الجزائر ـ وكالات: أعلن رئيس الوزراء الجزائري عبدالمالك سلال ان الرئيس المنتهية ولايته عبدالعزيز بوتفليقة سيترشح للانتخابات الرئاسية المقررة في 17 أبريل، بحسب ما جاء في شريط اخباري للتلفزيون الجزائري الرسمي. وجاء في شريط التلفزيون "الوزير الاول يعلن عن ترشح رئيس الجمهورية رسميا للانتخابات المقبلة".
واعلن سلال ترشح بوتفليقة في تصريح في وهران (450 كلم غرب الجزائر) على هامش افتتاح "الندوة الأفريقية للاقتصاد الاخضر".
من جانبها اعلنت رئاسة الجمهورية الجزائرية ان بوتفليقة اودع لدى وزارة الداخلية طلب ترشحه وسحب وثائق جمع التوقيعات للانتخابات الرئاسية.
وتسبب غياب الرئيس الذي عاد الى الجزائر بعد 80 يوما من العلاج في المستشفى العسكري فال دوجراس ثم مؤسسة انفاليد المتخصصة، في صراع في المؤسسة العسكرية دفع ثمنه قادة مهمين في المخابرات.
واضطر بوتفليقة للتدخل ببيان رئاسي قبل خمسة ايام لوضع حد لهذا الصراع في هرم السلطة وندد بما وصفه بأنه "عملية مدروسة" لضرب استقرار الجيش والمخابرات والرئاسة، قبل شهرين من الانتخابات الرئاسية.
وبعدها اصدر بوتفليقة تعليمات عبر بيان رئاسي ايضا يدعو فيه الحكومة الى تنظيم انتخابات رئاسية نزيهة "لا يرقى الشك إلى مصداقيتها"، في مسعى منه لطمأنة المعارضة.
وبخلاف المرات السابقة لم يعلن بوتفليقة ترشحه بصفة مباشرة وانما كلف رئيس الوزراء الذي هو في نفس الوقت رئيس اللجنة الحكومية لتحضير الانتخابات، بإعلان ترشحه على هامش "ندوة أفريقية حول الاقتصاد الاخضر" في وهران غرب الجزائر.
وقال سلال ان "الرئيس بصحة جيدة ولديه كل القدرات العقلية والرؤيا الضرورية لتحمل هذه المسؤولية"، بحسب وكالة الانباء الجزائرية.
واضاف "ان الرئيس اعطى كل شيء للجزائر وسيواصل العطاء وانه من الضروري اخذ بعين الاعتبار مصلحة البلد والاستقرار والتنمية".
واوضح سلال ان الرئيس لن يقوم بحملة انتخابية فهو" ليس ملزما بفعل كل شيء وأن اعضاء لجان المساندة يمكنها التكفل بالعملية".
وانتقد رئيس الحكومة الاسبق ومرشح الانتخابات الرئاسية المقبلة علي بن فليس اعلان سلال لترشح بوتفليقة، كما جاء في بيان لحملته الانتخابية.
وقال متحدث باسم حملته الانتخابية، حمزة عبيد "من المدهش ان يتم هذا الاعلان من طرف رئيس اللجنة الوطنية لتحضير الانتخابات الذي يفترض ان لا ينحاز لاي طرف".
وكان سلال مديرا للحملة الانتخابية لبوتفليقة في 2004 و2009 وعين رئيسا للوزراء في 4 سبتمبر 2012 خلفا لاحمد اويحيى.
من جهة أخرى يتجه بوتفليقة نحو تعيين وزير الطاقة والمناجم الحالي يوسف يوسفي في منصب رئيس الوزراء خلفا لعبدالمالك سلال الذي سيتنحى من منصبه للتفرغ لإدارة الحملة الانتخابية لبوتفليقة.
وأكدت مصادر أن يوسفي سيحتفظ بمنصبه الحالي في الحكومة وان هذا التغيير لن يتم قبل 12 مارس المقبل.
وكان سلال قد عين مديرا للحملة الانتخابية للرئيس بوتفليقة عامي 2004 و2009.
في غضون ذلك اعتقلت الشرطة الجزائرية ناشطين كانوا يعتزمون تنظيم تجمعا لمعارضة ترشح بوتفليقة امام مقر جامعة الجزائر 2 ببلدة بوزريعة في أعالي العاصمة الجزائرية.
وأفادت مصادر اعلامية بان المعتقلين تم اقتيادهم الى مركز الشرطة قبل موعد اقامة التجمع.
وكانت مجموعة من الشباب من مختلف الحساسيات السياسية دعت عبر مواقع التواصل الاجتماعي الى التظاهر لمعارضة استمرار الرئيس بوتفليقة في الحكم والدعوة الى احترام الدستور.
على صعيد آخر فكك الأمن الجزائري شبكة دولية لدعم وإسناد الجماعات الإرهابية مكوّنة من 11 شخصا بينهم اثنان من جنسية فلسطينية وسورية.
أظهرت تحقيقات الأمن أن الشبكة التي تواجه عدة تهم، أبرزها تمويل وتشجيع جماعات إرهابية دولية والتزوير واستعمال المزور في محررات رسمية وإدارية، إلى جانب النصب والاحتيال على شركات جازي وأوريدو وموبيليس للهاتف المحمول، كانت تدعم المجموعات المسلحة بمدينة البليدة القريبة من العاصمة الجزائر وضمان اتصالها بجماعات إرهابية دولية وكذا ممارسة نشاطات تمس بأمن الدولة.
وكشفت صحيفة "الخبر" في عددها الصادر أمس عن أن أفراد الشبكة كانوا يقومون بتزوير الوثائق الإدارية للاحتيال على متعاملي الهاتف المحمول بالجزائر، باقتناء شرائح واستعمالها في ربط الاتصالات مع جماعات إرهابية دولية، وهي المعلومات التي كشفت خيوط القضية التي انتهت بتحديد هوية المشتبه فيهم وتوقيفهم تباعا.
وبينت التحقيقات أن الشبكة يقودها فلسطيني يتواجد رهن الحبس المؤقت رفقة سبعة آخرين، فيما وضع ثلاثة أشخاص تحت الرقابة القضائية في انتظار المحاكمة.