[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/fayzrasheed.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]د. فايز رشيد[/author]
”معركة الأسرى الفلسطينيين تنصب أساساً على تحسين ظروف اعتقالهم، وهي القاسية، والتي تهدف إلى قتل الأسرى بطريقة الموت البطيء، فهم يعيشون الاكتظاظ والظروف الحياتية الصعبة في مجالات الحريات، والتغذية، وقلة العلاج ورداءته، ومنع إدخال الكتب ومنع سماع البرامج في الإذاعات، ورؤيتها في الفضائيات، وتجريب الأدوية عليهم،”
ــــــــــــــــــــــــ
أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين: أن وحدة القمع الخاصة باقتحام السجون والتنكيل بالأسرى، اعتدت بالضرب صباح يوم (الثلاثاء 28 يوليو الحالي)، على الأمين العام للجبهة الشعبية الأسير احمد سعدات، الموجود حاليا في سجن نفحة، والذي يتعرض لهجمة مسعورة ارتفعت وتيرتها في اليومين الماضيين وما زالت مستمرة.
من جانبها قالت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى في بيان صادر عنها: قامت صباح الثلثاء (ذات التاريخ) إدارة سجن نفحة الفاشية بالضرب والتنكيل بأسرانا الأبطال وبالقائد الأمين العام للجبهة الشعبية الأسير احمد سعدات، وأضافت: إننا إذ نُحمّل إدارة السجون الصهيونية القمعية، المسئولية الكاملة عن حياة أسرانا البواسل والقائد سعدات، ندعو جميع أبناء شعبنا إلى التصدي بكل الوسائل المتاحة للعدوان الصهيوني المستمر على السجون، وأن الكتائب لن تقف مكتوفة الأيدي أمام ما يتعرض له أسرانا وعلى رأسهم أمين عام الجبهة، مؤكدة: أن المسئولية الوطنية تستدعي صياغة خطة وطنية شاملة لإسناد الأسرى في مختلف المحافل الإقليمية والدولية، والعمل ميدانياً بمختلف الأشكال لإجبار العدو الصهيوني على إطلاق سراحهم.
من جانبه اشار عيسى قراقع، المسؤول عن ملف الأسرى الفلسطينيين في السلطة الفلسطينية: إلى أن الأوضاع في سجني "ريمون" و "بئر السبع" ما زالت ملتهبة أيضا، حيث أقدمت إدارة سجن ريمون على إخراج (70) أسيرا من أجل نقلهم إلى سجن عوفر، وتم ذلك بشكل قمعي استفزازي. وبعد رفض عدد من الأسرى الخروج، تم اقتحام الغرف من قبل وحدات "المتسادة"، وضرب الأسرى وإخراجهم بالقوة. وأضاف "أنه بالأمس اقتحم اكثر من الف شرطي هذا السجن، وحشروا الأسرى في بعض الغرف والاماكن الضيقة، ونتيجة ذلك أعلن أسرى حركة فتح إغلاقهم للأقسام، ورفضوا الخروج إلى الساحات لإجراء ما تدعيه إدارة السجن: بضرورة تفتيشات أمنية، كما اعلنوا بأن هذه الخطوة تأتي كذلك، في سياق رفض الاعتداء على إخوانهم الأسرى في سجن نفحة، والتي تأتي تزامنا مع ما يتعرضون له في سجن ريمون ولنفس الأسباب. بدوره اكد نادي الاسير الفلسطيني: بأن أسرى الجبهة الشعبية في كافة سجون الاحتلال هددوا بالانتقام احتجاجا.
معركة الأسرى الفلسطينيين تنصب أساساً على تحسين ظروف اعتقالهم، وهي القاسية، والتي تهدف إلى قتل الأسرى بطريقة الموت البطيء, فهم يعيشون الاكتظاظ والظروف الحياتية الصعبة في مجالات الحريات، والتغذية، وقلة العلاج ورداءته، ومنع إدخال الكتب ومنع سماع البرامج في الإذاعات، ورؤيتها في الفضائيات، وتجريب الأدوية عليهم، وإصابة بعضهم بالأمراض المزمنة الخطيرة والعاهات الدائمة، وصعوبة زياراتهم من قبل ذويهم، فسلطات السجون الصهيونية تضع حاجزين من الأسلاك المشبكة، بينهما مسافة متر وما يزيد، الأمر الذي لا يسمح للطرفين بالتحقق السليم من وجه الآخر/الآخرين.
ولعل من أخطر الطرق التي تتبعها إسرائيل مع المعتقلين الفلسطينيين هي: محاربتهم نفسيًّا من خلال الحجز لسنوات طويلة في الزنازين الانفرادية، ومنع الزيارات عنهم، واستعمال وسائل التعذيب النفسي بحقهم، الأمر الذي يؤدي إلى اصابتهم بأمراض نفسية مزمنة. لقد أظهرت الإحصائيات المتعلقة بشؤون الأسرى مؤخراً أن: ما يزيد على مليون شخص من الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، تم اعتقالهم في السجون الإسرائيلية، الأمر الذي يعني أن كل عائلة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، منها فرد، تم سجنه، ومر في تجربة الاعتقال.
منذ عام 1967 فإن المئات من المعتقلين استشهدوا في المعتقلات الصهيونية، التي تذكر بمعسكرات الاعتقال النازية والفاشية. من السجينات أيضاً من جرى اعتقالهن في فترات الحمل، ولادتهن كانت ولا تزال تتم في ظروف قاسية في غرفة (يطلق عليها زوراً اسم: مستشفى) في السجن، يشرف عليها ممرض، والمولود يبقى مع أمه في السجن. هذه هي ظروف حياة أسرانا في المعتقلات الإسرائيلية. إسرائيل تقترف وسائل العقاب الجماعي بحق المعتقلين، فكم من مرة أحضرت سلطات السجون، قوات حرس الحدود، التي يهجم أفرادها عليهم بالأسلحة الرشاشة والعصيّ، والقنابل المسيلة للدموع وغيرها من الوسائل، لا لشيء، فقط لأن المسجونين يطالبون بتحسين ظروف اعتقالهم.
آلاف من المعتقلين الفلسطينيين موقوفون بموجب القوانين الإدارية، هذه القوانين تعتبر من مخلفات الاحتلال البريطاني. بموجب هذه القوانين يتم توقيف المعتقل إلى ما لا نهاية، فبعد كل سنة اعتقال، يتم تجديد سنة اعتقال أخرى، وهكذا دواليك. الغريب أن إسرائيل تروّج: بأنها دولة "ديموقراطية".
رغماً عن العدو وقمعه ومخططاته وأساليبه الفاشية وهجوماته المتعددة عليهم، استطاع أسرانا تحويل معتقلاتهم إلى مدارس نضالية تساهم في رفع وتيرة انتمائهم وإخلاصهم لشعبهم وقضيته الوطنية، فيزداد المعتقل إيماناً بعدالتها، وإصراراً على تحقيق أهداف شعبنا في الحرية والكرامة والعودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة كاملة السيادة. رغم الانقسام الفلسطيني، فإن المعتقلين الفلسطينيين موحدون، إن في حرصهم على تحقيق الوحدة الوطنية بين المنتمين لكافة التنظيمات الفلسطينية أو في مجابهتهم لمخططات العدو الصهيوني، الذي يستهدف كسر إرادتهم أولاً وأخيراً.
يتوجب أن تصبح قضية الأسرى الفلسطينيين، قضية الشعب الفلسطيني والأمة العربية بأسرها، وأن تقوم المنظمات المعنية الفلسطينية والعربية، بطرح قضيتهم عالياً على الساحة الدولية، وهذه أبسط حقوقهم علينا.
التحية لصمودهم .. المجد لكبريائهم الفلسطيني الكنعاني العربي الأصيل، ولتعانق هاماتهم شمس الحرية. نعم هؤلاء أقمارنا المحلقة في سماء الظلمة. نقول لهم: كل جماهيرنا الفلسطينية والعربية وأصدقاء قضيتنا مع قضيتكم.. أنتم من يُعلمنا الصمود.