دمشق ـ الوطن ـ وكالات:
اكدت سوريا والعراق على مواصلة محاربة الإرهاب. وذلك في وقت دعا وسيط الامم المتحدة في سوريا ستافان دي ميستورا امس إلى اعتماد مقاربة جديدة لحل الازمة في سوريا تجمع بين اجراء "محادثات حول مواضيع محددة" بين السوريين من ضمنها مسألة مكافحة الارهاب، وانشاء "مجموعة اتصال" دولية. وقال دي ميستورا امام مجلس الامن انه "لا يوجد بعد توافق" حول انتقال سياسي في سوريا، الا ان الامم المتحدة "مجبرة" على مواصلة جهودها. من جهته شدد الرئيس السوري بشار الأسد ومبعوث رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي, على ان محاربة الإرهاب يتطلب جهدا جماعيا اساسه التعاون البناء واحترام سيادة الدول. وذكر بيان رئاسي ان الاسد استقبل مستشار الأمن الوطني مبعوث رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وبحثا موضوع الارهاب, وتم الاتفاق على أن أي تقدم يتحقق في مواجهة المجموعات الإرهابية في أي من البلدين ينعكس إيجابا على الآخر". وشدد الطرفان على ان "القضاء بشكل نهائي على ظاهرة الإرهاب يتطلب جهدا جماعيا ملزما على المستويين الاقليمي والدولي اساسه التعاون البناء واحترام سيادة الدول ومصالح شعوبها". وأشار الطرفان خلال اللقاء الى أن الشعبين السوري والعراقي "يخوضان المعركة نفسها في وجه الارهاب وداعميه", مشددين على "ضرورة استمرار وتوسيع التعاون بين البلدين في مواجهة التنظيمات الارهابية". وفي سياق متصل كشف مسؤول أمني عراقي أن اللقاء الذي جمع الأسد بالفياض في دمشق أمس يحمل في طياته ثلاث رسائل مهمة الأولى هي من الإدارة الأميركية، إذ إن الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الدفاع الأميركي إلى بغداد آشتون كارتر كانت في جزء منها تتعلق بهذه الرسالة التي طلبت الإدارة الأميركية تقديمها إلى القيادة السورية. وبينما لم يكشف المسؤول الأمني عن فحوى الرسالة الأميركية، فإن «المسألة الثانية التي تقف خلف الزيارة هي التنسيق بين بغداد ودمشق من أجل تحرير المعابر الحدودية بين البلدين المحتلتين من قبل تنظيم داعش الإرهابي مثل الوليد والتنف. وفي ما يتعلق بالمسألة الثالثة، أوضح المسؤول الأمني أن الأسد كان يطالب بإرسال مزيد من عناصر كتائب أبو الفضل العباس للقتال هناك من أجل حماية المراقد الشيعية المقدسة، غير أن القيادة العراقية أوضحت أنها ستتوقف عن ذلك للحاجة إليهم في تحرير المناطق العراقية من تنظيم داعش، لا سيما بعد أن بدأت القوات العراقية تحقق تقدما في جبهات القتال وتحتاج إلى قوات تتقدم وأخرى تمسك الأرض. بحسب المسؤول. وفي ذات السياق كشف موقع “وللا” الإسرائيلي النقاب عن أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يجري اتصالات مع روسيا بشأن الملف السوري، مشيرا إلى أن الأميركيين يميلون بشكل واضح إلى التوصل لحل للأزمة السورية يقوم على إبقاء الرئيس السوري الأسد في موقعه كرئيس لسوريا. ونوه المركز، في تقرير نشره أول أمس، في تحقيق موسع حول مستقبل الأوضاع في سوريا بعد الاتفاق مع إيران، إلى أن أوباما بات يعي أن إبقاء الريس بشار الأسد في سدة الحكم هو أفضل الخيارات في الأوضاع الحالية القائمة، مشيرا إلى أن البديل عن الأسد سيكون سيطرة الجماعات الإسلامية المتطرفة، التي ستهدد المنطقة بأسرها. وأشار المركز إلى أن دوائر صنع القرار في تل أبيب تتفق مع التوجه الأميركي الروسي. وفي جانب اخر أكد المبعوث الأميركي الجديد إلى سوريا مايكل راتني أن الولايات المتحدة متمسكة بالوقوف إلى جانب الشعب السوري. وأضاف في كلمة مصوّرة بثها على صفحة السفارة الأميركية في دمشق على فيسبوك، بمناسبة تسلّمه المنصب الجديد "أن أربع سنوات محزنة مرت من القصف ..." قد أدت إلى حالة لا يمكن وصفها من الألم والمعانة للشعب السوري". وأوضح أن التحديات كبيرة، لكنه ملتزم بمساعدة السوريين لتحقيق الأمن والازدهار بعد أربعة أعوام من الحرب.