[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/waleedzubidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]وليد الزبيدي[/author]
ذات الصور، أشلاء الجثث من الأطفال والنساء والشيوخ تتناثر في العديد من مدن العراق، صواريخ عراقية وعربية وتحالفية تنهمر على هؤلاء فتحيلهم اشلاء ممزقة.
بالأمس عشرات القتلى في مدينة الرطبة غرب العراق وقبلها بساعات في الرمادي والحويجة والفلوجة والكرمة ومناطق عديدة أخرى من العراق.
بالأمس، كنا نشتم ونلعن المحتل الأميركي عندما ارتكب جنوده مجزرة ساحة النسور وقتلوا العشرات وسط بغداد، وطائراتهم قصفت الاحياء السكنية في الكثير من مدن العراق، وصوبت احدى المروحيات صواريخها على مراسل صحفي في احد احياء بغداد وقتلته في الحال، وعندما حاول بعض سكان حي بغداد الجديدة انقاذ حياة الجرحى اطلق الطيار الأميركي المجرم الصواريخ وقتل جميع الابرياء، وبالقرب من ذات المكان في احد احياء بغداد ايضا يٌسقط احد الطيارين قنبلته على حيّ سكني ليقتل العشرات من الابرياء، حصل هذا قبل اسابيع ببغداد، وتأسفت الحكومة وقالت إنه قد اخطأ وربما حصل قتل العراقيين الجماعي بسبب "خلل فني" وتم طي صفحة الضحايا، وفي تفاصيل المشهد تجد نفس سلوكيات الطيارين الأميركيين الذين عاثوا قتلا وتذبيحا بالعراقيين.
مجزرة رهيبة ارتكبها جنود المارينز في مدينة حديثة عام 2007 ، دخل قطيعهم المجرم بيوت الامنيين وهم نيام فقتلوا الجميع بالاطلاقات وذبحا بالحراب، ولو لم تكن طفلة بريئة مختبئة في احد زوايا الدار لما عرف احد بتفاصيل الجريمة، وفي جنوب بغداد اغتصب المارينز الوحوش المجرمين الطفلة عبير الجنابي واحرقوها واهلها داخل البيت، وارتكب هؤلاء الاف الجرائم في مدن العراق، ويتكرر ذات المشهد اليوم، تصب طائرات عراقية صواريخها على رؤوس الامنيين، مستهدفة النازحين الهاربين من بيوتهم، فتتناثر اجساد النسوة والشيوخ والاطفال في مناطق كثيرة، وتأتي طائرات عربية واخرى أميركية وبريطانية وفرنسية التي تم تصميمها لابادة مدن آهلة بالسكان وتفعل فعلها الوحشي الاجرامي دون رادع أو وازع.
الغريب في الأمر، أن هناك الاف المنظمات في العراق التي تضع في عناوينها أنها تدافع عن حقوق الإنسان واخرى تقول إنها تفضح الانتهاكات التي ترتكب بحق المدنيين، وهناك رجال قانون وعناوين كثيرة اخرى، لكنها جميعا تعبر عن "غبطتها" بهذه الجرائم عندما تلتزم الصمت ولا ترفع صوتا ولا تقول كلمة استنكار واحدة.
هذه مشاهد دموية تواصلت منذ دخول قوات الغزو الأميركي العراق عام 2003 ، وحرصت على تربية قوات الجيش والأجهزة الأمنية التي انشأتها على نفس اخلاقياتهم وسلوكياتهم، وهذا ما نراه اليوم في حفلات الذبح اليومي بحق العراقيين، دورياتهم المدججة بالأسلحة الفتاكة تقتل ومدافعهم تقصف وتقتل وطائراتهم تصبب حمم صواريخها وبراميلها المتفجرة وجثث الابرياء تتطاير في كل يوم.