[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/waleedzubidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]وليد الزبيدي[/author]
وأنا اقرأ خبر احتفال مجلة "لير"الفرنسية بالذكرى الأربعين على صدورها لما خدمت به الأدب والإبداع طيلة هذه السنوات، تذكرت مجلة الأقلام العراقية التي تعد احد معالم الإبداع الأدبي والثقافي والمعرفي العراقي، ويعرف هذه المجلة جميع المبدعين العرب خلال النصف الثاني من القرن العشرين، وكانت توازي بما تنشره وتثيره من موضوعات مجلة الاديب البيروتية الشهيرة، كما أن الاجيال الادبية الشعرية والقصصية قد ظهرت على صفحات هذه المجلة العريقة، ووجدت صعوبة في تذكر اهم المبدعين الذين كتبوا وعملوا بمجلة الاقلام، واستعين هنا بما ذكره الدكتور ابراهيم خليل العلاف، الذي أرّخ لهذا المطبوع الهام، يقول، خلال السنوات الأولى شارك في إدارة هذه المجلة نخبة من الأساتذة والكتاب الكبار نذكر منهم على سبيل المثال, الأساتذة الدكتور جميل سعيد, والدكتور احمد مطلوب, والدكتور عبد الرحمن خالد القيسي والدكتور عبد الهادي محبوبة, والدكتور يوسف عز الدين والشاعر سعدي يوسف, والشاعرة نازك الملائكة والشاعر نعمان ماهر الكنعاني, والقاص عبدالرحمن مجيد الربيعي, والأستاذ الباحث التراثي عبد الحميد العلوجي, والدكتور فيصل الوائلي والشاعر عبد الوهاب البياتي. كما كتب فيها نخبة من المؤرخين والباحثين والكتاب والمبدعين رحل عدد كبير منهم, وهم احمد الصافي ألنجفي وادمون صبري, وحسين مردان, وسميرة عزام, وشاذل طاقة وعلي ألخاقاني, ومصطفى جواد, وهاشم محمد الخطاط, ويوسف السباعي, واحمد المهنا, ومحمد جواد علوش رحمهم الله جميعا - وفي هذه المجلة التقيت مجموعة من كبار الكتاب العراقيين والعرب ، فقد عمل فيها المبدع الكبير الروائي والقاص والناقد غالب هلسا والشاعر الكبير محمد عفيفي مطر والناقد طراد الكبيسي والقاص المبدع موسى كريدي والقاص محمد شمسي واخرون.
وكانت مجلة الاقلام العراقية التي تأسست عام 1964 مصدرا مهما للدراسات التي تتناول الظواهر الأدبية الحديثة، وتنشر للاجيال المحترفة في ميادين القصة والشعر والدراسات النقدية، ويجد قاريء المجلة في كل عدد - وكانت تصدر شهريا- مجموعة متميزة من القصص القصيرة لكتاب عراقيين وعرب، ومثل ذلك مختارات من القصائد الشعرية لمختلف الاجيال الشعرية، ولم تبخل المجلة على قراءها بالأدب العالمي فتجد بين صفحاتها القصص والقصائد المترجمة وحتى في بعض اعدادها الروايات القصيرة ، التي تواكب كل جديد وابداعي في مختلف ارجاء العالم ومن مختلف الثقافات في أمريكا الجنوبية وأوروبا والصين واليابان والادب الروسي وغيره.
تصل مجلة الاقلام إلى مختلف الدول العربية، وكان الأدباء العرب الذين يزورون العراق في مهرجان المربد الشعري السنوي والذين نلتقيهم في مناسبات اخرى يتحدثون باهتمام كبير عن مجلة الاقلام، وما تقدمه من خدمات جليلة للأدب العربي وللأدباء وللكتاب وللاجيال الجديدة من المبدعين.
نصف قرن من تاريخ هذا المطبوع يستحق وقفة استذكار واعتزاز بها وبجميع الذين عملوا فيها ونشروا على صفحاتها.