تحت شعار "أطفال السلام" وبمشاركة "23" دولة عربية وأجنبية
أحمد الهنائي: نهدف للتعريف بفنون السلطنة وتراثها واللوحات الاستعراضية التي ستقدمها الفرقة تحمل خصوصيةً مكانية ومجتمعية

محمد باكوري: وجدت في الطفل العماني قابلية للعطاء وشغفاً كبيراً في إظهار السلطنة بأحلى حلة

وضحة الضويانية: اجتهدنا كثيراً في أن نكون هنا، بذلنا كل ما نملك ونقدر عليه من أجل هذه اللحظة

رؤى الشكيلية: شعرنا بسعادة ونحن نرى علم السلطنة يرفع في هذا المهرجان الكبير
تشارك السلطنة ممثلةً في فرقة أهلاً لفلكلور الطفل العماني في المهرجان الدولي لفلكلور الطفل بالعاصمة المغربية الرباط في دورته التاسعة، الذي تنظمه جمعية أبي رقراق تحت الرئاسة الشرفية للأميرة لالة مريم، بمشاركة 23 دولة من بينها السلطنة، سلوفينيا، جورجيا، أوكرانيا، روسيا الفيدرالية، صربيا، بولونيا، كرجكستان، ليبيا، فلسطين، مصر، الكونغوبرزافيل، تايلند، تونس، باكستان، الجزائر، بلغاريا، إسبانيا، المكسيك، ماليزيا، السنغال، الهند، أذربيجان، فيما تستضاف تركيا بكونها صاحبة أكبر مهرجان دولي لفلكلور الطفل كضيف شرف المهرجان.
ويعد المهرجان الدولي لفلكلور الطفل الذي ينطلق من 23 وحتى 30 من الشهر الجاري أكبر مهرجان عربي لفلكلور الطفل وثاني أكبر مهرجان دولي لفلكلور الطفل بعد تركيا صاحبة التجربة الطويلة في هذا الميدان، ويحظى باهتمام مدني كبير ومتابعة جماهيرية رفيعة، حيث تتحول العاصمة إلى ليال فنية فلكلورية راقصة لا تهدأ، على شكل صحن طائر يقدم للجمهور تراث وثقافة الشعوب المشاركة في أبهى حلة، مع حضور لافت لفلكلور البلد المنظم من خلال الفرق الفلكلورية للأطفال من مختلف أرجاء المملكة المغربية، وهي فرق صاحبة صيت بارز ولها حضورها المؤثر في عدد من المهرجانات الدولية.
تقدم السلطنة في هذا المهرجان عدداً من الرقصات العمانية التراثية، يقدمها تسعة أطفال؛ مندمجين تحت راية "أطفال السلام" التي يتشاركونها مع أكثر من 500 طفل من البلدان المشاركة، ولظروف حجوز الطيران التي صاحبت إجازة عيد الفطر المبارك والإجازة الصيفية، اضطرت الفرقة لأن تصل قبل جميع الوفود المشاركة بثلاثة أيام، إذ كانت أول الواصلين إلى الرباط في السابع عشر من الشهر الحالي.
الجميل في المهرجان، هو تخصيص مدرسة داخلية كبيرة لإقامة جميع الوفود المشاركة، يتقاسمون فيها المناخ العام والمأكل والمسكن والترفيه والالتقاء، وهي ميزةٌ انفردت بها إدارة المهرجان عن بقية المهرجانات الدولية النظيرة، ما يجعل من فرص تحقيق الأهداف المرجوة كبيرة، ورغم اختلاف اللغات فإن أطفال السلطنة سرعان ما اندمجوا مع الفرق الدولية الأخرى التي تتابعت في الوصول من روسيا وكرجكستان وتايلند وإسبانيا، وأصبح للأطفال برامج هامشية يديرونها بأنفسهم كتنافسيةٍ وتشاركية تحمل الخصوصية وطابع الهوية العام لكل بلد.
"أطفال السلام" هو شعار المهرجان، الذي يسعى من خلاله منظموه والدول المشاركة إلى ترسيخ قيمة السلام والتعايش والمحبة في نفوس الناشئة، مؤمنين بأن الطفولة تحمل قدر تغيير الأمة والإنسانية، وهم النواة التي تحمل بذور الانفتاح على الآخر والعيش بتسامحٍ وسلام، وليس ما هو أكبر تأثيراً في ذهنية وعقل الطفل من الفن الذي يهذب ويربي ويأخذ بأيدي "الذراري" إلى الطريق الآمن والسليم، فالفن هو علاجٌ صادق للنفس النافرة والراضية معاً.

صعوبات وتحديات
وحول مشاركة السلطنة في هذه المشاركة يقول الإعلامي أحمد الهنائي رئيس الوفد: لم تأتِ المشاركة على طبقٍ من ذهب، كانت الصعوبات كبيرة، والتحديات قاصمةٌ للظهر.
ويواصل الهنائي: كنا ندرك أن مثل هذه المشاركات هي تقديم راقٍ للسلطنة، خصوصاً مع الحضور الإعلامي البارز للمهرجان، وكذلك الحضور الدبلوماسي الرفيع، بمشاركة جميع السفراء المقيمين بالمملكة، والأهم من ذلك هو التعريف بفنون السلطنة وتراثها للجمهور العريض المتابع للمهرجان بشغف، كما سنسعى للتعريف بالسلطنة سياحيا من خلال إقامة ليلةٍ عمانية إن توفرت الإمكانات المادية، نعرض من خلالها أفلاماً وثائقية عن السلطنة وتقديم مرئيات عما تزخر به السلطنة من مقومات سياحية متنوعة وثرية، بالإضافة إلى اللوحات الاستعراضية التي ستقدمها الفرقة لمختلف الفنون الشعبية المتنوعة والتي تحمل خصوصيةً مكانية ومجتمعية.

حب الوطن
وعن استعدادات الفرقة فنياً يشير الفنان محمد باكوري وهو مخرج عروض الفرقة والمشرف العام على التدريب وصاحب تجربة دولية طويلة في ميدان الطفولة بمختلف فنونه لفترةٍ تزيد على العشرين عاماً: وجدت في الطفل العماني قابلية للعطاء، وشغفاً كبيراً في إظهار السلطنة بأحلى حلة، هذا الحب الكبير للوطن ساهم في تحسن أداء الأطفال بشكل ملحوظ، كان الاستعداد جيداً، والتفاعل من قبل أعضاء الفرقة إيجابياً، ومع المشاركة الدولية الكبيرة في هذا المهرجان لدول تتمتع بثراء وتنوعٍ كبير في فنونها وتراثها، ولها اهتمامات سبقت السلطنة بسنين طويلة في فلكلور الطفل، فإن الفرقة بلا شك ستكتسب خبرة جيدة ومردودا معنويا كبيرا من خلال الاحتكاك ومشاهدة تقنيات العرض.
ويضيف باكوري: الأهم في مثل هذه المهرجانات هو التكوين الجاد لشخصية الطفل، فهنا يتعلم الطفل عدة أمورٍ لم يكن ينتبه لها من قبل، من بينها الانضباط في المواعيد، إذ أن كل شيءٍ يسير وفق برنامجٍ زمنيٍ محددٍ وصارم، بدءاً من موعد النوم إلى الاستيقاظ إلى مواعيد الأكل والتدريبات وزيارة الوفود الأخرى وحضور الفعاليات المختلفة الكثيرة، إضافة إلى ذلك اكتساب ثقافة التعامل مع الآخر واحترام خصوصيته وتقبل الآخر مهما كان اختلاف اللغة والدين والفكر، كما تنغرس في هذه التظاهرات قيمة الولاء للوطن وحب الأرض وتقديم الوجه المضيء للبلد، فهم سفراء الوطن وممثلو ثقافته وتراثه، كل هذا يتجسد في شخصيتهم فينعكس على سلوكياتهم وأدائهم، وبصدق فإن أفضل مكان لبناء شخصية الطفل بناءً حذراً وجميلاً ومتناغماً ومتيناً يكمن في مثل هذه المشاركات بالمهرجانات.
وقال: الأطفال هم أيضاً لهم طريقتهم في التعبير عن الاعتزاز بالهوية وحب الوطن، تجلى ذلك من خلال أحد المواقف الطريفة، الذي تسرده الطفلة رؤى بنت عبدالله بن سيف الشكيلية (12 سنة) فتقول: في صباح اليوم التالي من وصولنا إلى مقر الإقامة شرع منظمو المهرجان في رفع الأعلام، ولم يكن لحظتها علم السلطنة مرفوعاً، إذ توهمنا أن كل الأعلام تم رفعها، ونُسِي علم السلطنة، وبدون شعورٍ منا وجدنا أنفسنا نتحدث بغضبٍ معهم لنسيانهم الأمر، فما كان منهم إلا أن ابتسموا، وأخبرونا أنهم لم ينتهوا بعد من رفع جميع الأعلام، ولأنهم أعجبوا بجرأتنا وغيرتنا على علمنا قاموا برفعه مباشرة أمام أعيننا، واستكملوا بعدها رفع بقية الدول الأخرى. شعرنا بسعادة ونحن نرى علم السلطنة يرفع في هذا المهرجان الكبير.

شعورٌ رائع
وعن رؤية العلم العماني مرفرفاً في ساحة المهرجان تقول وضحة بنت ناصر بن هلال الضويانية نائبة رئيس الفرقة: أن ترى علم بلدك مرفرفاً في أي محفل فإنك تشعر بالسعادة لا شك، ولكن ستكون أكثر سعادة إن ساهمت أنت في رفعه، هذا الجهد الكبير الذي بذلته الفرقة في أن يكون علم السلطنة حاضراً سيبقى في ذاكرتي طويلاً، حيث اجتهدنا كثيراً في أن نكون هنا، بذلنا كل ما نملك ونقدر عليه من أجل هذه اللحظة، شعورٌ رائع نعجز عن وصفه، جعلنا نشعر بالفخر والرضا، عشتُ تجربة جميلة في أن تكون مبادراً لكي تقول أنا هنا، وحقا قدمت الفرقة نفسها وبلدها منذ أن وطأت أرض المهرجان، وبدأ الإعلام يتحدث عن المشاركة، أكتفي بالقول إن رفع العلم سبقه جهد ومشقه وبذل في سبيله الكثير من التضحيات.