عاصم السعيدي: الشعار الجديد يأتي انعكاسا للعراقة الحضارية والتاريخية لعمان الغالية وامتدادا لمسيرة عظمائها الخالدين وانطلاقا برسالة الوزارة نحو آفاق أرحب وتوجهات أعمق ليكون هوية وصبغة ومنارة إلهام ومصدر إبداع لنا جميعا

تقديرا للإجادة في المهام الوظيفية، وعرفانا بالجهود المخلصة للموظفين في النهوض بها؛ احتفلت وزارة التراث والثقافة مساء أمس بيومها السنوي الثاني، تحت رعاية صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد، وزير التراث والثقافة، بفندق حياة ريجنسي مسقط، حيث تم تكريم موظفي الخدمة الطويلة والمجيدين والموظف العام والمتقاعدين، كما تم تكريم عدد من ممثلي الصحف المحلية الذين يعملون في المؤسسات الإعلامية، التي تعتبرها الوزارة الشريك الداعم في بث ونشر أخبارها وفعالياتها المختلفة.

برنامج
بدأ الحفل بمعزوفات شرقية، تلتها فقرة ترفيهية (الفن الرملي)، بعدها ألقيت كلمة وزارة التراث والثقافة، ثم كان موعد المدعوين والحضور مع تدشين شعار وزارة التراث والثقافة بـ(عرض فيلم التدشين)، أعقبه تسليم درع الشعار لصاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد، وزير التراث والثقافة، ثم وزعت بعدها شهادات التقدير والهدايا على المكرمين من المتقاعدين، وأصحاب الخدمة الطويلة، والمجيدين، والصحفيين، ثم جاء تكريم الموظف العام.

عطاءات وإبداع
ألقى كلمة وزارة التراث والثقافة عاصم بن محمد السعيدي المشرف العام على الحفل السنوي للوزارة رحب خلالها بصاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد، وأصحاب السمو وأصحاب السعادة، والحضور وقال: كم هو رائع أن نلتقي مجددا في هذا اليوم المبارك، يوم الوزارة السنوي في نسخته الثانية. نلتقي، كي نتذكر وجوها مضيئة، عبرت كالغمام سماء وزارتنا، وسقت جذورها بعرق جبينها الثمين، وجوها عبرت وما غبرت، وجوها مضت وما مضت آثارها الطيبة وفعالها الحميدة، كي نتذكر الذين كان لهم السبق في إرساء دعائم هذه الوزارة، فلهم منا كل التحية والإجلال.
وأضاف: نلتقي كي نحتفي بزملائنا من ذوي الخدمة الطويلة والسير الحسنة، والذين وهبوا سنوات طويلة من أعمارهم لخدمة التراث والثقافة، ولم يزالوا في أوج عطاءاتهم وإبداعاتهم، ولم تزل لمساتهم حاضرة في كل زاوية من زوايا الوزارة، كما نلتقي كي نكرم كوكبة من المجيدين من أبناء الوزارة، الذين أظهروا خلال العام المنصرم قدرات استثنائية فائقة على العطاء والإبداع، والذين كان لهم الدور الأكبر في المضي قدما بمسيرة الوزارة نحو غاياتها النبيلة وأهدافها السامية. نجتمع اليوم كذلك لنحيي نخبة من الإعلاميين والصحفيين المبدعين، الذين كانوا شركاء فاعلين لنا في نشر رسالة الوزارة وفي إشهار منجزاتها العظيمة.
وقال: لعل الحدث الأبرز هذه الليلة، هو إماطة اللثام عن شعار وزارتكم الجديد. الذي يأتي انعكاسا للعراقة الحضارية والتاريخية لعمان الغالية، وامتدادا لمسيرة عظمائها الخالدين، وانطلاقا برسالة الوزارة نحو آفاق أرحب وتوجهات أعمق، وليكون هوية وصبغة، ومنارة إلهام ومصدر إبداع لنا جميعا.
وأضاف: باسم جميع الزملاء والزميلات، أتقدم إلى سموكم الكريم بأسمى درجات الحب والتقدير، وأبلغ معاني الشكر والولاء، على ما قدمتموه وتقدمونه لتراث عمان وثقافتها، وعلى رعايتكم الكريمة لأبناء وزارتكم الأوفياء.
لقد كنتم دائما وأبدا العقل الذي يفكر معنا وبنا، والساعد الذي يحمل الهم الأكبر والعبء الأشد، في المسيرة الغراء لوزارة التراث والثقافة. ثم جاءت لحظة تدشن شعار الوزارة الجديد فقال: الآن، يشرفني ويسعدني أن أعلن لكم لحظة تدشين شعار وزارة التراث والثقافة. مباركا ـ في نفس الوقت ـ لجميع المكرمين، ومتمنيا لكم جميعا أجمل اللحظات، في كل فقرة من فقرات هذا الحفل المبارك.

رؤية
من منطلق دمج الماضي العريق بالحاضر المشرق تبلورت فكرة الشعار ليجسد رؤية وزارة التراث والثقافة ضمن إطار تراثي وثقافي ذي أبعاد تاريخيه عريقة، وعلى ضوء التوجيهات السديدة من قبل صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد، وزير التراث والثقافة، تم تشكيل فريق عمل من الوزارة لدراسة فكرة ابتكار وتصميم شعار يعبر عن رسالة الوزارة ذي المهام الموكلة إليها.

مضامين ثقافية
تميزت عمان في الألفية الثالثة قبل الميلاد بمكانة اقتصادية مرموقة بين الحضارات القديمة وكانت الأختام التجارية خير مؤشر لازدهار التجارة القديمة، ولترسيخ هذه المكانة تم اقتباس الشكل الخارجي للشعار من الختم البرونزي المكتشف في مستوطنة رأس الجنز الأثري بمحافظة جنوب الشرقية، والذي يحمل رموزا لأقدم كتابة مكتشفة في شبه الجزيرة العربية.

تراث ..وثقافة
أما كلمتي "تراث وثقافة" فقد تم استيحاؤهما من الخط العربي القديم غير المنقط الوارد في أهم وثيقة نعتز بها، ألا وهي "رسالة الرسول محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، الموجهة إلى عبد وجيفر ابنى الجلندا ملوك عمان".

أرضية الشعار
إن أسلوب النقر على واجهات الجبال المطلة على معظم الأودية، هي التقنية القديمة المتبعة في اللوحات البانورامية للرسومات الصخرية المكتشفة في السلطنة، والمؤرخة إلى الفترة الممتدة من الألفية الثالثة قبل الميلاد إلى فترات ما قبل الإسلام. ومن منطلق الاقتباس من الموروث الثقافي والحضاري للسلطنة؛ فقد تم تصميم أرضيه الشعار ليظهر بتقنية النقر على الحجر.

دوائر
إن زخرفة الدوائر المتمركزة حول نقطة والظاهرة في الجزء السفلي من الشعار هي زخرفة قديمة وردت في معظم الممتلكات الثقافية المكتشفة في المواقع الأثرية بالسلطنة، وتظهر جليا في الأواني المشكلة من حجر الاستيتايت المؤرخة إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد، ولقد جرت العادة قديما بإعادة استخدام بقايا الأواني وتشكيلها كأختام تجارية.

إسناد
بعد التوصل إلى قناعة تامة من قبل فريق العمل بكل مكونات الشعار والمضامين المستوحاة من الموروث الثقافي العريق للسلطنة، تم إسناد العمل إلى الفنان التشكيلي المبدع محمد بن عبدالله الصائغ الفارسي لرسم وتصميم الشعار، فأضاف بدوره لمساته الفنية المبدعة، ليظهر الشعار بصورته الأخيرة المتسمة بالأصالة والإبداع.
وتتطلع وزارة التراث والثقافة أن يكون الشعار سفيرا لها في كل المحافل الدولية، حيث إنه يمثل نقلة نوعية جديدة على صعيد التواصل والتعريف بالهوية الوطنية، ويشكل الشعار بتنوعه وشموليته دعوة للالتقاء بالحضارات القديمة والثقافات المعاصرة.