[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/samyhamed.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]سامي حامد[/author]
في الوقت الذي تستعد فيه مصر لاستقبال حدث عالمي هو افتتاح قناة السويس الجديدة 6 أغسطس المقبل استقبلت مصر الثلاثاء الماضي 3 مقاتلات "رافال" فخر الصناعة العسكرية الفرنسية كدفعة أولى ضمن صفقة تشمل 24 طائرة، وقد حلقت الطائرات الجديدة في سماء القاهرة احتفالا بانضمامها لسلاح الجو المصري. ومن المعروف أن هذه الطائرات تعد الأطول مدى في سلاح الجو المصري وهي كفيلة للدفاع عن المصالح الحيوية لمصر ضد أي تهديدات، وفي أي اتجاه وللدلالة على قوة هذا الطراز من الطائرات وتفوقها أن 3 مقاتلات منها تابعة لسلاح الجو الفرنسي تتولى حماية أجواء جمهورية مالي، وهي دولة تزيد مساحتها على مساحة مصر.
الملاحظ أن مصر بهذه الصفقة بالإضافة إلى الفرقاطة الفرنسية "فريم" تكون قد دشنت عهدا جديدا لتنوع مصادر السلاح لديها حيث ظلت مصر لعقود طويلة منذ معاهدة كامب ديفيد أواخر السبعينيات من القرن الماضي تعتمد على السلاح الأميركي، حيث تحصل مصر على مساعدات عسكرية أميركية بقيمة 3,1 مليار دولار سنويا كانت واشنطن قد قامت بتقليصها أحيانا وتجميدها أحيانا أخرى منذ أواخر عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، إلا أنه من المقرر أن تستلم مصر نهاية الشهر الجاري 8 طائرات "أف 16" متعددة المهام من أحدث جيل هو "بلوك 52" مما يؤكد استمرار التعاون العسكري بين مصر والولايات المتحدة كما تستلم مصر4 طائرات أخرى من نفس الطراز في غضون ثلاثة أشهر.
أول ظهور رسمي للمقاتلة "رافال" سيكون في حفل افتتاح قناة السويس الجديدة يوم السادس من أغسطس، وهو الحدث العالمي الذي استعدت له الدولة المصرية جيدا وجندت له كافة المؤسسات حيث ستشهد جميع المحافظات المصرية احتفالات تزامنا مع افتتاح القناة الجديدة ومن المنتظر الانتهاء من أعمال التكريك بمشروع قناة السويس الجديدة يوم الأحد القادم وذلك إيذانا بانتهاء أعمال المشروع بالكامل قبل الافتتاح الرسمي بـ11 يوما في سابقة هي الأولى بالمشروعات القومية العملاقة، حيث تم الانتهاء من مشروع القناة الجديدة في عام واحد فقط تنفيذا لتوجيهات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ووفاء بالعهد الذي قطعه المسؤولون عن هذا المشروع والعاملون به على أنفسهم أمام المصريين والعالم أجمع.
والمفارقة أن الإعلان عن انتهاء أعمال التكريك يتزامن مع ذكرى تأمين قناة السويس في الـ26 من يوليو 1956 عندما وقف الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر ليعلن قناة السويس شركة مساهمة مصرية تحت قيادة وإدارة مصرية خالصة بعد أن كان يديرها بريطانيون وفرنسيون، وقد نجح المرشدون المصريون وقتها في إدارة أهم مرفق ملاحي في العالم على الرغم من انسحاب المرشدين الأجانب، وهي الذكرى التي تتزامن مع افتتاح قناة السويس الجديدة التي جاءت بإدارة وتمويل مصري 100% ليعيد المصريون إبهار العالم بما حققوه من إنجاز في أكبر مشروع تكريك يشهده التاريخ حتى الآن في عام واحد فقط .. ومن المنتظر أن تبدأ غدا السبت أولى مراحل التشغيل التجريبي للقناة الجديدة بعبور أول قافلة لها مكونة من ثلاث سفن يتراوح حمولتها من 150 إلى 200 طن وبغاطس من 15 إلى 20 قدما وسيتم تباعا تنظيم عبور القوافل المجرى الجديد حتى الوصول لعبور السفن ذات غاطس 66 قدما.
مصر اليوم غير مصر بالأمس .. دولة ذات إرادة فولاذية تنظر إلى المستقبل المشرق بمزيد من العمل والكفاح .. يد تبني ويد أخرى تحمل السلاح في مواجهة الإرهاب الأسود حيث نجحت القوات المسلحة المصرية في تصفية 334 إرهابيا خلال العشرين يوما الماضية بعد أن قادت عمليات ميدانية مكثفة في سيناء لملاحقة البؤر الإرهابية والمجموعات المسلحة التابعة لجماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية في إطار توجيهات القيادة العامة بضرورة تطهير سيناء من الإرهاب والجماعات المتطرفة التي تحاول العبث بمنظومة الأمن القومي المصري، ونشر الفوضى. وقد شملت هذه المداهمات 18 قرية جنوب الشيخ زويد ورفح وشرق العريش، بالإضافة لعمليات تمشيط لمناطق في وسط سيناء وشرق جبل الحلال وسقط من بين القتلى قيادات تنظيمية للجماعات الإرهابية.
ويمكن القول إن الجماعات الإرهابية المسلحة في سيناء قد فقدت الجزء الأكبر من قوتها خلال المواجهات الأخيرة، وأصبح لديها نقص واضح في وسائل الدعم الفني واللوجستي، بالإضافة إلى فقدانها العناصر المدربة والرؤوس التنظيمية حيث يبذل سلاح الجو المصري جهودا مكثفة لتنفيذ ضربات جوية مركزة ضد الأهداف الإرهابية بمعاونة من أجهزة المعلومات التي تعمل في شمال سيناء على مدار الساعة لكشف تحركات العناصر الإرهابية ومناطق اختبائها وتجمعاتها، فضلا عن ما تقوم به طائرات المراقبة الأمنية والطائرات الموجهة بدون طيار التي ترصد صورا جوية للبؤر الإرهابية، وتحدد أفضل الأماكن للهجوم عليها وتدميرها، وهو ما دفع المتحدث العسكري المصري بعد النجاحات الأخيرة ليعلن في بيان رسمي أن القضاء على الإرهاب في سيناء مسألة وقت.