القاهرة ـ العمانية:
تعد الاسكندرية واحدة من أشهر مدن العالم ودرة مصر الثمينة ومفخرتها السياحية في مختلف بقاع الأرض وهي من مدن العالم القليلة التي تحوي كما هائلا من معالم الجذب السياحي وتلقب (بعروس البحر الأبيض المتوسط). وتقع مدينة الاسكندرية عل ساحل البحر الأبيض المتوسط وسميت بهذا الاسم نسبة الى الاسكندر الاكبر الذي أمر بانشائها عام 332 ق.م وصارت عاصمة لمصر الاغريقية الرومانية ومركزا للثقافة والحضارة ، وساعد مركزها الجغرافي على جعلها مقصدا لمئات الالاف من الزوار لقربها من الدول الاوربية ومن بلدان المغرب العربي وشمال إفريقيا بجانب طقسها الجميل صيفا مما يجعلها متنزها لقاصديها عند اشتداد قيظ الصيف. وتعتبر الاسكندرية مركزا لالتقاء الحضارات المختلفة وكان من الطبيعي ان تمتلئ المدينة بالمتاحف والآثار التي تعود للعصور المختلفة فرعونية ويوناينة رومانية وكذلك الاثار القبطية والاسلامية ، ولكثرة ما تزخر به من معالم فهي تجذب مختلف السياح سواء القادمين للتعـرف عـلى التـاريخ عبر الآثار والمتاحف أو الراغبين في قضـاء إجازة للتمتع بالمياه والرمال ونسيم البحر. ومن أشهر ما تزخر به المدينة متحف الاسكندرية القومي الذي كان قصرا لاحد اثرياء الاسكندرية والذي بني على الطراز الايطالي وظل مقيما به حتى عام 1954م ثم باعه للسفارة الامريكية وظل مقرا للقنصلية الامريكية حتى اشتراه المجلس المصري للاثار عام 1996م ثم قام بترميمه وتجديده وتحويله الى متحف مع بداية الالفية الثالثة و تم افتتاحه في سبتمبر 2003م.ويحوي متحف الاسكندرية القومي 1800 قطعة اثرية تشمل جميع العصور بدءا من الدولة القديمة وحتى العصر الحديث وتصور تلك القطع حضارة مصر وثقافتها وفنونها وصناعاتها خلال هذه العصور وقد تم احضار هذه القطع الاثرية من عدة متاحف منها المتحف المصري والمتحف الاسلامي والمتحف القبطي بالقاهرة والمتحف اليوناني الروماني والاثار الغارقة والاثار الاسلامية بالاسكندرية ومن اهم القطع الموجودة مجموعة من الاواني عثر عليها بهرم الملك "زوسر" . وهناك المتحف اليونانى الروماني الذي تبلورت فكرة إنشائه عام 1891م وذلك لحفظ آثار مدينة الاسكندرية وانتهى العمل في المتحف بصورة متكاملة عام 1895م حيث افتتحه الخديوي عباس حلمي الثاني وكان عدد قاعاته11 قاعة ونتيجة للنشاط الاثري وتزايد الاكتشافات زادت عدد قاعاته حتى وصلت إلى 25 قاعة ، ويضم المتحف بعض الآثارالتي تعود إلى العصر اليوناني الروماني وبعض الآثار الفرعونية وقد كشف المتحف عن مقبرتين هامتين احداهما من العصر البطلمي عثر عليها بمنطقة سوق الورديان والاخرى ترجع الى العصر الروماني وقد تم قطعهما ونقلمها الى حديقة المتحف ويحتوىي المتحف على عدة قاعات كل قاعة تضم مجموعة من الآثار لعصور مختلفة. كما تشتهر الاسكندرية بمتحف المجوهرات الملكية الذي يطلق عليه " قصر المجوهرات " نظرا لوجوده في المبنى الذي كان قصرا لإحدى أميرات أسرة محمد علي بحي "جليم" وبني على طراز المباني الأوروبية من الناحية المعمارية وهو يتكون من جناحين شرقي وغربي يربط بينهما ممر مستعرض ويتكون كل من الجناح الشرقي والجناح الغربي من طابقين كما يحيط بالمبنى حديقة تمتلئ بالنباتات والزهور وأشجار الزينة. وليس اشهر من قلعة "قايتباي" بالاسكندرية التي أقيمت في موقع منار الاسكندرية احدى عجائب الدنيا سابقا ، وبنيت من الحجر الجيري مع بعض الكتل الجرانيتية في أماكن متفرقة من البناية وتقع في نهاية جزيرة "فاروس" بأقصى غرب الإسكندرية وتأخذ القلعة شكل المربع على 150مترا في130مترا ويحيط بها البحر من ثلاث جهات. وتحتوي القلعة على الأسوار والبرج الرئيسي وتنقسم الأسوار إلى سور داخلي وآخر خارجي ويشمل السور الداخلي ثكنات الجند ومخازن السلاح أما السور الخارجي للقلعة فيضم في الجهات الأربع أبراجا دفاعية ترتفع إلى مستوى السور باستثناء الجدار الشرقي يشتمل على فتحات دفاعية للجنود ، ويحتوي الطابق الأول على مسجد القلعة الذي يتكون من صحن وأربعة إيوانات وممرات دفاعية تسمح للجنود بالمرور بسهولة خلال عمليات الدفاع عن القلعة و كان لهذا المسجد مئذنة ولكنها انهارت مؤخرا بينما يحتوي الطابق الثاني على ممرات وقاعات وحجرات داخلية فيما يضم الطابق الثالث حجرة كبيرة بها مقعد السلطان قايت باي ليجلس فيه لرؤية السفن عن بعد من الإسكندرية يغطيه قبو متقاطع. كما تتميز الإسكندرية بكثرة شواطئها ما بين المعمورة شرقا وحتى العجمي غربا بطول يقارب 24 كيلو مترا كما اكسبها شهرتها كمصيف يقصده السياح من سكان الدول العربية حيث يوجد بها أكثر من 35 شاطئا ما بين شواطئ سياحية وشواطئ مميزة وشواطئ مجانية على طول ساحل الإسكندرية ومنطقة العجمي. ولا يجب ان يفوت الزائر للاسكندرية الذهاب إلى حدائق (المنتزه الملكية) وهي مجموعة من الحدائق الزاخرة بالكثير من الأشجار والزهور ومساحتها 370 فدانا وذلك في حي المنتزة شرق المدينة وتطل على خليج يعرف باسم خليج المنتزه ويوجد بها خمسة شواطئ للسباحة بينهما شاطئان خاصان إضافة الى قصر المنتزه الملكي الرئيسى الذي بني على الطراز الفلورنسي الإيطالى وأيضا قصر "السلاملك" الذي تحول فيما بعد الى فندق فخم . وتتميز حدائق المنتزه بأشجارها العتيقة والزهور النادرة وأقيمت هذه الحدائق منذ أكثر من مائة عام حيث أمر الخديوي عباس حلمي الثاني ببنائها ويوجد داخلها منشآت سياحية أنشئت بعد لخدمة رواد الحدائق من العامة ومنها مطاعم ومركز سياحي متكامل وملاعب وشاليهات . ويوجد بالاسكندرية ايضا متحف ومعهد الأحياء المائية الذي انشئ للأشراف العلمي والفني على المصايد ولدراسة أحياء البحار والبحيرات المصرية من أسماك ونباتات وأسفنج وأصداف ويضم عدة معامل ومكتبة وأحواضا للأسماك ونباتات البحار والمياه العذبة ، وهناك ايضا مركز المنتزه للرياضات المائية الذي بدأ نشاطه عام 1986 لممارسة كافة الانشطة والرياضات المائية من سباحة وغوص وألواح شراعية وتجديف وصيد بالاضافة لكافة الالعاب الترفيهية المائية لجميع الاعمار. وتفخر الاسكندرية بمساجدها الشهيرة التي شكلت جزءا من تاريخ مصر ومن ابرزها مسجد القائد إبراهيم في منطقة محطة الرمل ويشتهر الجامع بمئذنته الطويلة ويعود تاريخ بنائه إلى عام 1948م ، وقام بتصميم المسجد مهندس روسي شغل منصب كبير مهندسى الاوقاف وقد تم انتقاء الزخارف له من عصور مختلفة وبمئذنة رشيقة مرتفعة والتي تتميز عن دونها ايضا بوجود ساعة فيها ويوجد بجانب الجامع دار مناسبات تابعة للمسجد ويطل على البحر وعلى حدائق جميلة فضلا عن ذلك ميدان محطة الرمل الشهير . كما تضم الاسكندرية مساجد شهيرة اخرى كمسجد النبي دانيال و مسجد عبد الرحمن بن هرمز و مسجد الطرطوشي ومسجد الإمام البوصيري ومسجد العطارين ومسجد تربانة ومسجد الإمام الشاطبي.