دمشق ـ عواصم ـ الوطن ـ وكالات:
يخوض وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف جولة إقليمية لبحث المبادرة الإيرانية التي كشفت وسائل الإعلام الإيرانية عن بعض نواحيها مثل وقف إطلاق النار وإقامة حكومة وحدة وطنية ، مع الالتزام بمكافحة الإرهاب ، فيما أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونظيره السعودي عادل الجبير أمس الثلاثاء في موسكو استمرار الخلافات العميقة بين موسكو والرياض حول سوريا ومصير الرئيس بشار الأسد الذي تصر السعودية على رحيله من السلطة. من جهتها قالت الناطقة باسم الخارجية الإيرانية إن بيروت هى المحطة الأولى من الجولة الإقليمية الثانية لوزير الخارجية محمد جواد ظريف والتي سيبحث خلالها المواضيع الثنائية والإقليمية والمبادرة الايرانية لحل الأزمة السورية وكذلك نتائج المباحثات النووية. وأضافت مرضية أفخم أن سياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت ومنذ البداية ترتكز على ثلاثة أسس منطقية وهى احترام الحقوق المشروعة للشعب السوري ودعوته للإصلاح وتحديد مصيره بنفسه و عدم تدخل الأجانب في شؤون سورية وعدم استخدام الارهاب كأداة لتحقيق الاهداف السياسية، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا). وأوضحت أن المبادرة الإيرانية المكونة من أربعة بنود لحل الأزمة السورية تأتي في نفس الإطار ويجري تحديثها حاليا وسيتم طرحها بعد التشاور مع الحكومة السورية وسائر اللاعبين المؤثرين . وتابعت أن إيران ترى أن الأزمة السورية ليس لها أي حل عسكري وأن الحل سياسي ودبلوماسي ولابد ان يكون قائما على الحوار والوفاق ، وأكد الجبير في مؤتمر صحافي مشترك مع لافروف أن السعودية لن تتعاون مع النظام في دمشق. وقال "إن موقف المملكة لم يتغير وهو مبني على حل سلمي بموجب اعلان جنيف ،1 وأن لا دور للأسد في مستقبل سوريا" مشددا على "أهمية الحفاظ على المؤسسات الحكومية والعسكرية للحفاظ على سوريا ما بعد الأسد". وشدد الجبير على ان الحديث مع لافروف تركز ايضا على "أهمية توحيد صف المعارضة السورية لتتطلع برؤية واحدة لمستقبل سوريا والبدء بالعملية السلمية بموجب جنيف-1".
وردا على سؤال حول قيام تحالف ضد الارهاب يشمل السعودية وتركيا والعراق وسوريا قال الجبير "هذا الموضوع لم يطرح والرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين يطالب بمواجهة الارهاب ونحن ندعمه في ذلك والتحالف ضد الارهاب قائم ضد داعش والمملكة جزء منه" في اشارة الى التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد داعش اغسطس 2014. وشدد الجبير على ان "اي توقعات او تصريحات او تعليقات في وسائل الاعلام او من قبل مصادر مجهولة عن تغير في موقف المملكة تجاه سوريا لا اساس لها وغير صحيحة". وقال لافروف ان "الامر لا يتعلق بتشكيل تحالف تقليدي بقائد أعلى وقوات مسلحة تطيعه" بل "بتنسيق تحركات الذين يحاربون الارهابيين اصلا"، اي الجيشين السوري والعراقي والاكراد "ليدركوا مهمتهم الاولى وهي مكافحة التهديد الارهابي (...) ويضعوا جانبا تصفية حساباتهم". وتابع الوزير الروسي انه خلافا لداعش "لا يهدد بشار الاسد اي بلد مجاور"، داعيا "الجميع الى المقارنة بين حجم هذه التهديدات". لكن الجبير عاد واكد رفض التعاون مع الرئيس السوري. وقال "نحن نعتقد ان بشار الاسد جزء من المشكلة وليس جزءا من الحل ونعتقد ان احد الاسباب الرئيسية في نمو داعش في سوريا هو بشار الاسد لانه في السنوات الاولى لم يوجه سلاحه ضد داعش بل ضد شعبه والمعارضة السورية المعتدلة ما جعل داعش تسيطر على اجزاء كبيرة من سوريا". من جهته اعاد لافروف التأكيد على ان الشعب السوري وحده يمكنه تقرير مصير الاسد. وقال "القرار حول كافة قضايا التسوية ومن بينها ما يتعلق باجراءات المرحلة الانتقالية والاصلاحات السياسية، يجب ان يتخذه السوريون انفسهم"، بما يتناسب مع اتفاق جنيف-2. وأشار لافروف إلى أن "الاختلافات مستمرة" بين الدولتين، مؤكدا ان "مصير الرئيس الأسد جزء من هذه الخلافات". وقال الجبير في هذا الاطار "بالرغم ان هناك بعض الاختلاف في وجهات النظر بما يتعلق بالشأن السوري هناك توافق حول توحيد صف المعارضة السورية لاستخدامها في العملية السياسية".