بعد مطب شاطئية الأردن

متابعة ـ بدر الزدجالى:
هل تجد طائرتنا المدرج الذي تستطيع من خلاله أن تقلع بكل أريحية أم تبقى التقنية الحديثة سببا في عدم قدرتها على إجتياز حتى المدرج الخليجي ، وهل أنتهى عصر الطائرة العمانية بعد الانجازات التي تحققت بالتحديد على مستوى الشاطئية ، وأيضا على مستوى الصالات ، هذا ما وصلت إليه حالة كرة الطائرة بعد أن كنا نتوقع التطوير والتجديد لهذه اللعبة التي كانت في يوما ما وتحديدا من بعد منتصف التسعينات حتى بداية الألفية كانت لها شعبية ربما غطت على باق اللعبات من بعد كرة القدم ، وأصبح عناصر الطائرة العمانية تحلق عاليا في المشاركات الخارجية ، وتواصل التطوير في الطائرة الذي أستمر حتى السنوات الثلاث الاخيرة ربما ، لتصاب بعدها طائرتنا بأعطال لم يتوقعها أحد.
وإذا كنا في يوما ما نحن من يدير دفة الطائرة الشاطئية بالتحديد ، وكانت المنتخبات العربية تتغنى بالمنتخب العماني وتعمل له ألف حساب ، بل كانت تتمنى أن تلعب معه مباريات ودية لما يتميز به من تطور ومستوى عال في الاداء ، لكن طبيعة الرمال هي هكذا ربما تطاير في محركات الطائرة العمانية وأصابت محركاتها بالعطل ، ولم يكن ذلك العطل مؤقت كما هي العادة ليتم الاصلاح السريع بل لمعالجة كل الأمور ومحاسبة من كان سببا في ذلك الاخفاق الذي أصاب طائرتنا ، ليستمر الحال وتبقى طائرة شواطئنا تتحول من طائرة لها قوتها وذات محركات صامدة إلى طائرة ورقية تتقاذفها الرياح أينما ذهبت دون حراك في أولئك الجالسين على مقاعد المشاهدين لتعود إلينا قبل أيام بسيطه تجر أذيال الخسارة من المشاركة في البطولة العربية بالأردن.
• السقوط في طهران
ما بني على خطأ من المؤكد سوف يسقط سريعا، بعد قصة منتخب الطائرة والتذمر الذي أصاب اللاعبين منذ فترة وليس من الآن بسبب عدم التجمع وغياب الجهاز الفني الذي يتولى مهمة الاشراف على المنتخب، وغياب التخطيط من قبل لجنة المنتخبات واتحاد الكرة بعد ان تعاقد الاتحاد مع المدرب التونسي نجيب العميري لتولي مهمة الاشراف على إعداد الناشئين ولكن ربما إمكانياته أكبر من الصغار ليتولى بعد ذلك مهمة الأشراف على كل المنتخبات ، يعني بصريح العبارة من جاء دوره لمشاركة معينة يتم اسناد المهمة لنفس المدرب ولا نريد أن نقول صاحب البالين .. نقولها يخفق .. ، لأنه بعد ذلك تولى مهمة الاشراف على منتخب الفتيات خلال المشاركة في دورة الآلعاب الخيلجية للمرأة التي أقيمت في السلطنة في شهر مارس الماضي وما حدث حينها بسبب تذمر اللاعبات من المدرب ذاته وعدم جدية التدريبات ، ولم يستمر الحال طويلا حيث طلب للأشراف على منتخب الجامعات الذي كان يستعد لمشاركة خارجية وبالفعل ترك منتخب الفتيات وهذا ليس غريب في سلسلة المنتخبات التي يديرها المدرب ، ليس تحاملا على المدرب وأنما يسأل في هذا الجانب الاتحاد ذاته لأنه هو من يحدد الموقع الذي يجب أن يتواجد فيه المدرب.
وتطور الأحوال في طائرتنا ليصل بها المطاف للإعداد للمشاركة في البطولة الآسيوية للكرة الطائرة التي تدور رحاها الآن في العاصمة الايرانية طهران وكان يفترض النظر إلى هذه المشاركة التي ربما تشفع للمنتخب المشاركة في دورة الألعاب الخليجية التي تقام في أكتوبر بمدينة الدمام السعودية ، وقد وكلت مهمة تدريب المنتخب قبل المشاركة بأقل من أسبوعين تقريبا عن المشاركة للمدرب محمد الشيزاوي ، وهذا ايضا السؤال الذي يطرح نفسه عندما تكون لديك مشاركة على المستوى الآسيوي وتوكل مهمة المنتخب لمدرب مع أحترامنا الكبير للاعب القدير والذي كانت لهو صولات وجولات مع المنتخب ولكن خبرته كمدرب أعتقد لم يحن الآوان بأن يتولى مهمة تدريب المنتخب في هذا التوقيت بالذات ويعود السبب في ذلك إلى اعتذار المدرب الوطني القدير ناصر المقبالي ليكون مساعدا للمدرب الجديد التونسي العميري ، وفي نهاية الأمر فضل المدرب التونسي صاحب الخبرة والامكانيات الذي يحقق لنا البطولات في المرحلة المقبلة أن يعود لمنتخب الناشئين والذي هو الآخر يبدأ غدا مهمة البحث عن النتائج الايجابية في البطولة العربية لمنتخبات الناشئين في تونس يعني فضل التواجد في وطنه وليس بعيدا عنه من المنتخب الأول.
وبالعودة للنتائج التي حققها المنتخب حتى الآن في البطولة الآسيوية في طهران بعد أن خاض مباراته الأولى أمام المنتخب الكوري الجنوبي ليخسر بثلاثة أشواط دون رد بعد أن أنتهى الشوط الاول بنتيجة 19/25 والثاني 17/25 والثالث الذي حاول فيه منتخبنا مجاراة المنتخب الكوري لكن قبضة الشمشون لم ترتخي ليخسر منتخبنا أيضا 27/29 ، ربما قدرات الكوريون تفوق قدرات لاعبي منتخبنا بعد العناصر التي مرت عليها سنوات مع المنتخب يعني لديها الخبرة لكنها أخفقت أمام الكوري ونعذرهم في هذه المباراة لأنها الأولى ونعرف بأن القوة الآسيوية ستكون حاضرة ، وجاء الدور في المباراة الثانية أمام المنتخب الباكستاني الذي نعرفه جيدا نوعا لأننا نتقابل معهم كثيرا وهناك عناصر من لاعبيه في أنديتنا إن لم تكن الآن فهي في السابق لها حضور في الأندية العمانية ، لكن مباراتنا معهم لم تكن أفضل حالا من المنتخب الكوري بل الأسواء حظا بعد أن تلقى المنتخب الخسارة الثانية له وهذه المرة أمام عمالقة باكستان الذي أنهوا الأشواط الثلاثة بكل سهولة بنتيجة 23/25 و21/25 و19/25 ولم تتبق إلا مباراة واحد التي يفترض أن يكون خاضها مساء الأمس امام المنتخب التايلندي.
• ما هو الجديد ..؟!
وبالنظر إلى الاسماء التي يضمها المنتخب الحالي هناك عناصر لها باع في اللعبة وتحديدا مع المنتخب وأنديتها أيضا ولكن ربما التقدم في العمر بدأت تظهر نتائجه على البعض بسبب تراجع اللياقة البدنية وقصر فترة الاعداد وعدم الانتظام في التجمعات التدريبية استعدادا لهذه البطولة التي تضم من العناصر كل من صالح الحمداني وهلال المقبالي ووليد البادي وسعود المعمري وخالد المقبالي وإسماعيل الحيدي وخميس الجابري ويونس العامري ويوسف الشكيلي ورائد إبراهيم الهاشمي ومحمد المقبالي وأيمن أولاد أحمد وأحمد الشيزاوي وماجد الشيزاوي، أما العناصر الادارية والفنية التي ترافق المنتخب فهي مكونه من خالد الجابري وحمد الريامي اداريا وسالم الجامودي مدير المنتخب وأخصائي العلاج الطبيعي أحمد الصقري محمد بن سعيد الشيزاوي مدربا ويساعده علي الحيدي .
ولا نزال في انتظار ما تسفر عنه الطائرة بكل قدراتها الفنية بعد أخفاق منتخب الشاطئية وجاء الدور على المنتخب الأول للصالات وننتظر الأيام القليلة القادمة ما سيقدمه منتخب المستقبل الناشئين ربما سيحلق بهم العميري عاليا من الأجواء التونسية ، وإن غدا لناظريه قريب.
ويتحمل اتحاد الطائرة عبر مجلس ادراته ورئيس لجنة المنتخبات كل تلك المطبات لكرة الطائرة العمانية التي لم تنجح في الاقلاع طوال تلك السنوات منذ تولي المجلس الحالي زمام الاتحاد الذي انشغل كثيرا بانقسامته وصراعاته مع اللاعبين والاجهزة الفنية والاندية وغيرها مما اوجد نوفرا كبيرا لايجاد من يدعمه وفي انتظار النتائج الاخرى لمنتخب الناشئين في الاستحقاقات القادمة.