بغداد ـ وكالات: أفادت مصادر عسكرية عراقية امس الاثنين بأن القوات العراقية أوقفت عمليات القصف الجوي والمدفعي جزئيا لضمان فسح المجال أمام العوائل للخروج من المدينتين الخاضعتين لداعش . وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) إن القوات العراقية علقت جزئيا العمليات العسكرية من قصف جوي ومدفعي على احياء الفلوجة والرمادي بهدف منح الفرصة للأهالي للخروج منهما . وأشارت المصادر إلى أن القوات العراقية تواصل فرض اجراءات الحصار وقطع طرق الامدادات لداعش بين الفلوجة والرمادي من جهة ومدن محافظة الانبار
من جهة اخرى. من جهته دعا حيدر العبادي رئيس وزراء العراق القائد العام للقوات المسلحة امس الاثنين الى إبعاد القوات المسلحة عن التناحر والخلافات السياسية. وقال العبادي ، خلال حضوره امس احتفالية بمناسبة تسلم الوجبة الاولى من طائرة اف 16 ، إن هذه الطائرة ستساهم في دحر العدو وتحرير كل شبر من ارض العراق. وأضاف إنه "في الوقت الذي تتحقق فيه الانتصارات فان العدو الجبان يقوم بضرب المدنيين العزل ومنها تفجير خان بني سعد الذي راح ضحيته العشرات من المدنيين واننا وبجهود استخبارية تمكنا من إلقاء القبض على بعضهم ولن يفلت هؤلاء الارهابيون من العقاب وان هذا الفعل الجبان سيزيدنا عزيمة واصرارا على دحر العدو". وأوضح أن التحديات التي نواجهها كبيرة وهي تتطلب أن تتوحد المواقف ونتكاتف لإسناد قواتنا الأمنية كما نوجه دعوة للمجتمع الدولي لمزيد من الدعم للعراق واهمية منع تدفق الارهابيين وايقاف تهريبهم للنفط والاثار. وأبدى رئيس الوزراء العراقي"استعداد العراق للتعاون في المجال الاستخباري مع دول العالم و ان عصابات داعش كانت تعد لعدة غزوات إلا أن الجهد الاستخباري وابطالنا تمكنوا من دحضها". من جهة اخرى أفاد شهود عيان امس الإثنين بمقتل 33 مسلحا من (داعش) بانفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري استهدف مركز تدريب لداعش في قضاء البعاج510 كم شمال غرب بغداد. وقال الشهود إن من بين القتلى اطفالا كانوا في طور عملية التدريب على يد عناصر داعش في الساحة الخارجية للمعسكر. وأشار إلى أن عناصر داعش اقدموا على غلق منافذ القضاء للبحث عن منفذي عملية التفجير ونقل الجثث للطب العدلي بالموصل. وعلى نفس الصعيد، قال مصدر في قوات البشمرجة إن" قوات البشمرجة تمكنت من تدمير خمس عجلات مفخخة تعود لتنظيم داعش كان ينوي تفجيرها في منطقة السيدة زينب وسط قضاء سنجار 120 كم شمال غرب الموصل". كما أفاد مصدر أمني عراقي امس الاثنين بمقتل 19 مسلحا من (داعش) بينهم قيادي سوري شمال شرق بغداد. وقال المصدر إن قوة أمنية تابعة لقيادة عمليات دجلة وبمساندة الحشد الشعبي والطيران العسكري تمكنت من قتل 19 مسلحا من داعش بينهم القيادي السوري الجنسية ( ابو زياد الدمشقي ) قاضي ما يعرف بالمحكمة الشرعية لولاية جبال حمرين والتابعة لناحية قره تبه 180 كم شمال شرق بغداد". وأشار المصدر إلى مقتل 10 مدنيين وإصابة 17 اخرين جراء انفجار عبوتين ناسفتين في قضاء المقدادية وناحية كنعان في بعقوبة . وفي تطور آخر اصطفت الإيزيديات في فوج نسائي من أصل 16 فوجا من المتطوعين الإيزيديين، ضمن تشكيلات وزارة البشمرجة الكردية التابعة لإقليم كردستان العراق. وكشف نايف سيدو مدير ناحية سنوني، التابعة لقضاء سنجار غرب الموصل شمال العراق، لوكالة "سبوتنيك" الروسية الأحد، أنه جرى تشكيل فوج من النساء الإيزيديات يضم نحو 300 امرأة، في انتظار التسليح وتحرير المناطق الإيزيدية من سيطرة تنظيم "داعش". وأضاف سيدو أن عدد الإيزيديين الذين تطوعوا للقتال ضد تنظيم "داعش" بلغ حتى الآن 5200 نُظموا بـ16 فوجا ضمن وزارة البشمرجة الكردية. وأشار سيدو إلى أن هيكلية الأفواج لم تكتمل حتى الآن، وقسم من المقاتلين الإيزيديين يحملون السلاح، وفي قتال مستمر لطرد تنظيم "داعش"، من قراهم ومناطقهم في شمال العراق. وذكر سيدو أنه من المقرر أن يقاتل 5 أفواج مع القائد العسكري الإيزيدي، قاسم ششو، و11 فوجا تتوزع على أطراف جبل سنجار، تمهيدا للمعارك ضد التنظيم الإرهابي. من جهتها دعت عضو لجنة حقوق الإنسان في البرلمان العراقي شيرين رضا إلى تزويد سكان مخيم "ليبرتي" في العراق بما يحتاجونه من متطلبات الحياة الأساسية دون أية اشتراطات مسبقة كالغذاء والماء والدواء والكهرباء. وطالبت رضا بعدم النظر إلى سكان مخيم "ليبرتي" في العراق على أنهم أعداء من جانب أي طرف سياسي عراقي، وذلك لكونهم لاجئين، بغض النظر عن مواقفهم وتوجهاتهم السياسية. وأعربت عن قناعتها الراسخة بأن "أي لاجئ في أي بلد كان من الواجب معاملته بشكل إنساني مهما كانت معتقداته وما يحمله من فكر سياسي". وأضافت "من المفترض أن يستضيفهم العراق دون أن يكون هنالك تداعيات لهذه الاستضافة كاضطهادهم والتضييق عليهم بأي شكل كان". وقالت رضا بأن الأحداث الراهنة في العراق وتداعيات الحرب على داعش وما خلفته من مآسٍ إنسانية ناجمة عن نزوح الملايين من مناطق مختلفة من تلك البلاد كالموصل والرمادي وصلاح الدين، وغيرها، ربما أدت إلى إهمال قضيتهم، ولكن ذلك لا يغيّب حقائق مفادها بأن لسكان المخيم حقوقاً إنسانية كفلتها القوانين والتشريعات الدولية. ويعاني اللاجئون في مخيم "ليبرتي" الواقع قرب مطار بغداد من نقص حاد في المتطلبات الإنسانية، حيث يمنع وصول الأغذية وغيرها من الاحتياجات الأساسية من حين لآخر، كما أنهم يعانون من عدم وصول فقدان التيار الكهربائي إليهم بشكل منتظم وتعتمد الكهرباء في المخيم على عدة مولدات مستهلكة ورفض الحكومة العراقية إيصال الكهرباء عن طريق شركة الكهرباء الوطنية، في وقت ترتفع فيه درجات الحرارة في العراق في فصل الصيف لمستويات قياسية. وقام سكان المخيم بعدد من الاعتصامات والاحتجاجات، وأصدروا العديد من البيانات، بهدف التعامل معهم كلاجئين يتمتعون بحقوق إنسانية كفلتها القوانين الدولية، أكدوا خلالها بأن حصاراً مطبقاً على المخيم أدى لوفاة 25 شخصا منهم نتيجة نقص الرعاية الصحية في الآونة الأخيرة. ويشعر أبو علي (56 عاماً) بالحزن، ويظهر الهم على قسمات وجهه بعد نحو عامين من النزوح عن منزله ومدينته. ولم يعد قادراً على حبس دموعه وهو يراقب صغيره صابر ذا العشرة أعوام يلعب بملابس رثة مع بعض صبية الجيران، وهو الوحيد الذي بقي له مع بناته الخمس بعد أن فقد ولده البكر علي في قصف الطائرات الحربية على مدينة الفلوجة. ويقول أبو علي: "لم يمر علينا العيد كما كان سابقاً، عندما كنا بين أهلنا وفي مدينتنا. نحن الآن نعيش غربة النزوح وآلامه في بيت طيني متهاوٍ لا يكاد يتسع لي ولعائلتي، ولم أشعر سوى بمواساة الجيران. أفتقد لمدينتي وأصدقائي وأحبائي والشوارع وضحكات الأطفال وملابسهم الجديدة وتجوالي بينهم وأنا أعطيهم العيدية كعادة جميع العراقيين كل عيد". ويتساءل أبو علي: "نحن نعيش في حالة مأسوية، ولا ندري متى تكون نهاية معاناتنا، ولكن لماذا تخلى الجميع عنا؟". ويضيف: "هل ستمر علينا بقية الأعياد ونحن في غربة النزوح إلى حيث لا ندري، ولا أحد يشعر بمعاناتنا إلاّ بعض ممن يزوروننا من الناشطين أو المنظمات الإنسانية بين آونة وأخرى". ويقدر عدد النازحين بالعراق بنحو ثلاثة ملايين مواطن عراقي، هربوا من المعارك الدائرة بالمدن الشمالية والغربية من العراق إلى مناطق كردستان وبغداد ووسط البلاد، في وقت فرّ نحو مليون و200 ألف عراقي إلى خارج العراق نحو دول أبرزها تركيا والأردن ولبنان، وفقا لتقديرات مكتب بعثة الأمم المتحدة بالعراق عن الشهر الماضي. ولا يختلف حال ثلاثة ملايين نازح في العراق عن حال "أبو علي" الذي مر عليه ثالث عيد خارج مدينته، بعيداً عن أهله وأصدقائه الذين شردتهم براميل الموت وصواريخ الطائرات وشتتت شملهم شمالاً وشرقاً وغرباً. شيماء العبيدي (35 عاماً) هي الأخرى فقدت زوجها خلال العمليات العسكرية التي طاولت جرف الصخر. ونزحت بأطفالها الأربعة إلى شمال العراق باحثةً عن الأمن، ولا تملك سوى راتب زوجها التقاعدي الذي لا يكفي لاستئجار منزل أو حتى شقة صغيرة، لكنها تعمل في خياطة الملابس النسائية لتعيل أطفالها الصغار.