دمشق ـ عواصم ـ الوطن ـ وكالات:
أعلنت سوريا أمس استعدادها للتعاون مع قرار مجلس الأمن الإنساني لايصال المساعدات لكل المناطق. في وقت تحدثت فيه تقارير عن قيام السعودية بشراء اسلحة للمعارضة السورية المسلحة من باكستان. أكدت وزارة الخارجية أمس ، أن الحكومة السورية مستعدة للتعاون مع الامم المتحدة ومع المنظمات الدولية العاملة في سوريا للاتفاق على الآليات الكفيلة بتنفيذ قرار مجلس الأمن بشأن الاسراع بإدخال المساعدات الإنسانية على أساس احترام مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وضمن اطار احترام السيادة الوطنية. أعربت الوزارة في بيان لها عن "استعدادها للتعاون مع المنسق المقيم للأمم المتحدة ومع المنظمات الدولية العاملة في الشأن الإنساني في سوريا للاتفاق على الآليات الكفيلة بتنفيذ القرار 2139 الذي اعتمده مجلس الأمن على أساس احترام مبادئ ميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي والمبادئ الأساسية الناظمة للعمل الإنساني وفي مقدمتها احترام السيادة الوطنية ودور الدولة ومبادئ الحياد والنزاهة وعدم تسييس المساعدات الإنسانية". وصوتت الدول الأعضاء في مجلس الأمن بالإجماع على مشروع القرار رقم 2139، بعد أن تخلّت روسيا والصين عن حق استخدام "الفيتو"، مقابل التخلي عن بند العقوبات في حال عدم التزام دمشق بالقرار, حيث لقي القرار ترحيبا دوليا ففي حين دعت بريطانيا وأميركا وفرنسا دمشق للالتزام بما يتطلبه القرار، أعربت روسيا عن ثقتها ان الحكومة السورية ستطبق القرار بشكل كامل, داعية مجلس الأمن البدء بمناقشة قرار ضد الإرهاب في سوريا. وأكدت الوزارة مجددًا استمرارها بـ "التعاون مع الأمم المتحدة في توفير وايصال المساعدات الإنسانية الى المتضررين من الأزمة في سوريا في كافة انحاء المحافظات دون تمييز"، مشددة على أن "معالجة الأزمة الإنسانية في سوريا، تستوجب معالجة جذورها والعوامل التي تؤدي إلى مفاقمتها وفي مقدمتها مواجهة الإرهاب، ورفع العقوبات الأحادية المفروضة على سوريا". واعتبر البيان أن "إقرار مجلس الأمن بتصاعد الإرهاب التكفيري المرتبط بالقاعدة ودعوة المجلس لمكافحته هو خطوة بالاتجاه الصحيح، تتطلع سوريا إلى استكمالها بخطوات إضافية من خلال الزام الدول المتورطة بدعم الارهاب الامتناع عن هذا الدعم والامتثال لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة". وفي سياق متصل اكد وليد المعلم وزير الخارجية حرص الحكومة السورية على استمرار استضافة اللاجئين الفلسطينيين لحين حصولهم على حق العودة إلى وطنهم وأرضهم في فلسطين مشددا على ضرورة تحييد اللاجئين الفلسطينيين عما يجري في سورية. وجاء ذلك التأكيد خلال استقبال المعلم امس فيليبو غراندي المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى الأونروا والوفد المرافق له. وقالت وكالة سانا ان غراندي استعرض الجهود التي يبذلها فريق الأونروا في سورية لتقديم الدعم والإغاثة للاجئين الفلسطينيين المتضررين جراء الأزمة التي تمر بها سورية خاصة ضمن مخيم اليرموك مشيدا في هذا السياق بالتعاون المثمر والجهود البناءة التي أبدتها الحكومة السورية طوال فترة عمله مع الأونروا. من جانبه أشاد المعلم بالجهود التي تبذلها الأونروا في سوريا مبينا أن التحديات والصعوبات التي تواجهها الأونروا في سورية هي نتيجة للممارسات التي ترتكبها المجموعات الإرهابية المسلحة في مناطق تواجد اللاجئين الفلسطينيين مؤكدا حرص الحكومة السورية على استمرار استضافة هؤلاء اللاجئين لحين حصولهم على حق العودة إلى وطنهم وأرضهم في فلسطين مشددا على ضرورة تحييد اللاجئين الفلسطينيين عما يجري في سوريا. على صعيد اخر تجري السعودية التي تسعى الى توحيد وتعزيز قدرات المعارضة السورية المسلحة ، محادثات مع باكستان لتزويد مقاتلي المعارضة باسلحة مضادة للطائرات والدروع بما يسمح بقلب التوازنات على ارض المعركة، بحسب ما أفادت مصادر قريبة من هذا الملف. وقال عبد العزيز الصقر مدير مركز الخليج للابحاث إن "الولايات المتحدة قد تسمح لحلفائها بتزويد مقاتلي المعارضة باسلحة مضادة للطيران وللدروع بعد فشل مفاوضات جنيف وعودة التوتر مع الروس". من جهته، قال سايمون هندرسون مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن لبحوث سياسة الشرق الادنى ان "السماح لحلفاء الولايات المتحدة بتقديم هذا النوع من السلاح (الى المعارضة) يمكن ان يخفف من الضغوط على الولايات المتحدة في المدى القصير. الا ان الخشية الاكبر على المدى البعيد هي ان تقع الصواريخ المضادة للطيران المحمولة على الكتف (ارض جو) في ايد اخرى لاسقاط طائرة مدنية في اي مكان آخر في العالم". وذكرت مصادر سعودية قريبة من الملف ان السعودية ستحصل على هذه الاسلحة من باكستان التي تصنع نموذجها الخاص من الصواريخ المضادة للطيران المحمولة على الكتف (مانباد) والمعرفة باسم "انزا"، اضافة الى الصواريخ المضادة للدروع. وذكرت هذه المصادر ان رئيس الاركان الباكستاني الجنرال راحيل شريف زار مطلع فبراير السعودية حيث التقى ولي العهد الامير سلمان بن عبد العزيز. بدوره، زار الامير سلمان على راس وفد رفيع باكستان الاسبوع الماضي. وكان وزير الخارجية الامير سعود الفيصل زار ايضا باكستان قبل وصول الامير سلمان. ولم يؤكد اي من البلدين هذه المعلومات رسميا. على الصعيد الميداني سقط امس عشرات القتلى والجرحى، جراء انفجار سيارة مفخخة في بلدة اطمة بريف ادلب التي تقع على الحدود السورية- التركية ، أن الانفجار وقع بالقرب من مستشفى، وان الحصيلة الاولية هي 10 قتلى و نحو 50 جريحا.وتشهد بلدات قريبة من الحدود التركية اشتباكات بين فصائل مقاتلة معارضة وتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش). كما سقط ضحايا في تفجير انتحاري بسيارتين مفخختين الشهر الماضي قرب معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا. كما اغتال ما يسمى بتنظيم داعش واحداً من أبرز القيادات العسكرية في الجبهة الإسلامية، بعد استهداف أحد مقراتها في حي الهلك بحلب. و ذكرت مصادر أن سيارة مفخخة تبعها ثلاثة انتحاريين، استهدفت مقر حركة أحرار الشام الإسلامية، وتسببت بمقتل القيادي " أبو خالد السوري "، مع عدد غير معلوم من العناصر و المدنيين.