيات جلود الأحذية، وهي صعبة الاستمكان حتى بواسطة أقوى أجهزة التحسس والتفتيش في المطارات وسائر الموانئ الحدودية.
هذه الحال، تعكس لنا في عموم دول الخليج العربي، صواب ودلالات الأصوات التي ارتفعت قبل بضعة أسابيع حول مخاطر عودة الإرهابيين من جبهات القتال عبر العالم، إلى دول الخليج العربي، وعبرها، نظرًا لوجوب اضطلاع أجهزتها الاستخبارية والأمنية بكل ما من شأنه قطع دابر هذا الخطر المرتد من تلك الجبهات، خاصة وأن عمليات المخابرات الأميركية للقضاء على الأشخاص الخطيرين لا تستأذن أحدًا أو سلطة لتنفيذ عملياتها باستئصال أمثال هؤلاء، الأمر الذي يبرر بالمسؤولية المشتركة في الحملة الدولية لمكافحة الإرهاب التي غدت شاملة لا تستثني دولة أو حكومة! وإن إهمال هذا الموضوع أو التغاضي عنه يمكن أن يكلف دولا عدة عواقب تدخلات وإحراجات "جراحات" أميركية قسرية قد لا تكون مرحبا بها، بل ويمكن أن تسبب الإرباك للحكومات المعنية، خاصة وأن الولايات المتحدة "تجري هذه الجراحات" بوصفها إجراءات ضرورية لحماية أمنها القومي، لذا لن يهمها احتجاج أو استنكار أو تظاهرة تخرج في عدن أو في البصرة ولن يصل شيء من أصوات المتظاهرين فيها إلى واشنطن أو نيويورك، بل قد لا يسمع بها أحد على الجانب المعاكس من الكرة الأرضية!