(مجلس الأمن) يدين الجريمة ويصفها بالعمل الإرهابي

القدس المحتلة:
أفاد وزير الصحة جواد عواد، بأن الحالة الصحية للمصابين من عائلة دوابشة الذين حرق المستوطنون منزلهم فجر أمس الاول، بقرية دوما قرب نابلس لا تزال خطرة. وأضاف عواد في تصريح صحفي من داخل مستشفى 'تل هاشومير' الذي ترقد فيه الأم دوابشة وابنها أحمد، أن الحالة الصحية للأم خطرة للغاية، فيما حالة طفلها مستقرة.
وأشار إلى أن الحالة الصحية للأب سعد دوابشة الذي يرقد في مستشفى 'سوروكا' ببئر السبع حرجة، مؤكدا أن الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء رامي الحمد الله، يتابعان بشكل مباشر التطورات على الحالة الصحية للعائلة. وكان وزير الصحة توجه صباح أمس لمستشفيي 'سوروكا وتل هاشومير' للاطمئنان والاطلاع عن كثب على الحالة الصحية للمصابين من عائلة دوابشة. وقالت المواقع العبرية المختلفة بأن الوضع الصحفي لاسعد دوابشة وزوجته ريهام وابنهما احمد الذين يتلقون العلاج في مستشفى اخذ بالتدهور.
ووصف موقع هآرتس الالكتروني على سبيل المثال الوضع الصحي لأفراد العائلة التي سقطت ضحية عملية ارهابية نفذتها مجموعة ارهابية يهودية، اشعلت النار في منزل العائلة في قرية "دوما" جنوب نابلس ما بين الصعب والميئوس منه. وتحدثت المصادر عن زيارة قام بها وزير الصحة الفلسطيني لافراد الاسرة دون ذكر تفاصيل.
فيما كشف وزير العدل المستشار سليم السقا، إن نتائج التشريح للشهيد الطفل، اظهرت وجود شحبار في داخل الرغامة مما يؤكد أن الرضيع كان على قيد الحياة عندما أحرق، وان تقرير اكد أن سبب الوفاة يعود للحروق النارية ومضاعفاتها. وبين السقا في بيان صحفي، ان نتائج التشريح اشارت إلى أن جثمان الشهيد كان متفحما وأن معالم الطفل كانت مختفية بسبب شدة التفحم وأن جزء من الأطراف العلوية والسفلية للطفل الشهيد كانت مختفية بسبب شدة التفحم والحروق، كما أن جزءًا من القفص الصدري وأجزاء من الرئة في حالة ذوبان وتفحم.
وشدد وزير العدل بأن ما حدث هو جريمة نكراء نتيجة سياسة الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة الداعمة للمستوطنين ولأعمالهم الارهابية وللاستيطان وأجواء التحريض ضد العرب الأمر الذي سيؤدي إلى زيادة العنف والتوتر في المنطقة. وناشد وزير العدل الأهالي بضرورة التعاون مع طواقم الطب الشرعي للقيام بواجبهم القانوني في تشريح الجثة واعداد تقرير الطبي الشرعي في هذه الحالة والحالات المماثلة حتى يتم توثيق هذه الجرائم من أجل معاقبة الفاعلين وعدم افلاتهم من العقاب.
من جهة اخرى قالت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال - فلسطين، إن سياسة الإفلات من العقاب التي يتمتع بها المستوطنون وجنود الاحتلال الإسرائيلي، هي التي شجعت المستوطنين على حرق الرضيع علي دوابشة وأسرته وهم أحياء، فجر يوم الجمعة في قرية دوما بمحافظة نابلس.
وقال شاهد العيان إبراهيم دوابشة في إفادته للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، إنه سمع أصوات استغاثة صادرة من منزل جاره سعد دوابشة في حوالي الساعة الثانية فجرا، وعندما هب للمساعدة شاهد شخصين ملثمين ينحنيان صوب المواطن سعد دوابشة وزوجته رهام وهما يحترقان، فيما بدا أنهما يتحققان من موتهما، في حين سمعت أصوات استغاثة صادرة عن طفل داخل المنزل المحترق. وأضاف: "رأيت جاري سعد ملقى على الأرض مشتعلا، وكان بالقرب منه شخص طوله تقريبا 170 سم يرتدي قناعا أسود اللون مع فتحات على الأعين والفم وقميصا أسود وبنطال جينز كحلي اللون، ورأيت رجلا آخر بنفس المواصفات تقريبا بالقرب من رهام التي كانت ملقاة خارج المنزل مشتعلة أيضا". وبين شاهد العيان أن الملثمين اتجها نحوه جريا عندما تنبها لوجوده، ففر باتجاه منزله الذي يبعد حوالي 25 مترا عن المنزل المحترق وقام بالاستغاثة بأشقائه ووالده، وعندما عادوا لم يجدوا أحدا وقاموا بإنقاذ سعد وزوجته وطفلهما أحمد البالغ من العمر أربع سنوات، بالتعاون مع الأهالي الذين هبوا للمساعدة، في حين باءت محاولة إنقاذ الطفل علي (18 شهرا) بالفشل لكثافة النيران.
وذكرت مصادر إعلامية أن المهاجمين فرا من ساحة الجريمة باتجاه مستوطنة "معاليه أفرايم" وهي واحدة من ثلاث مستوطنات تحيط بقرية دوما. وأوضح دوابشة أن طواقم الدفاع المدني هي من أخرج جثمان الرضيع علي وقد كان متفحما بالكامل، بعد أن استغرقت عملية إخماد الحريق 10 دقائق تقريبا.
وأشار إلى احتراق منزل المواطن مؤمن رشيد دوابشة، أيضا، الملاصق لمنزل سعد، إلا أنه كان خاليا لحظة احتراقه، مبينا أنه شاهد عبارات باللغة العبرية خطت على جدران المنزلين، منها "يعيش الملك المسيح". نقلت عائلة المواطن سعد دوابشة إلى مستشفى رفيديا في مدينة نابلس، ومن ثم جرى تحويلها إلى مستشفيات داخل أراضي عام 1948، وحسب بيان صادر عن وزارة الصحة الفلسطينية، فإن حالة الوالدين دوابشة خطرة، حيث يعاني الوالد من حروق بنسبة 80%، بينما تعاني الأم من حروق بنسبة 90%، في حين وصفت حالة طفلهم أحمد بالمستقرة.
واعتبر مدير عام الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال خالد قزمار إن هذا الاعتداء يؤكد أنه ما عاد هناك مكان آمن للأطفال الفلسطينيين، حتى في منازلهم، مبينا أن الأطفال عادة ما يكونون ضحايا لهذه الاعتداءات المستمرة والإرهابية على أيدي المستوطنين. وتابع قزمار: "أن انتقاد هذه الأعمال من قبل إسرائيل هو مؤقت ولذر الرماد في العيون تجنبا للانتقادات الدولية، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن سياسات دولة الاحتلال بتشجيع الاستيطان وتوفير الحماية والحصانة لمرتكبي الجرائم بحق الأطفال الفلسطينيين أدت إلى خلق مناخ لتشجيع تنفيذ مثل هذه الأعمال الإجرامية". وأشار قزمار إلى حادثة مهاجمة مستوطنين صباح أمس السبت لمزارعين في قرية قصرة جنوب نابلس، قائلا "إن هذا يؤكد على أن المستوطنين مستمرون في اعتداءاتهم برعاية وحماية جنود الاحتلال، وكذلك قتل الطفلين ليث الخالدي(15 عاما) من مخيم الجلزون، ومحمد المصري (16 عاما) من بيت لاهيا، على يد جنود الاحتلال، يؤكد أن كل تصريحات القادة الإسرائيليين تضليلية". ويذكر أن حكومة الاحتلال وافقت الأسبوع الماضي على بناء 504 وحدات استيطانية في القدس الشرقية و300 وحدة في مستوطنة "بيت إيل" بالضفة الغربية.
وتشير إحصائيات مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إلى توثيق ما يقارب من 2500 اعتداء من قبل المستوطنين منذ عام 2006، من ضمنها 324 في عام 2014 لوحده. وفي تقرير تم نشره في شهر مايو 2015، أكدت منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية "ييش دين" أن الشرطة الإسرائيلية أغلقت ما نسبته 85% من التحقيقات في اعتداءات نفذها مستوطنون بحجة "الفشل" في تحديد الجناة، أو لـ"نقص" في الأدلة لتوجيه التهم، وأن 1.9% فقط من الشكاوى التي قدمت من قبل الفلسطينيين ضد اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين تمت متابعتها. وحثت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، مجددا، المجتمع الدولي على العمل من أجل وضع حد لسياسة الإفلات من العقاب وتوفير الحماية الفورية للأطفال الفلسطينيين، مضيفة أن الهجمات المستمرة على المدنيين الفلسطينيين وتحديدا الاعتداءات الإرهابية للمستوطنين غير الشرعيين، وفقا للقانون الدولي، تظهر بوضوح الآثار المدمرة لإصرار المجتمع الدولي على التقاعس عن إلزام إسرائيل بالقانون الإنساني الدولي. وفي ذات السياق أعرب أعضاء مجلس الأمن الدولي، عن غضبهم الشديد، وأدانوا بأشد العبارات الهجوم الإرهابي في قرية دوما في محافظة نابلس في الضفة الغربية، والذي أسفر عن استشهاد رضيع فلسطيني حرقا وإصابة أفراد أسرته.
وعبر أعضاء المجلس في بيان صحفي وفق ما ذكرت وكالة الانباء الفلسطينية وفا، الليلة الماضية، عن تعازيهم وتعاطفهم مع عائلة الضحية من هذا الفعل الشنيع، مؤكدين ضرورة تقديم مرتكبي هذا العمل المؤسف للعدالة. كما أدانوا وبشدة 'جميع أعمال العنف، التي أثرت على كل من الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، معبرين عن قلقهم إزاء التوترات المتزايدة، ودعوا إلى الهدوء فورا'. وحث الأعضاء جميع الأطراف العمل على خفض التوتر ونبذ العنف، وتجنب كل الاستفزازات، والبحث عن الطريق نحو السلام.
وأكدوا أن الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره هو عمل إجرامي وغير مبرر بغض النظر عن دوافعه، في أي مكان، وفي أي زمان، ويجب ألا تكون مرتبطة بأي دين أو جنسية أو حضارة أو جماعة عرقية. في وقت استنكرت كتائب الشهيد عبد القادر الحسيني جريمه حرق الطفل الرضيع علي دوابشة، مبينة إن إرهاب المستوطنين وجيش الاحتلال سيواجه بإرادة فلسطينية لا تقبل الاستسلام والخضوع. وأضافت: "إن من يحرض على قتل أبناء شعبنا وتخريب ممتلكاتهم، وحرق المنازل والمساجد والاعتداء عليها ويطلق العنان لعدوان المستوطنين، عليه أن ينتظر الرد في أي لحظة"، داعياً جماهير شعبنا لإعلان حالة المواجهة والغضب والتصدي لقوات الاحتلال والمستوطنين.
ونزهت الكتائب الى ان المقاومة ستقوم بدورها وواجبها المقدس في الدفاع عن الشعب والأرض، لأن المعركة واحدة والواجب واحد.