بحفل إبداعي ضم جمعا غفيرا من مثقفي وأدباء السلطنة
* "القناص" لـ"زهران القاسمي" تصطاد جائزة "أفضل إصدار في الرواية"
* " فاطمة " لـ"عبدالله حبيب" تحصد جائزة "أفضل إصدار شعري"
* "البطاقة الشخصية للعمانيين" لـ"مازن حبيب" تنال جائزة "أفضل إصدار قصصي"
* "هواجس غرفة العالم" لـ"ليلى البلوشية" تستحوز على جائزة "أفضل إصدار للمقال الثقافي"
* "سفر في وردة الغياب" لـ"هاشم الشامسي" يفوز بجائزة "أفضل إصدار في الدراسات والبحوث"
خليفة العبري: لجنة الفرز استبعدت فرع المسرح لعدم وجود منافس له رغم اعترافها بجودة العمل المقدم
صالح العامري: التكريم دافع لإيجاد تواصل ثقافي شعري وحراك أدبي

مسقط ـ (الوطن) :احتفت الجمعية العمانية للكتاب والأدباء بمقرها بمرتفعات المطار مساء أمس الأول بالفائزين بجائزة الإبداع الثقافي لعام 2015م، وتكريم شخصيتي العام الثقافيتين الشاعرين صالح العامري وسالم بن علي الكلباني، وذلك ضمن حفل ثقافي إبداعي رعاه المكرم الدكتور الشيخ الخطاب بن غالب الهنائي، عضو مجلس الدولة، وحضره جمع غفير من مثقفي وأدباء السلطنة.

إصدارات فائزة
في هذا العام من عمر الجائزة الثقافية التي تبنتها الجمعية العمانية للكتاب والأدباء، ذهبت جائزة أفضل إصدار في الرواية للكاتب زهران القاسمي، عن رواية "القناص"، أما جائزة أفضل إصدار شعري فقد ذهبت لإصدار " فاطمة " للشاعر والكاتب عبدالله حبيب، فيما ذهبت جائزة أفضل إصدار قصصي لإصدار "البطاقة الشخصية للعمانيين" للقاص مازن حبيب، وذهبت جائزة أفضل إصدار للمقال الثقافي لإصدار "هواجس غرفة العالم" للكاتبة ليلى البلوشية، فيما ذهبت جائزة أفضل إصدار في الدراسات والبحوث لإصدار "سفر في وردة الغياب" للكاتب والباحث هاشم الشامسي، عن حياة الشاعر والكاتب سماء عيسى.

احتفاء
وتضمن حفل التكريم عددا من الفقرات أهمها كلمة الجمعية ألقاها عضو مجلس الإدارة والمشرف العام على المسابقة القاص خليفة بن سلطان العبري، الذي عبّر من خلالها عن احتفاء الجمعية بالشخصيتين الثقافيتين، الشاعرين صالح العامري وسالم بن علي الكلباني وقال: معظمنا يعرف الشاعر سالم بن علي الكلباني منذ السبعينات من القرن الماضي ولا تزال ذاكرة الكثيرين تحتفظ بصورة ذلك العسكري الشاب الذي يقف صادحاً بالشعر في ساحات الأعياد الوطنية أمام مؤسس وقائد النهضة العمانية الحديثة وفي زمن كان الوطن بحاجة ماسة لبث ذلك الحماس في جبهات الحرب والتنمية والتغيير. وأضاف العبري في كلمته: أما الشاعر والإعلامي صالح العامري كان ولا يزال أحد المؤثرين في المشهد الثقافي العماني لمدة باتت تقترب من الثلاثة عقود ليس فقط بكتاباته الشعرية والنثرية التي ظل يثري بها الصفحات الثقافية المحلية ولكن أيضا ببرامجه الإذاعية الثقافية المميزة التي حرص فيها على تقديم الكثير من المبدعين والمثقفين العمانيين بنفس حرصه على تربية الذائقة الأدبية للمستمع وتعريفه بثقافات العالم وكتابات مبدعيه المتنوعة.
وأشار العبري في كلمته: وقد تقدم للجائزة أكثر من ثلاثين عملاً موزعة على فروع الجائزة الستة وهي: الدراسات والرواية والمسرح والقصة القصيرة والشعر والمقالات الثقافية، إلا أن التنافس انحسر في خمسة فروع بعد استبعاد فرع المسرح، لأن لجنة الفرز لم تستلم سوى عمل واحد وارتأت اللجنة استبعاده لعدم وجود منافس له رغم الاعتراف بجودة العمل المقدم، وكذلك استبعدت لجان التقييم بعض الأعمال التي لم تنطبق عليها شروط المسابقة وقد أحالت لجنة الفرز جميع الأعمال المستلمة الى لجان التحكيم.

دور ثقافي
بعدها ألقى الشاعر صالح العامري كلمة بمناسبة التكريم، والتي تقدم فيها بالشكر للجمعية العمانية للكتاب والأدباء على هذا الاحتفاء والتواصل مع المثقف، موضحا أن مثل هذا التكريم لهو دافع لإيجاد تواصل ثقافي شعري وحراك أدبي مشاهد كما حث الجمعية على السعي قدما لإبراز الكاتب والمثقف العماني.
كما ألقى الشاعر سالم بن علي الكلباني قصيدة بالمناسبة، تفاعل معها الحضور سبقها بكلمة شكر فيها الجمعية على تكريمه مشيدا بالدور الثقافي الذي تقوم به.
بعد ذلك قام المكرم الشيخ الخطاب الهنائي راعي المناسبة بتكريم شخصيتي العام الثقافيتين، وهما الشاعران صالح العامري وسالم بن علي الكلباني.

بيان لجنة تحكيم الرواية
ثم قام الكاتب محمد اليحيائي بإلقاء بيان لجنة تحكيم مجال الرواية والذي شاركه فيها القاص يحيى سلام المنذري، حيث قال اليحيائي: تسلمت اللجنة ست روايات، هي، شهادة من زمن الحرب لمحمد عيد العريمي، ووردة السلطان لمنى النجار والتي تعد السلالم لهدى حمد، وصرخة واحدة لا تكفي لحمود الشكيلي، والقناص لزهران القاسمي، وثورة بورا لخليفة سليمان، وقامت اللجنة بقراءة الأعمال المقدمة، قراءة معمقة ومنهجية مهتدية بالعناصر المعروفة لفن الرواية، مثل:الحكاية أو "الحكائية"، الشكل أو المعمار الروائي، والسرد بتعدد مستوياته وأصواته، الشخصيات وعناية الكاتب بها وبحالاتها النفسية ومستوياتها الاجتماعية والمعرفية وعلاقة ذلك باللغة والخطاب والحوار، وأضاف اليحيائي: وإلى جانب هذه العناصر المشتركة، فقد أولت اللجنة عناية خاصة بالبحث عن المختلف والمميز في هذه الروايات الست، فيما بينها، ولكن أيضا في سياق التجربة الروائية في السلطنة والتجربة العربية في صورتها العامة.
وأشار محمد اليحيائي في حديثه: أن الجديد والمختلف في "الموضوع" الروائي أو الثيمات التي تمت مقاربتها في العمل الروائي، ولقد اشتركت جميع الروايات المقدمة للجائزة في وجود الحكاية، وفي قدرة الراوي "الخارجي والداخلي" على الحكي، لكنها تباينت واختلفت في حساسيتها مع موضوعة "الرواية كفن" لا "ككتابة وحكاية"، وكان الاختلاف والتباين بين بعض الروايات كبيرا، ففي حين سقطت بعض الروايات في التقريرية والمباشرة نهض البعض الآخر إلى الفن الروائي مستندا إلى خبرة الكاتب وثقافته ومعرفته بعناصر الكتابة الروائية وحساسيته اللغوية، وأيضا محاولته التجريب، على صعيدي الشكل والموضوع.
وأضاف الحارثي: أمكن للجنة توزيع الروايات الست إلى فئتين: الفئة الأولى: روايات حاولت، بجدية، اقتحام ومقاربة موضوعات، بعضها جديد ومختلف، كالحرب في أفغانستان وعلاقات الشبكة العنكبوتية، وتحولات ثورة يناير في مصر وأثرها في الجيل الجديد. في هذه الروايات، بدت قدرة الرواي على الحكي والقبض على التفاصيل جلية وواضحة، لكنها وقعت في الحكائية المباشرة والتقريرية، وفي هذه الروايات، كانت الحكاية حاضرة بقوة ولكن على حساب السرد بأبعاده وأصواته المختلفة، وفيها أيضا حضر الرواي العليم بقوة ولكن على حساب الشخصيات التي ضعفت قدرتها على الحركة في عوالم النص ومناخاته، والفئة الثانية: روايات عالجت موضوعات بعضها مطروق ومألوف وبعضها جديد ومختلف كالعلاقة بين خدم المنازل وأرباب هذه المنازل، بما تتأسس عليه، هذه العلاقة، من "فوقية - دونية" وعنصرية وامتهان في بعديه الثقافي والاجتماعي، ومحاولة كسر هذا المفهوم السائد في العلاقة، عبر بناء علاقة أكثر إنسانية وإن تخللها الخوف المتبادل بين الطرفين، وكموضوعة العلاقة بين الإنسان والسلطة، بمعنييها الاجتماعي والسياسي، عبر مقاربة موضوعة الشباب واغترابه في مدينة تزداد توحشا وقسوة كلما ازدادت غنى وتمددا عمرانيا، وكموضوعة العلاقة بين الإنسان والطبيعة من حوله، الحيوان والشجر والحجر. لقد نجحت روايات هذه الفئة من معالجة موضوعاتها عبر معمار روائي متماسك، وعبر حساسية سردية عالية وقدرة على بناء الشخصيات والعناية بها وبمستوياتها النفسية والاجتماعية والمعرفية.
وفي ختام كلمته قال محمد اليحيائي: لقد كانت المفاضلة بين الروايات المقدمة صعبة للغاية، لاسيما بين ثلاث روايات اجتمعت فيها عناصر الكتابة الروائية أكثر من سواها، لكن اللجنة، وبعد نقاشات معمقة، وإعادة قراءة لبعض الأعمال، أوصت بمنح جائزة الجمعية العمانية للكتاب والأدباء للرواية لعام 2015م لرواية تميزت، عن سواها، بالأصالة والجدة في اختيار "مادة الحكاية" وبالحساسية العالية في مقاربتها، وفي قدرة الروائي على حقن الواقعي بالمتخيل والمتخيل بالواقعي، لقد عالجت الرواية التي نوصي بمنحها الجائزة ثيمة جديدة غير مسبوقة، في الرواية العمانية، وقدمت صورة بصرية ولغوية واضحة المعالم عن الشخصيات وحركتها في الفضاءين الواقعي والمتخيل، إنها رواية " القناص" للكاتب زهران القاسمي.

بيان لجنة تحيكم القصة
بعدها ألقى الكاتب عبدالحكيم عبدالله بيان لجنة تحيكم مجال القصة والذي شاركه فيه القاص سعيد الحاتمي، حيث جاء البيان: تلقت اللجنة ثلاث مجموعات تندرج تحت فن القصة القصيرة والتي تنطبق عليها الشروط الإدارية للمسابقة، وتم إعطاء اللجنة الصلاحية في اختيار الطريقة التي تراها مناسبة في عملية تقييم وفرز الأعمال المقدمة. وعند شروع اللجنة في مباشرة عملها بقراءة المجموعات المقدمة حتى أعلن أحد المشاركين الانسحاب من المسابقة ليتم استبعاد مجموعته القصصية، ولتقتصر مسابقة القصة القصيرة بعدها على مشاركيَن اثنين هما القاص مازن حبيب بمجموعته القصصية (البطاقة الشخصية للعمانيين) والقاص ماهر الزدجالي بمجموعته القصصية (وأخيرا نطق الحذاء).
وأضاف: بدأت اللجنة بالقراءة الاستهلالية للمجموعتين من أجل تكوين صورة انطباعية أولية، لكل مجموعة على حدة قبل البدء في القراءة الناقدة التي تهدف إلى تبين مواضع القوة والضعف اعتمادا على الذائقة الفردية لعضوي اللجنة وخبرتهما في مجال الإبداع القصصي، وعلى الأسس المتعارف عليها في نقد وتحكيم النتاجات الأدبية في مثل هذه المسابقات سواءً من حيث رصانة الأسلوب وسلامة اللغة والجدة والابتكار في طرائق السرد القصصي، ومن خلال انتهاج طرق سردية ممتعة وشائقة وغيرها من المرجحات التي تسهم في تفضيل كفة أحد العملين على الآخر.
وأشار في حديثه أيضا: اللجنة قيمت العملين لتحديد العمل الفائز بينما، علما بأنه كان هناك فارق فني واضح بين العملين، حيث إن أحدهما هو المجموعة الثالثة لكاتب تتسم تجربته بالنضج وهو مازن حبيب، في حين أن العمل الثاني يعتبر باكورة إنتاج قاص يسير في درب الكتابة السردية الوعر الذي يتعين على السائر فيه أن يضطلع بالكثير من الدربة والممارسة، وعليه فقد قررت اللجنة أن المجموعة القصصية "البطاقة الشخصية للعمانيين" للقاص مازن حبيب هي التي تستحق جائزة الإبداع الثقافي في القصة القصيرة لعام 2015. وإجمالا تميزت مجموعة "البطاقة الشخصية للعمانيين" للقاص مازن حبيب بلغة رصينة سليمة من الأخطاء اللغوية والنحوية والإملائية، سرد واضح بمسار غير متذبذب، ووجود الحكاية في النص بصورة متكاملة من ناحية الشخوص والمكان والحدث، وتوصي اللجنة بأهمية القيام بعقد حلقات عمل في الكتابة الإبداعية للتدرب على تقنيات وفنيات كتابة القصة مع الاعتناء باللغة العربية والنحو والرسم الإملائي.

بيان لجنة تحكيم الشعر
كما ألقى الدكتور الشاعر هلال الحجري بيان لجنة تحكيم مجال الشعر والذي شاركه في تحكيمه، الشاعر خميس قلم، وفي البيان أوضح الدكتور الحجري: لقد تقدمت لجائزة أفضل إصدار شعري لعام 2015م أربعة إصدارات شعرية: "شراع ويراع" لفهد المنذري، "لعبة الكون" لأميرة العامرية، " كنت موعدها الحميم" لمحمود حمد، "فاطمة" لعبدالله حبيب. ورغم اختلاف الإصدارات في الشكل الكتابي بين عمودي وتفعيلي ونثري، اشتركت في موضوعات إنسانية أساسية (هي ضرورات حتمية للهاجس الشعري) كموضوعة الحب، الوطن، الحلم، الفراق ، وانطلاقا من ذلك المشترك الموضوعي، ومقارنة بينه، انبثقت معاييرنا النقدية، في تذوق وتقييم الأعمال المشاركة، فنظرنا إلى مدى المهارة في استخدام أدوات الكتابة كاللغة بدقة مفرداتها، وانسجام تراكيبها، وتنويع أساليبها، والتصوير البصري والخيالي وطاقة تجاوزه للمألوف الفني، كما نظرنا إلى جدة التجربة نسبة إلى المعروف الشعري، وأثرها النفسي (ما يدعوه رولان بارت لذة النص)، والدلالي (خيارات التأويل).
وأضاف الدكتور هلال الحجري: وقد وجدنا أن أفضل إصدار، ليس فقط لموافقته معاييرنا المقترحة، بل ولوعينا بتجربة كاتبه العتيدة، وإسهامه الثقافي هو كتاب "فاطمة" لعبدالله حبيب. فالإصدار متكوّن من نصوص شعرية مركبة عددها 52 نصا، تتخذ النصوص من التفعيلة المتنوعة والقافية المطلقة إطارا لها.

بيان لجنة المقال الثقافي
أما الإعلامي عاصم الشيدي فقد ألقى بيان المقال الثقافي نيابة عن اللجنة المكونة من الإعلامي خلفان الزيدي والكاتبة شريفة التوبية، حيث أوضح البيان، أن لهذا الفرع من الجائزة تقدم خمسة إصدارات، تنوعت في مستواها، وأسلوب طرحها، غير أنها قدمت أسماء جيدة، والكتاب الفائز في هذا العام، يجذب القارئ منذ أن تقع يده عليه، وتأتي عينه على العنوان في غلافه الأول، الذي يوحي بتساؤل أولي في ذهن القارئ، ما الذي سيطرحه الكتاب في هذا الإطار؟!. وأضاف نص البيان: كان العنوان اختياراً ذكياً وبشكل مباشر لا يكتنفه الغموض، أو اللبس وذلك ما يدل على الخبرة الواسعة في الكتابة ومعرفة ما يهم القارئ والقدرة على جذب انتباهه وإثارة التساؤلات، ثم يأتي التدرج في تقسيم فصول الكتاب إلى خمسة فصول، بشكل مترابط من حيث الفكرة والموضوع والمضمون وطريقة الطرح مع تعدد القضايا التي تصب جميعها في قالب سياسي اجتماعي له تأثير مباشر على ما يهم القارئ العادي والمثقف وما يرتبط به في تلك الجوانب المطروحة، ويقع الكتاب في (400) صفحة، وبرزت طريقة عرضه للموضوعات والأفكار بطريقة تحليلية ثرية ومدعّمة بالكثير من المعلومات والمواقف والأحداث والتي تمنح الموضوع عمقاً فكرياً وأدبياً جميلاً، وبأسلوب أدبي غير متكلف وبلغة راقية تضيف إلى قارئها شيئاً جديداً، كل ذلك ساعد كثيراً لأن يكون كتاباً متميزاً ويستحق القراءة ليس لملء فراغ الوقت ولكن للفائدة. ولأن الكتاب تميز عن باقي الإصدارات التي تقدمت لهذا المجال من المسابقة، من جهة الطرح والثراء، وحسن عرض فكرة كل موضوع، والترابط بين فصوله، والمعرفة الثقافية والفكرية التي يضيفها، وحتى تميزه في اختيار عنوانه، وعناوين فصوله، وكذلك تصميم الغلاف، لكل ذلك وملامسته قضايا هامة، استحق هذا الإصدار ترشيح لجنة التحكيم، لنيل جائزة المركز الأول في فرع المقال. وقد خَلُصَتْ اللجنة إلى أن كتاب (هواجس غرفة العالم) للكاتبة ليلى البلوشية هو الأفضل بين الكتب المقدمة.

بيان لجنة الدراسات
كما ألقى هيثم المحرمي بيان لجنة الدراسات والتي تكونت من الدكتور محسن الكندي، والكاتب علي مسعود المعشني والدكتور زكريا المحرمي حيث جاء البيان: لقد قامت اللجنة بقراءة الإنتاج المعطى قراءة مستفيضة وفق رؤية منهجية، معتمدين الأهمية الفكرية والدقة في الطرح، والرصانة العلمية، والأصالة، ووضوح الفكرة، والرسالة التي تحملها هذه الكتب، مؤكدين الأمانة العلمية وآفاق التأثير، وهذه الكتب هي "أقانيم اللامعقول" (الحلقة الثانية) ، للكاتب أحمد بن مبارك النوفلي و"طيوي يا نفس طيبي" للباحث الدكتور مبارك مسلم الشعبني و"علم الكلام بين الدين والسياسة"، للباحث والكاتب سعيد الطارشي وكتاب "سفر في وردة الغياب" للكتاب هاشم الشامسي. وهذه الكتب لا يجمعها جامع سوى علاقتها بالبحث العلمي في مجال العلوم الإنسانية، فهي تمتد في حقول أربعة: حقل علم الكلام، وحقل الفكر الديني الفلسفي، وحقل الفكر التاريخي، وحقل الدراسات الأدبية. وهي في ذات الوقت تحمل رؤى متباينة، قدر لها أن تخط بأقلام عمانية، وأفكار نيرة، وهذا ما يعطيها زمام المبادرة على الأقل بالمعايير الوطنية للكاتب لا الكتاب، وخَلُصَتْ اللجنة إلى أن كتاب "سفر في وردة الغياب" هو الكتاب الفائز، وهو يقع في ثلاثة أقسام وملحق، القسم الأول: عني بالسيرة الذاتية للشاعر سماء عيسى وإنتاجه الأدبي، القسم الثاني: اهتم بالتجليات الجمالية لشعر الشاعر، القسم الثالث: خصص للخاتمة والتي توصلت إلى نتائج تتصل بالهوية الشعرية والبنية الموضوعية والفنية لنصوص الشعر. ثم الملاحق التي تضم قصائد مجهولة كتبها الشاعر سماء عيسى من الفترة 1974-1981م.
وأشار المحرمي إلى أن أهم ما يشدّ قارئ هذا الكتاب جودة التوثيق، وأصالة الموضوع وحجم الإضافة وجودة المباحث التي يعضد بعضها بعض، فيظهر الكتاب على أنه مكتمل البناء، متراص الافكار، يحيل إلى سفر في مخيلة الشاعر وشعره، وهو بحق دراسة وافية على التجليات الجمالية في شعر سماء عيسى، إذ أن هذا الكتاب مكتمل البناء، دقيق التوثيق يحيل إلى إضافة ملموسة في حقل السير الغيرية، فهو يسرد حياة شاعر مبدع هو سماء عيسى، ويعرف بإنتاجه برؤية دقيقة.
وفي نهاية الحفل قام راعي المناسبة بتكريم الفائزين في بجائزة الإبداع الثقافي لعام 2015م.