صدر عن دار الغشّام للنشر والترجمة الطبعة الثانية من كتاب " الرائدة أ.د فاطمة سالم المعمري (1911-2002م) : دراسة تاريخية وثائقية أكاديمية" تأليف الدكتورة آسية البوعلي ، مستشار العلوم الثقافية بمجلس البحث العلمي ، وتبلغ عدد صفحاته ( 245) صفحة من الحجم المتوسط بغلاف مقوى من المؤمل تواجده في معرض مسقط الدولي للكتاب لهذا العام.
ويتناول الكتاب في موضوعه سيرة الآخر ليبين بين دفتيه كيف تسنى لامرأة عُمانية أن تعتلي أعلى المراتب، لتصبح رمزًا من رموز الثقافة في عصر آمن بريادة المرأة والفكر المستنير، ذلك العصر الذي أعاد ملامحه وأضاف إليه حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ ، بما حباه الله من عقلية فذة وحكمة بالغة، الأمر الذي مكّن المرأة العُمانية ـ إبان النهضة المجيدة ـ من إثبات ذاتها في شتى مجالات الحياة.
والآخر الذي هو موضع التخليد في الكتاب ، هو الراحلة الأستاذة الدكتورة فاطمة بنت سالم بن سيف بن سعيد بن ماجد بن سعيد المعمري، المرأة الفضلى، والرائدة العظيمة التي رسمت بخطاها، خريطة من العطاء الفكري والإنساني، تستوجب الدراسة والاقتداء، لاسيما أن ريادتها تشكّلت عبر ظرفية زمانية خاصة وفريدة، تنضح بما وهبته المرأة من حياتها للعِلم، وما كرّسته من وقتها للمعرفة، حتى باتت في طليعة أقرانها، عَلَمًا من الأعلام، ورائدة من رواد عصرها، شهد على كفاءتها أفذاذ، ينتمون إلى عصر العمالقة مثل عميد الأدب العربي طه حسين .
ويحوي الكتاب ثلاثة فصول، فضلاً عن مقدمتين للمؤلِفة : واحدة للطبعة الأولى ، وثانية للطبعة الثانية ، بالإضافة إلى ملحق يحوي صورًا وشهادات ووثائق ومستندات خاصة بالراحلة ، والمقالات التي كُتبت عنها .
يتناول الفصل الأول، حياة أ.د. فاطمة سالم (1911-2002م) بأبعادها المختلفة؛ إذ يعرض لمولدها ونشأتها ومراحل تعليمها، وتدرجها الوظيفي، فضلاً عن ألوان تكريمها، ومقر إقامتها، وأخيرًا رحيلها، وذلك اعتمادًا على الوثائق والمستندات والشهادات الرسمية وأوراقها الخاصة وتاريخ عائلتها.ويتناول الفصل الثاني أقوال وشهادة مَنْ عرفها عن قرب من بعض شخصيات صاحبات السمو من العائلة المالكة (آل سعيد) وأقارب الراحلة وزملائها وطلابها وجيرانها.وهذه الأقوال التي تم جمعها على مراحل زمنية مختلفة، لها أهميتها في استكمال ما ورد في الفصل الأول عن سيرة الفقيدة وثائقيًا على اعتبار أنها شاهد عيان على هذه السيرة. أما الفصل الثالث، فيقدم قراءات لبحوثها، من حيث ما تضمنته من أفكار وقضايا، ويعقب كل قراءة خاتمة توجز أهم ما تم التوصل إليه من نتائج.والكتاب في محتوياته يلبي اهتمامات القارئ بنوعيه: الأكاديمي والعادي، من ثم كان الحرص على الاحتفاظ بأسماء الشخصيات وأحداثها، تلبية لرغبة مَنْ يريد تحويل موضوعات الكتاب إلى أي شكل فني آخر.
ولَمَا كان الكتاب في طبعته الأولى أحرز نجاحًا بنفاد كافة نسخه إبان معرض مسقط الدولي للكتاب لعام 2008 م ، الأمر الذي ترتب عليه ذيوع صيت الكتاب بين القراء وانتشاره لا داخل السلطنة فحسب، بل دوليًا ، ومن ثمّ كُرمت أ.د فاطمة سالم بعد رحيلها بوصفها رائدة عُمانية ؛ مصرية عربية من جهات مختلفة محلية ودولية . ولمَا كان إلحاح القارئ بنوعيه (العربي والأجنبي ) على الكتاب متكررًا تم ترجمته إلى اللغة الإنجليزية في عام 2013م ، وأعادت " دار الغشّام " طباعته باللغة العربية في هذا العام ليحوي في طبعته الثانية الرشيقة كافة المقالات التي كُتبت عن الكتاب وكذا التي أعقبت تدشينه باللغة الإنجليزية ، بالإضافة إلى كل صيغ تكريم الراحلة ، و تصدير بقلم معالي الدكتورة راوية البوسعيدية وزيرة التعليم العالي.