بعد الظفر بالمركز الأول في سباق تحدي أرتميس الشراعي

رسالة كاوس – (بريطانيا ) من الموفد العام : أحمد بن علي الذهلي:
بعد الفوز المشرف لطاقم عمان للإبحار في سباق تحدي أرتميس الشراعي الخميس الماضي، اكمل الطاقم كافة استعداداته وتدريباته خلال اليومين الماضيين لخوض سباق رولكس فاستنت الشراعي الذي ينطلق اليوم من مدينة كاوس إلى مدينة بلايموث لمسافة 608 ميل بحري مروراً بصخرة فاستنت المشهورة، ويشارك ضمن طاقم القارب مسندم ثلاثة من البحارة العمانيين المحترفين وهم فهد الحسني، وياسر الرحبي، وسامي الشكيلي، بالإضافة إلى الأسباني أليكس بيلا، والأيرلندي داميان فوكسال، والربان الفرنسي سيدني جافنييه.
تشير التنبؤات الجوية أن القوارب ستواجه رياحاً خفيفة خلال أول 24 ساعة من السباق، وفي ظل هذه الظروف ستواجه القارب تحدياً من نوع آخر حيث يقول البحّار فهد الحنسي عن ذلك: "آخر مرة كنا فيها في البحر الأيرلندي كانت في شهر مايو الماضي عندما حطمنا الرقم القياسي للإبحار حول أيرلندا، ولكن يبدو أن الظروف الجوية ستكون مختلفة هذه المرة، حيث واجهنا في ذلك الوقت رياحاً عاصفة بسرعة 40 عقدة، وكانت الأمواج عالية جداً".
وأضاف: "سيكون التحدي هذه المرة اختباراً للأعصاب والصبر، وسيتوجب علينا تجنب أي خطأ، ولذلك لن تكون المهمة سهلة".
ولمواجهة هذه الظروف قرر الربان الفرنسي سيدني جافنييه أن يضع بعض القيود على المؤن والعدة التي يتم تحميلها على متن القارب مسندم، وذلك للحد من الوزن الزائد وإعطاء القارب فرصة أكبر للاستفادة من كل نسمة هواء، وعن ذلك قال جافنييه: "يجب أن نكون صارمين بشأن الوزن الذي نحمله لدينا أثناء السباق، حتى الأكواب خففنا منها، وأنا أعلم بأن ذلك أمر صعب على الطاقم ولكن عليهم التحمل في سبيل هدفنا المشترك للفوز والاستفادة من هذه التجربة لأقصى حد ممكن".
ويمتلك طاقم القارب مسندم خبرة كبيرة في سباق رولكس فاستنت، ولعل أكثرهم خبرة هو الربان سيدني جافنييه الذي خاض السباق عشر مرات حتى الآن، في حين خاض الأيرلندي داميان فوكسال السباق خمس مرات، أما فهد الحسني فستكون هذه التجربة الثانية له، وهذه الخبرة مجتمعة مع التدريب والتجارب السابقة في السباقات الأخرى تؤهل الطاقم للفوز بهذا السباق، إلا أن الأمر لن يكون بتلك السهولة حسبما يقول فوكسال: "ستكون الرياح خفيفة، ومتقلبة وصعبة التنبؤ، لذلك لن يكون الأمر سهلاً. فنحن في منافسة مع ثلاثة قوارب أخرى في فئة القوارب متعددة البدن، وفي هذا الظروف يصبح جزء كبير من الواقع مرهوناً بالحظ والأقدار، وكل مع علينا هو بذل كل خبرتنا وطاقتنا والتقليل من المواقف الخطرة وعدم السماح للقوارب الأخرى بتجاوزنا إلى خط النهاية".
وأضاف فوكسال: "بعد أربعة وعشرين ساعة من انطلاق السباق نتوقع أن تتحسن الظروف الجوية، وحينها سيكون العمل أكثر مع دخولنا إلى البحر الأيرلندي. سيأخذ السباق فترة زمنية أطول من المعتاد ولذلك سيكون للقرارات التكتيكية أثر كبير على نتائج السباق، ولا نتوقع أن يستطيع أحد تحطيم رقم قياسي سابق".
وسيحظى فهد الحسني بفرصة لتولي دفة القيادة في هذا السباق بالمشاركة مع الربان، لذلك فهو يبدو مع رفاقه العمانيين متحمساً لخوض هذا السباق في القارب مسندم بعد أن قضوا الأيام الماضية في سباقات على متن قوارب الليزر أس.بي20 ضمن فعاليات أسبوع كاوس.
يذكر ان طاقم عمان للإبحار أثبت على متن القارب مسندم أنه عند حسن الظن به، حيث حقق فوزه المأمول الخميس الماضي في سباق تحدي أرتميس حول جزيرة وايت البريطانية، واستحق بذلك لقب التحدي لعام 2015م، بالإضافة إلى حصوله على 2000 جنيه استرليني كجائزة خيرية تعود لصالح جمعية الحياة العمانية التي تهتم بتوعية الشباب عن المخدرات منذ عام 2011م.
وكان الطاقم القارب مسندم يأمل أن يحطم الرقم القياسي السابق المسجل باسم فريق فونشيا عام 2012م، ولكنه قطع مسافة السباق في ثلاث ساعات و32 دقيقة، بفارق يزيد على ساعة عن الرقم السابق، ومع ذلك فالفريق سعيد بوصوله في المركز الأول متقدماً على فريق كونسايس 10 بدقيقتين، وعلى فريق برنس دو برتاني بخمس دقائق.
ويأتي هذا الفوز إضافة إلى سلطة إنجازات السلطنة ومشروع عمان للإبحار، وهو إنجاز له أهمية إضافية على حسب قول البحّار العماني فهد الحسني الذي قال بعد وصوله إلى خط النهاية: "نحن سعداء بالفوز خصوصاً لأننا نبحر في منافسة مع قوارب أخرى من فئة المود70 بعكس الإنجازات السابقة التي كانت تحدياً ضد الوقت، وعند اقترابنا من خط النهاية لم نكن ندرك بأننا في المقدمة ولذلك لم نخفف من سرعتنا حتى قطعنا منقطة القلاع، وحينها أدركنا بأننا حققنا الهدف، إنه شعور رائع بعد هذا الجهد".
وشهدت منافسات الخميس الماضي ظروف جوية صعبة على الطاقم العماني وعلى بقية القوارب الستة عشر المشاركة، حيث انطلقت القوارب في ظل أمطار غزية، ووصلت سرعة الرياح إلى 16 عقدة، وصادفوا أمواجاً عاتية في منصف المسار على غير العادة في هذا الوقت من العام. إلا أن هذه الظروف لم تكن قادرة على أن تثني من عزيمة البحارة، بل على العكس أبرزت قدراتهم العالية في مواجهة الظروف، وحسبما يقول مدربهم الفرنسي جافنييه، أن أداءهم في السباق وأداء البحارة العمانيين بالتحديد كان شهادة على قوة برنامج عمان للإبحار في التدريب وكفاءته في صقل مهارات الشباب.
وعلق جافنييه على ذلك بقوله: "نرى بأن نتائج التدريب بدأت تظهر شيئاً فشيئاً، حيث أنهم يتدربون في قلب السباقات ويسهمون في النتائج التي يحققها القارب، وبفضل ذلك قدمناً اليوم أداءاً قوياً وحققنا الفوز الذي كانت كل الفرق تطمح لأجله، ونحن نسعى إلى مواصلة هذا التقدم بتأنٍ وروية وثقة في الوقت نفسه". وأضاف سيدني متحدثاُ عن المنافسة وقال: "أحياناً كنا نشعر بأننا نبحر لوحدناً بفضل تقدمنا عن القوارب الأخرى، إلا أننا سعداء بالمنافسة القوية التي حظينا بها في هذا السباق حيث كان هناك قارب آخر من فئة القارب مسندم بالإضافة إلى قارب أضخم بطول 80 قدماً، لذلك كانت المنافسة أكثر متعة، وهو الأمر الذي دفعنا للعمل بيد واحدة مع ضيوف القارب وحققنا نتيجة مشرفة بالفعل، ومع هذه النتيجة بدأنا نوطد علاقتنا مع المياه البريطانية بعد تحقيقنا لرقمين قياسيين كان أولهما في الإبحار حول بريطانيا وأيرلندا العام الماضي، والثاني كان في الإبحار حول أيرلندا بداية هذا العام".