[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/fayzrasheed.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]د. فايز رشيد[/author]
” إن استمرار نتنياهو في تصريحاته حول المشروع النووي الإيراني, يحمل بين طيّاته, تمردا على الإدارة الأميركية وعلى أوباما شخصيا, وهو تعبير حي عن الحقيقة العدوانية للكيان حتى مع ولي أمره, فما كانت إسرائيل لتعش يوما واحدا لولا المساعدت السنوية الأميركية لها, في كافة المجالات: العسكرية, الاقتصادية والسياسية, وهي مساعدات سنوية.”
ــــــــــــــــــــــــــــ
واصل الكيان هجومه على الرئيس الاميركي باراك اوباما, رغم الخطاب الذي وجهه امس للأمة الاميركية، وأكد فيه بأن الولايات المتحدة تضمن أمن الكيان.. وخاطب فيه ود اليهود وبخاصة اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة!. رسميا نقلت صحيفة "يديعوت احرونوت" في عددها الصادر الخميس (6 أغسطس الحالي) عمن اسمته "بالمصدر السياسي الاسرائيلي الرفيع" قوله: بان الرئيس الاميركي يزعزع أمن العالم. ووصف المصدر التعهدات التي أطلقها اوباما في خطابه بالفارغة والمفتقرة لأي أساس قائلا: "ان ادعائه بان ايران لن تتمكن من امتلاك برنامج نووي قولا يجافي الواقع والوقائع, فهو من قال قبلا :بان ايران نجحت حتى الان بخداع المجتمع الدولي وبناء منشآت ومفاعلات نووية سرية في "نطانز" و"قم". رئيس الكيان رفلين قال في مقابلة صحفية:"انه سبق وقال لرئيس الوزراء نتنياهو, بضرورة التروي، وأن مواجهته مع الادارة الأميركية, تلحق الضرر بإسرائيل لذلك يجب عليه أن يرمم هذه العلاقة". تقرير اخر نشرته نشرته "يديعوت أحرونوت" قالت فيه "أخطأ أوباما في الاتفاق سيقود حتما الى الحرب". بدورها دافعت صحيفة " إسرائيل اليوم " المحسوبة على نتنياهو وحزبه ,واختارت عنوانا مثيرا يقول " "اسرائيل لاوباما: نحن نختلف معك" .
على صعيد آخر, وفي معرض وصفه لنقاش الكونجرس للاتفاق مع طهران, قال أوباما بأنه "أهم نقاش يتعلق بالسياسة الخارجية" خلال عقد، مستطردا في ذات خطابه في الجامعة الأميركية في واشنطن, "إن على الكونجرس ألا يتأثر بضغط المنتقدين الذين اعتبر, أنهم اثبتوا خطأهم". وقال إن "الأشخاص أنفسهم الذين دافعوا عن الحرب في العراق, يرفضون الآن الاتفاق النووي مع إيران"، داعياً المُشرّعين إلى اختيار الدبلوماسية الأميركية القوية التقليدية. وأضاف: "من سخرية القدر, أن المستفيد الأكبر من هذه الحرب في المنطقة. كان إيران التي عززت موقعها الاستراتيجي", وقال "إن رفضاً للاتفاق من جانب الكونجرس, سيجعل أي إدارة أميركية قادمة, مصممة على منع إيران من حيازة سلاح نووي, سيجعلها تواجه خياراً وحيداً هو: حرب أخرى في الشرق الأوسط. لا أقول ذلك لأكون تحريضياً. إنه واقع", مضيفا: "إذا أطاح الكونجرس بالإتفاق، فستفقد أميركا أكثر من مجرد القيود على برنامج إيران النووي, أو العقوبات التي فرضناها بدقة، سنفقد شيئاً أكثر قيمة: المصداقية الأميركية كقائدة للدبلوماسية، وكمرتكز للنظان العالمي". لطالما اعتبر أوباما أن التصويت لمصلحة غزو العراق كان خطأ فادحاً، أدخل الولايات المتحدة في حرب عبثية استمرت ثماني سنوات، وأريق فيها الكثير من الدماء. وفي استشهاده بحرب العراق التي عارضها الرأي العام الأميركي بشكل واسع, للتدليل على الخيار الواجب اتباعه في مسألة الاتفاق مع إيران، ذكّر أوباما بجهود الرئيس الراحل جون كينيدي للحد من التجارب النووية. وقال الرئيس الأميركي إن « كل دول العالم التي عبّرت عن موقفها علناً أيدت الاتفاق باستثناء الحكومة الإسرائيلية. من جانبه ,سارع رئيس الحزب الجمهوري "راينس بريباس" إلى انتقاد ما اعتبره خطاباً "صادماً" لأوباما, الذي عليه أن يُشعر أوباما يشعر بالعار" .
لقد اجتمع أوباما مع أكثر من 25 من رؤساء المنظمات اليهودية الأميركية, ليشرح لهم أنَّ التخلّي عن الاتفاق مع إيران، يعني الحرب التي ستدفع إسرائيل، قبل غيرها، ثمنها الباهظ. فيما وجه نتنياهو، عبر "فيديو كونفرنس"، خطاباً لزعماء المنظمات اليهودية الأميركية، طالباً منهم العمل على منع الاتفاق بسبب مخاطره الوجودية على إسرائيل .ويأتي خطاب نتنياهو أمام المنظمات اليهودية ضمن حملة واسعة يشنّها اللوبي الصهيوني, وقادة الحزب الجمهوري والسفير الإسرائيلي في واشنطن رون دريمر، للضغط على أعضاء الكونجرس من الحزب الديمقراطي للتصويت ضدّ الاتفاق.
نعم , نتنياهو لا يتميز بعنجهيته وصلفه وجرائمه, وانتهازيته السياسية, وكذبه وافتراءاته على التاريخ والحقائق فحسب, بل بوقاحته الشديدة أيضا ! هذا ما أقّل ما يوصف به رئيس وزراء الكيان الصهيوني.
تصريحات نتنياهو حول الاتفاق مع إيران وإضافة إلى تطاولها ووقاحاتها على أوباما تحمل غدرا وخيانة لواحد من اكثر الرؤساء الاميركيين حرصا وتأييدا للكيان!, (وهو الذي ما زال يحرص .. وإضافة إلى كل ما قدمه من دعم مادي وعسكري وسياسي لحليفته الرئيسية .. على تأييدها في كل المحافل الدولية ومنها تصريحه ومباشرة بعد توقيع مجموعة 5+1 مع إيران بأن أميركا معنية وستحافظ على أمن إسرائيل, وهو ما أكده وزير الدفاع الأميركي في زيارته الأخيرة للكيان, مباشرة بعد توقيع الاتفاق!.إن استمرار نتنياهو في تصريحاته حول المشروع النووي الإيراني, يحمل بين طيّاته, تمردا على الإدارة الأميركية وعلى أوباما شخصيا, وهو تعبير حي عن الحقيقة العدوانية للكيان حتى مع ولي أمره, فما كانت إسرائيل لتعش يوما واحدا لولا المساعدت السنوية الأميركية لها, في كافة المجالات : العسكرية, الاقتصادية والسياسية, وهي مساعدات سنوية.
باتفاق نووي مع إيران أو بدونه سيظل أي رئيس أميركي حالي أوقادم حاملا لواء حماية أمن إسرائيل ومساعدتها في كافة المجالات والقابلة للتجاوز هي: وعود الرؤساء الأميركيين للعرب !! خذ مثلا أوباما نفسه وخطابه الشهير في جامعة القاهرة,والموجّه للمسلمين والعرب، ومراهنات كثيرين من العرب والفلسطينيين والمسلمين على الجديد في مواقفه من إسرائيل حتى بدأوا بتسميته : باراك "حسين " أوباما! أوباما باختصار, تنصّل من كل وعوده, وأصبح ببغاءً يردد الحل والتسوية الإسرائيلية!.
لا نشك :أن الرئيس أوباما لامثلما ابتلع كل الإهانات السابقة من نتنياهو بما في ذلك إلقاء خطاب في الكونجرس على الرغم من معارضة أوباما, سيبتلع إهانة تصريحات نتنياهو الجديدة, له ولبلده, حول الاتفاق النووي الإيراني.